تتجه أنظار العالم إلى مقار اللجان الانتخابية، مع بدء اقتراع المصريين في تمام التاسعة صباح اليوم، لاختيار رئيسهم خلال أربع سنوات (2018- 2022)، بين الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، ومنافسه رئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، في انتخابات لا يخامر الشك أي من المراقبين في أن السيسي سيحسمها، وأنه بات على بعد خطوات من ولايته الثانية، لكن الترقب ينصب بالأساس على نسب المشاركة وسط مخاوف الحكومة المصرية من عزوف رجل الشارع عن انتخابات معروفة النتائج وتفتقد الزخم وحدّة التنافس.

وتفتح اللجان أبوابها اليوم في تمام الساعة التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء لاستقبال المصوتين في أول أيام انتخابات الداخل التي تجرى على ثلاثة أيام، ويحق لنحو 59 مليون مصري التصويت ممن تزيد أعمارهم على 18 عاما، تم توزيعهم على 13 ألفا و687 لجنة فرعية في جميع أنحاء الجمهورية، تخضع لإشراف 367 لجنة عامة، إلى جانب 38 لجنة للمتابعة برئاسة رؤساء المحاكم الابتدائية، ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفا و678 قاضيا أصليا واحتياطيا، يعاونهم 103 آلاف موظف، حيث سيكون بكل لجنة ما بين 6 إلى 7 أشخاص.

Ad

وأجريت الانتخابات خارج مصر أيام 16 و17 و18 الجاري، في 124 دولة، شهدت إقبالا دون المتوسط، إذ يوجد نحو 10 ملايين مصري خارج البلاد يحق لهم التصويت، فيما لم يتجاوز عدد من صوتوا بالفعل حاجز 500 ألف مصوت بنسبة إجمالية 5 في المئة وفق كثير من المراقبين، إلا أن الهيئة العليا للانتخابات قالت إنها لن تعلن نتائج التصويت في الخارج إلا مع نتائج التصويت بالداخل يوم 2 أبريل المقبل، موعد إعلان النتائج النهائية للجولة الأولى التي قد تحسم إذا استطاع أحد المرشحين الحصول على 50 في المئة +1 من إجمالي الأصوات، وإلا فسيتم اللجوء إلى جولة الإعادة.

وتعد الانتخابات الرئاسية الحالية هي الرابعة في تاريخ مصر، فمنذ إعلان الجمهورية عام 1953 اعتادت مصر على الاستفتاءات الصورية على بقاء رئيس الجمهورية، حتى عام 2005 عندما قرر الرئيس الأسبق حسني مبارك إجراء أول انتخابات رئاسية كسبها بسهولة، ثم أجريت أول انتخابات رئاسية تنافسية بعد ثورة 2011، في العام الموالي، وفاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسي، في حين فاز الرئيس السيسي بانتخابات 2014، وإذا فاز بـ "الرئاسية" الحالية فسيكون أكثر رئيس مصري منتخب في انتخابات تعددية في تاريخ البلاد.

استنفار

ميدانيا، دفعت قوات الشرطة بنحو ربع مليون شرطي لتأمين اللجان واستكمال الانتشار الأمني في الميادين والشوارع الرئيسة بالعاصمة والمحافظات، مع إعلان حالة الاستنفار القصوى لتأمين البلاد خلال فترة الانتخابات، وستتم متابعة الانتخابات من داخل مركز المعلومات وإدارة الأزمات بمقر وزارة الداخلية، فيما قال مصدر أمني إنه ستتم مواجهة أي محاولات للمساس بسير العملية الانتخابية أو الاعتداء على المنشآت المهمة أو الحيوية، بمنتهى الحزم والقوة.

وأعلنت القوات المسلحة، أمس، إنهاء جميع عناصر التأمين التابعة للقوات المسلحة انتشارها وتسلم اللجان والمقار الانتخابية لـ "تأمين إرادة الناخبين والمساهمة في توفير مناخ آمن للمصريين للإدلاء بأصواتهم بأمان وطمأنينة، وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة الوطن وحقه الدستوري"، وتم الدفع بعناصر القوات المسلحة مدعومة بعناصر من القوات الخاصة والشرطة العسكرية لتأمين الانتخابات، بالتعاون مع قوات الشرطة.

واتخذت عناصر الدعم من القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات ووحدات التدخل السريع أوضاعها للعمل كاحتياطيات لدعم عناصر التأمين، ومنع أي محاولة من شأنها التأثير على العملية الانتخابية، فيما دفعت إدارة الشؤون المعنوية عربات العمل المعنوي لرفع الروح المعنوية والمساهمة في توعية المواطنين، فضلا عن فتح مركز إعلامي لمتابعة وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ويعمل على مدار 24 ساعة.

دعوات النزول

سياسياً، توالت دعوات الحث على المشاركة والنزول للانتخاب، إذ وجه رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار لاشين إبراهيم، نداء مساء أمس الأول، إلى جموع أفراد الشعب ناشدهم فيه الحرص على النزول بكثافة إلى لجان الانتخاب والإدلاء بأصواتهم إعمالا لحقهم الدستوري.

وشدد إبراهيم على أنه يجب على المصريين تقديم صورة تبرز للعالم كفاح الشعب ضد قوى الإرهاب الغاشم، مؤكدا أن التصويت واختيار رئيس الجمهورية هو حق قرره الدستور، وأن "أصوات الناخبين أمانة"، واختتم رئيس الهيئة كلمته قائلا: "انزلوا، وأكدوا للعالم أنكم كنتم ومازلتم صناع الحضارة، وأظهروا له أنكم على قلب رجل واحد ضد الأخطار التي تحيق بمصر".

بدوره، أكد رئيس البرلمان، علي عبدالعال، أن إقبال المصريين بكثافة على لجان الانتخابات الرئاسية سيعطي رسالة واضحة لكل دول العالم بأن الشعب متحد خلف قيادته السياسية، وأضاف في تصريح له على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف السويسرية، أمس، أن الشعب المصري "يدرك تماما التصرفات الرعناء وغير المسؤولة، لذلك سيرد عليها بقوة وكثافة خلال أيام الانتخابات".

وتوالت دعوات الأحزاب المصرية المؤيدة للسيسي لحث الشعب على النزول، ما عبّر عنه صراحة، عضو البرلمان عن حزب "المصريين الأحرار"، أيمن أبوالعلا، قائلا إن الشعب المصري سيرد بقوة على الحادث الإرهابي الذي حاول استهداف مدير أمن الإسكندرية أمس الأول، من خلال صناديق الانتخابات، وسيكون أبلغ رد على محاولات التخويف التي تتبعها الجماعة الإرهابية وأنصارها، مؤكدا أن المصريين سيحولون أيام الانتخابات إلى "عرس ديمقراطي"، وطالب الشعب بالوقوف جانب الدولة والرد على المشككين والمتربصين بالمشاركة الإيجابية.

«رئاسية مصر 2018» في أرقام

• 4 انتخابات رئاسية في تاريخ مصر بعد انتخابات 2005 و2012 و2014.

• ثامن استحقاق انتخابي منذ ثورة يناير 2014 والـ 4 منذ ثورة يونيو 2013.

• 2 عدد المرشحين على كرسي الرئاسة في أكبر دولة عربية.

• 4 سنوات هي مدة الفترة الرئاسية المتنافس عليها.

• 59 مليوناً عدد المصريين الذين يحق لهم التصويت.

• 10 قضاة يشكلون الهيئة الوطنية المشرفة على الانتخابات.

• 13 ألفاً و687 لجنة انتخابية.

• 27 محافظة تُجرى فيها الانتخابات.

• 19 ألف قاض يشرفون على عملية التصويت.

• 103 آلاف موظف يعاونون القضاة بواقع 6 إلى 7 أشخاص في كل لجنة.

• %50 1+... النسبة المطلوبة لإعلان فوز أحد المرشحين.

• 2 أبريل: موعد إعلان النتيجة إذا حُسم التنافس من الجولة الأولى.