بعد نجاحه بالفرار من فنلندا يوم الجمعة الماضي، وإفلاته من محاولات شرطة هذه البلاد توقيفه بموجب مذكرة الاعتقال الأوروبية الصادرة بحقه من المحكمة العليا الإسبانية، أوقفت السلطات الألمانية أمس، الرئيس المقال لإقليم كتالونيا الإسباني كارليس بوتشيمون.

وأكد غاومي ألونسو-كيفياس، محامي السياسي الكتالوني الانفصالي، أن بوتشيمون اعتُقل فور دخوله الأراضي الألمانية من الدنمارك في طريق عودته إلى بلجيكا، حيث يقيم بعد فراره من إسبانيا أواخر أكتوبر الماضي على خلفية الاستفتاء على انفصال كتالونيا.

Ad

والجمعة، وجه قاضي المحكمة العليا الإسبانية المكلف التحقيق بمحاولة انفصال إقليم كتالونيا في أكتوبر اتهامات إلى 25 مسؤولاً انفصالياً، بينهم 13 وجهت إليهم تهمة "العصيان" التي يواجهون بموجبها السجن حتى ثلاثين عاماً.

وتثير هذه التهمة جدلاً كبيراً لأنها تفترض حصول "انقلاب ترافق مع أعمال عنف" يرى العديد من خبراء القانون أنه لم يحصل.

كذلك، أصدر القاضي مذكرات توقيف دولية في حق ستة قادة انفصاليين موجودين في الخارج بينهم بوتشيمون.

وتولى الادعاء العام بمدينة كييل الألمانية قضية بوتشيمون.

وقال نائب «الادعاء» رالف دوبر «بوتشيمون يوجد حاليا في حجز شرطي، والادعاء العام يدرس حالياً المدة التي يمكن أن يمكث بها في الحبس، بناء على أمر الاعتقال الأوروبي».

وبحسب معلومات موقع مجلة «فوكوس»، كانت تتم مراقبة زعيم إقليم كتالونيا السابق طوال الوقت، وأنه عندما انطلق من فنلندا متجها إلى ألمانيا، أبلغت السلطات الإسبانية القسم المختص لدى المكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم بألمانيا، الذي أبلغ المكتب المحلي في ولاية شليزفيغ-هولشتاين، التي تقع بها كييل، بهذه الإشارة.

وأمس الأول، فشلت السلطات المحلية في إقليم كتالونيا الغني في تنصيب رئيس الإقليم جوردي تورول الذي سجن الجمعة في إطار حملة قضائية استهدفت أبرز المسؤولين الانفصاليين.

وهي المرة الثالثة التي يفشل فيها الانفصاليون الذين لهم الأغلبية المطلقة في البرلمان في تنصيب رئيس جديد بسبب قرارات القضاء، وذلك بعد بوتشيمون والناشط جوردي سانشيز المسجون ايضاً.

وإذا لم يتم هذا الأمر قبل 22 مايو، فستتم الدعوة تلقائياً إلى انتخابات جديدة. ومع استمرار عدم تعيين رئيس إقليمي ستظل كتالونيا تحت وصاية مدريد التي اتخذت هذا الإجراء بعد إعلان استقلال ولد ميتاً في 27 أكتوبر. وبالنسبة إلى تورول، جرى أول تصويت لتنصيبه الخميس لكنه لم يؤد إلى فوزه لأنه لم يحظ بدعم الحزب الانفصالي الأكثر تشدداً. وكان مقرراً أن يجري تصويت ثان السبت.

وبوتشيمون كان موجوداً في فنلندا منذ الخميس، حيث التقى برلمانيين وشارك في مؤتمر. وصباحاً، أعلنت الشرطة الفنلندية استعدادها لتوقيفه لكنها أوضحت انها تجهل ما إذا كان لا يزال في البلاد.