برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وحضور ممثل راعي الحفل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، أنس الصالح، انطلقت مساء أول من أمس أنشطة مهرجان ربيع الشعر العربي في موسمه الحادي عشر لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وحمل هذا الموسم اسم الشاعرتين د. سعاد الصباح من الكويت، ود. ثريا العريض من السعودية. وحضر الافتتاح جمع كبير من الشخصيات والمثقفين.بدأ حفل الافتتاح بجولة في معرض الكتاب الذي أقامته المؤسسة في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، ومن ثم عرض لفيلم الوثائقي بعنوان "الشعر والسلام"، وأيضا عرض تقرير مصور عن إصدارات مهرجان ربيع الشعر العربي لموسمه الحادي عشر، وألقى رئيس المؤسسة عبدالعزيز البابطين كلمة قدم من خلالها الشكر لسمو رئيس مجلس الوزراء على رعايته للمهرجان.
وقال البابطين: "يأتي هذا المهرجان والعالم يحتفي بالمرأة في "يوم المرأه العالمي"، ونحن نحتفي بالمرأه العربية ونعقد المهرجان تحت اسم شاعرتين لهما بصمتاهما في الشعر العربي، وهما الشاعرة د. سعاد الصباح، والشاعرة د. ثريا العريض، تقديرا من المؤسسة لهما ولإبداعهما الشعر، ولمكانة المرأه العربية ودورها المتميز في المجتمع، وإسهامها في بناء الأوطان بكل المجالات".
هدف أساسي
وتابع قائلا: "إن تكريم المبدعين من الشعراء هو هدف أساسي من أهداف المؤسسة، وهو سنة من سنن الوفاء والاعتراف بالجميل لهؤلاء الشعراء الذين يحملون ألق الأمة وكبرياءها" مشيرا إلى أن اهتمام المؤسسة لم يقتصر على الشعراء المعاصرين فحسب، بل توجه إلى أعماق التاريخ لتعيد إحياء أمراء الشعر العربي في الذاكرة المعاصرة، ولتعرف الأجيال الجديدة بمدى إسهاماتهم في بناء التراث الثقافي العربي الذي هو كنزنا الروحي الذي لانزال نستند إليه في حضورنا أمام العالم.وأضاف أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، نظمت المؤسسة 14 دورة، و7 ملتقيات، و11 مهرجانا شعريا، وعشرات الأمسيات الشعرية، وأصدرت أكثر من أربعمئة إصدار في هذا المجال.وعن جديد المؤسسة، أوضح البابطين أنها ستصدر قريبا "معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات، لافتا إلى أن المؤسسة أصدرت في هذا المهرجان 20 كتابا منها "ديوان القدس".وأكد أن الشعر سيبقى ما بقى الإنسان بعالم آخر أكثر نقاء وأرحب مدى، لافتا إلى أن المؤسسة ارتأت أن تجعل من انعقاد مهرجان ربيع الشعر مناسبة لتوزيع الجوائز التي تخصصها للفائزين من الشعراء والنقاد.وبشّر البابطين الحضور بأن مجلس أعضاء جامعة ليدن بهولندا قرر تأسيس "مركز البابطين ليدن للثقافة العربية"، الذي يضم أقدم كرسي للغة العربية في الجامعات الأوروبية، مضيفا أن "منتدى البابطين العالمي للسلام" سيعقد في شهر يونيو 2019 بالتعاون مع الأمم المتحدة.ساحة الحوار
من جانبه، قال الوزير الصالح إن مؤسسة عبدالعزيز البابطين تمثل الوجه المضيء للثقافة العربية، إذ لم تقتصر جهودها على الشعر وحده، بل انفتحت على ثقافات العالم الواسع، وباشرت ثقافة السلام مع منظمات دولية عريقة، وأوجدت ساحة للحوار بين نخب فكرية وسياسية ودينية من مختلف الدول، ليتعرف كل طرف إلى الطرف الآخر على حقيقته، لا على صورته المتخيلة التي لوثتها الأعمال المشينة لفئات ضالة لبست عباءة الإسلام، والإسلام منها براء.وتابع الصالح: إن هذا الجمع الكريم الذي جاء تلبية لدعوة المؤسسة، هو تقدير كبير لما تقوم به هذه المؤسسة من جهود ملموسة في خدمة الثقافة العربية، والشعر والقضايا العربية، وتقدير لدولة الكويت التي تحتضن هذه المؤسسة العريقة ولراعي نهضتها، قائد العمل الإنساني سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي شمل برعايته وحضوره السامي العديد من أعمال ونشاطات هذه المؤسسة في السنوات الماضية، بما يدل بشكل راسخ على رعاية واحتضان دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا للثقافة العربية وحركة النهضة العربية منذ بدايات القرن العشرين".وأضاف الصالح أن الكويت واكبت حركة النهضة العربية وفتحت أبوابها للجميع، واستقبلت العلماء والمثقفين والشعراء والأدباء، واستعانت بهم لتطوير مشروعاتها الثقافية وتحديث التعليم في مدارسها وصحافتها الحرة المسؤولة.وذكر أن الثقافة وهاجسها ظلا حاضرين في أسس بناء الدولة الكويتية الحديثه، فأنشأت الكويت مبكرا المكتبات العامة، وفي عام 1958 انطلقت مجلة العربي، التي أصبحت سفيرة الكويت الثقافية في كل العالم، وأصدرت أول مجلة في الخليج العربي عام 1928.عقب ذلك أقيمت الأمسية الشعرية الأولى، وشارك فيها الشعراء عبدالعزيز البابطين، وأحمد عنتر مصطفى، ومروة حلاوة، وعبداللطيف بن يوسف، وعمر الراجي، وسميرة فرجي، حيث ألقى المشاركون عددا من القصائد الملهمة على مسامع الحضور، وأنشدوا أشعارهم التي تنوعت فيها جماليات الرؤى بأسلوب جمالي متنوع، وأدارت الأمسية د. فاطمة الملحم.تكريم الفائزين بجائزة البابطين للإبداع الشعري
تضمن المهرجان تكريم الشاعرتين المحتفى بهما، د. سعاد الصباح، ود. ثريا العريض، وتكريم الفائزين بجائزة المؤسسة، الجائزة التكريمية للإبداع الشعري التي منحت للشاعر الأديب الراحل فاروق شوشة لجهوده الأدبية والثقافية، أما جائزة الإبداع في مجال نقد الشعر، فقد فاز بها مناصفة كل من د. فوزي عيسى، ود. عبدالرحمن عبدالسلام. وفي جائزة أفضل ديوان شعر فاز بها الشاعر أحمد عنتر مصطفى. وفازت الشاعرة مروة حلاوة بجائزة أفضل قصيدة. وفي جائزة عبدالعزيز البابطين للشعراء الشباب، فاز الشاعر عبداللطيف بن يوسف بجائزة أفضل ديوان شعر للشعراء الشباب، وفاز الشاعر عمر الراجي بجائزة أفضل قصيدة للشعراء الشباب. وكرم الفائزين الكويتيين في مسابقة إدارة الثقافة التابعة لجامعة الدول العربية، وهما فاطمة القراشي التي فازت بالمركز الثاني في التحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة للمرحلة المتوسطة، وفاز بالمركز الثالث في الإلقاء الشعري للمرحلة الثانوية هادي المطيري.