تصدت الدفاعات الجوية السعودية لسبعة صواريخ أطلقتها الميليشيات الحوثية المتمردة، فجر أمس، على أراضي المملكة، بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة لبدء عمليات التحالف الذي تقوده الرياض لدعم حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن ثلاثة صواريخ كانت باتجاه الرياض، وواحد باتجاه خميس مشيط، وواحد باتجاه نجران واثنان باتجاه جازان.

Ad

وأدى اعتراض الصواريخ إلى تناثر شظايا على بعض المناطق السكنية، ونجم عن ذلك مقتل مقيم مصري واحد وإصابة اثنين آخرين وأضرار مادية.

ومنذ نوفمبر الماضي، أطلق المتمردون الحوثيون صواريخ على السعودية في مناسبات متقطعة. وعند كل عملية إطلاق، أكدت الرياض اعتراض دفاعاتها الجوية للصواريخ، إلا أن ليل الأحد الاثنين كان المرة الأولى التي يعلن فيها التحالف إطلاق هذا العدد من الصواريخ البالستية، خلال يوم واحد على السعودية.

وكانت "الجريدة" انفردت بنشر تقرير، نقلا عن مصادر مطلعة، أكدت أن طهران نقلت خبرات للميليشيات الحوثية لتمكينها من إنتاج الصواريخ، التي تستهدف بها المملكة، محلياً. وتحدثت المصادر عن صعوبات واجهت عملية التصنيع داخل اليمن، مع تضييق التحالف مسارات التهريب التي يستخدمها "الحرس الثوري" لإمداد "أنصار الله" بالمكونات الدقيقة التي لا تستطيع انتاجها.

إدانات واسعة

في غضون ذلك، دانت عدة دول من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والكويت والإمارات والبحرين ومصر وقطر وتركيا والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والسلطة الفلسطينية وروسيا، الهجوم الحوثي.

ونددت الامارات بما وصفته بـ"الهجمات الصاروخية الإيرانية الصنع"، مؤكدة وقوفها الكامل الى جانب الرياض في مواجهة التصعيد.

وقال بيان للخارجية الإماراتية إن التصعيد "استهدف ترويع المدنيين والإضرار بالبنية التحتية في المملكة، عبر هجمات عشوائية تنم عن مدى التعنت الحوثي الإيراني وإصراره على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها".

وبعث العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة ببرقية إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعرب فيها عن استنكاره للاعتداء.

كما دانت مصر الهجوم الحوثي، وأكدت وقوفها إلى جانب الرياض. ونددت وزارة الخارجية الأميركية بهجمات الحوثيين الصاروخية.

وتوالت المواقف الرافضة للهجوم من عدة مؤسسات، في مقدمتها "مجلس التعاون الخليجي" و"الأزهر" الذي قدم التعازي لأسرة الفقيد المصري ضحية الهجوم "الغادر"، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.

وشددت رابطة العالم الإسلامي على وقوفها إلى جانب الرياض، وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها وسلامة شعبها.

وأكدت هيئة كبار العلماء السعودية أن الهجوم على السكان بعشوائية يؤكد الطبيعة الإجرامية للجماعة والنظام الايراني الذي يقف خلفها.

بينما اعتبرت الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف، أن إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية يعد "مؤشراً لمضيها في الإصرار على نهجها العدواني، ورفضاً صريحاً للسلام، وتحدياً سافراً للمجتمع الدولي وقراراته الملزمة".

وعبرت الحكومة عن ادانتها واستنكارها الشديدين للعمل الاجرامي والارهابي لإيران وأدواتها، ممثلة بالميليشيات الحوثية. وأشادت في ذات الوقت بالكفاءة والقدرات العالية لقوات الدفاع الجوي السعودية في اعتراض وتدمير صواريخ إيران البالستية.

دعوة بريطانية

في هذه الأثناء، دعت بريطانيا إيران لـ"الكف عن إرسال أسلحة" إلى جماعة "أنصار الله" الحوثية، واستخدام نفوذها بدلا من ذلك في سبيل إنهاء النزاع اليمني.

وقال وزيرا الخارجية والتنمية الدولية، بوريس جونسون، وبيني موردونت، أمس، في بيان مشترك بمناسبة مرور 3 أعوام على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية تدخله العسكري في اليمن، إنه "إذا كانت إيران صادقة في التزامها دعم الحل السياسي في اليمن، فعليها التوقف عن إرسال أسلحة تطيل أمد الصراع وتذكي التوترات الإقليمية وتشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".

وأضاف الوزيران: "ندعم جهود التحالف الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، بحسب ما أقره مجلس الأمن الدولي".

وفي الرابع من نوفمبر 2017 تصدت القوات السعودية لصاروخ كان يستهدف مطار الرياض الدولي، وآنذاك وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الهجوم بأنه "يرقى لعمل حربي" ضلعت فيه إيران.

حشد وغياب

في المقابل، خرج مئات الآلاف من أنصار الحوثيين، أمس، إلى شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، في الذكرى الثالثة لبدء التدخل العسكري للتحالف.

وتدفق المتظاهرون إلى ساحة السبعين في صنعاء حاملين أعلام اليمن ولافتات عليها صورة زعيم "أنصار الله" عبدالملك الحوثي.

وتم إغلاق كل المدارس والجامعات والمكاتب الحكومية في العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ سبتمبر 2014، سعياً لتسجيل أكبر مشاركة في التجمع.

وقال صالح الصماد رئيس "المجلس السياسي"، أعلى سلطة سياسية لدى المتمردين، خلال كلمة له أمام التجمع، إن جماعته ستتعاطى مع أي مبادرات تفضي إلى وقف ما وصفه بـ"العدوان ورفع الحصار". وأضاف أن جماعته منفتحه على أي حل للنزاع عبر الجلوس على طاولة الحوار، ودعا القوى اليمنية إلى "الحوار".

وفي موازاة دعوته للحوار، اتهم الصماد في خطابه الولايات المتحدة بـ"إدارة العدوان"، قائلا إن الأميركيين "يشاركون مباشرة في عدد من الجبهات". وتابع "العدوان أميركي من أول طلقة".

ونظم التجمع هذا العام من دون حضور الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي قتل على أيدي الحوثيين في ديسمبر الماضي، بعدما كان حليفهم الرئيسي.

تضحية وتطوير

وعشية التجمع، أعلن السيد الحوثي في خطاب متلفز أن مقاتليه مستعدون لبذل مزيد من "التضحيات" في مواجهة التحالف.

وأكد تطوير جماعته منظومة صواريخ متنوعة وطائرات مسيرة بدون طيار "درون" تخترق كل أنواع أنظمة الحماية الأميركية لاستهداف دول التحالف.

وبعد ساعات قليلة من الخطاب، شنت الميليشيات الهجوم الصاروخي، وقالت إنها قصفت 4 مطارات سعودية بينها مطار الرياض بصاروخ من طراز "بركان H2".