«الغرب» يطرد عشرات الروس رداً على «هجوم سالزبري»

ماي: إشارة قوية لموسكو بأنها لا تستطيع الاستخفاف بالقانون الدولي

نشر في 27-03-2018
آخر تحديث 27-03-2018 | 00:04
شرطيان روسيان خلال دورية راجلة قرب الكرملين أمس (أ ف ب)
شرطيان روسيان خلال دورية راجلة قرب الكرملين أمس (أ ف ب)
صعّد العالم نبرته بوضوح ضد موسكو، التي حمّلتها بريطانيا ودول عدة مسؤولية الهجوم الكيماوي على العميل الروسي - البريطاني المزدوج سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري في إنكلترا، وقررت أميركا وكندا و14 دولة أوروبية طرد العشرات من الدبلوماسيين الروس.
في قرار غربي كبير، يشكل أقسى رسالة لموسكو منذ سنوات، أعلنت الولايات المتحدة وكندا و14 دولة أوروبية في مقدمتها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، أمس، بشكل شبه متزامن، طرد عشرات الدبلوماسيين الروس، احتجاجاً على سلوك روسيا بشكل عام في التدخل بشؤونها، وخصوصا اتهام روسيا من جانب بريطانيا بالوقوف وراء تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري جنوب انكلترا في 4 الجاري.

واشنطن

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بطرد 60 دبلوماسيا روسيا في اكبر عملية طرد منذ سنوات، وبإغلاق قنصلية موسكو في سياتل، على خلفية قضية تسميم سكريبال.

وأوضح البيت الأبيض أن هذه الخطوة تشمل، على وجه الخصوص، 12 مسؤولا استخباراتيا روسيا من بعثة موسكو في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مشيراً الى أن لدى جميع المطرودين مهلة سبعة أيام لمغادرة الأراضي الأميركية.

وأضاف أن هذه الحملة تتم بالتنسيق مع بريطانيا وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة، معتبراً محاولة تسميم سكريبال "اعتداء على أمن حليف وثيق للولايات المتحدة واستقراره"، مشيرا إلى أن "عملية الطرد طالت عملاء روس يعكفون على جمع معلومات عدائية".

وقال مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض إن لدى روسيا في الوقت الحالي أكثر بكثير من 100 عميل نشط في الولايات المتحدة.

لغة القوة

من ناحيته، قال السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف، إنه احتج لدى الخارجية الأميركية على الطرد "الجائر" للدبلوماسيين الروس، مؤكدا أن "واشنطن لا تفهم الا لغة القوة وتدمّر ما تبقّى من علاقات مع موسكو"، وأن رد بلاده على عملية الطرد "سيكون مناسباً".

دول الاتحاد

وفي حين كشفت كندا أنها قررت طرد 4 دبلوماسيين، أعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان 14 دولة اعضاء في الاتحاد الاوروبي قررت طرد دبلوماسيين روس، في رد منسق على تسميم سكريبال.

وقال توسك إن "تدابير اضافية تتضمن عمليات طرد جديدة ليست مستبعدة في الايام والاسابيع المقبلة".

وفي باريس، قال وزير الخارجية جان ايف لودريان ان بلاده قررت طرد 4 موظفين روس لديهم وضع دبلوماسي، وحذت حذوها برلين التي طلبت مغادرة 4 دبلوماسيين روس بمهلة اسبوع.

وقال وزير الخارجية الالماني هايكو ماس، في بيان، إن "هجوم سالزبري أحدث صدمة في الاتحاد الاوروبي. للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية يتم استخدام سلاح كيماوي في أوروبا". وأضاف: "من الواضح ان مثل هذا الهجوم لا يمكن ان يبقى بدون عواقب".

وفي كييف، أعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو أن "أوكرانيا، تضامنا مع شركائنا البريطانيين وحلفائنا عبر الأطلسي، وبالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي، قررت طرد 13 دبلوماسيا روسيا من القلة الباقين".

وأبعدت لاتفيا دبلوماسيا روسيا واحدا، والسويد واحداً واستونيا واحدا، وليتوانيا ثلاثة والتشيك ثلاثة، وبولندا 4 والدنمارك وهولندا اثنين لكل منهما.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن إيطاليا ستطرد "في غضون أسبوع اثنين من مسؤولي السفارة الروسية"، معتبرة أن القرار اتخذ "كمؤشر على التضامن مع المملكة المتحدة، وبالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين الحلفاء في حلف شمال الأطلسي".

أما سلوفاكيا، فأعلنت وزارة خارجيتها أنها "تدرس التدابير المقبلة. ثمة أكثر من خيار في هذه الحالة".

لندن

وفي لندن، رحبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بإجراءات الدول الحليفة، قائلة إن ذلك "يبعث بإشارة قوية لموسكو بأننا نقف صفا واحدا، وبأنها لا تستطيع الاستخفاف بالقانون الدولي".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن "رد الفعل الدولي الاستثنائي اليوم من قبل حلفائنا يمثل في التاريخ أكبر عملية طرد جماعي لضباط مخابرات روس على الإطلاق، وهذا سيساعد في الدفاع عن أمننا المشترك". وأضاف: "لا يمكن لروسيا مخالفة اللوائح الدولية من دون عقاب".

بدوره، قال وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون، امس، إن العالم يقف متحدا وراء موقف بلاده فيما يتعلق بتسميم سكريبال، وإن الصبر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفد. وتابع خلال زيارة لإستونيا إن الدعم الذي تلقاه بريطانيا يعد "في حد ذاته هزيمة للرئيس بوتين". وأضاف مخاطبا الصحافيين: "صبر العالم على الرئيس بوتين وأفعاله ينفد، والحقيقة أن الدول في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وقفت في صف المملكة المتحدة... أظن حقا أن هذا أفضل رد ممكن من جانبنا". وأكد: "نيتهم (في الكرملين) وهدفهم هو بث الفرقة، لكن ما نراه هو توحد العالم وراء الموقف البريطاني، وهو ما يعد في حد ذاته نصرا عظيما ويبعث رسالة قوية على نحو استثنائي للكرملين وللرئيس بوتين".

موسكو

في المقابل، توعدت وزارة الخارجية الروسية بالرد على عمليات طرد الدبلوماسيين. وأكدت في بيان: "نعبر عن احتجاجنا الشديد للقرار الذي اتخذه عدد من دول الاتحاد الاوروبي وشمال حلف الاطلسي بطرد دبلوماسيين روس"، واصفة تلك الخطوات بأنها عمل "استفزازي لا يتناسب مع مصالح الكشف عن أسباب واقعة سالزبوري وتحديد المسؤولين عنها".

وتوعدت الوزارة بأن "هذه الخطوة غير الودية لن تمر دون أثر، وسنرد عليها"، مشيرة الى ان "الرد الروسي سيكون متكافئا والقرار النهائي يتخذه الرئيس (فلاديمير) بوتين".

back to top