شهدت مراكز التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية اقبالاً أعلى من المتوقع في اليوم الأول للاقتراع الذي يستمر ثلاثة أيام، إذ احتشد ناخبون أمام نحو 14 ألف لجنة انتخابية قبل أن تفتح أبوابها في التاسعة صباحاً. وتتركز أنظار جميع المراقبين على نسبة المشاركة من بين حوالي 60 مليون ناخب يحق لهم التصويت بالاقتراع، الذي بدأ أمس ويستمر حتى الغد.

Ad

هيئة الانتخابات

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار لاشين إبراهيم، أن غرفة العمليات المشكلة داخل الهيئة، تلقت ما يفيد انتظام العمل بجميع لجان الاقتراع في الانتخابات الرئاسية على مستوى الجمهورية في مواعيدها المحددة في التاسعة صباحاً، عدا عدد محدود للغاية من اللجان التي تأخرت لمدد لم تزد على 20 دقيقة.

وأضاف أن الهيئة الوطنية للانتخابات لم تتلق أي شكاوى تتعلق بسير الانتخابات الرئاسية سواء من القضاة المشرفين على العملية الانتخابية أو من الناخبين. مشيراً إلى أن الهيئة تلقت ما يفيد بوجود حشود كبيرة من الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم، وذلك أمام العديد من لجان الاقتراع.

موسى والسيسي

وبينما أدلى الرئيس عبدالفتاح السيسي بصوته فور فتح صناديق الاقتراع عند التاسعة صباحاً في لجنته الانتخابية بمدرسة الشهيد مصطفى يسري أبو عميرة بمصر الجديدة، وسط احتفاء من المواطنين الموجودين ثم غادر إلى مقر حملته الانتخابية حيث اجتمع مع أعضائها للمرة الأولى. توجه منافسه الوحيد موسى مصطفى موسى ظهراً إلى لجنته في مدرسة عابدين الثانوية للبنات بوسط القاهرة مع عدد من أعضاء حزب «الغد» الذي يرأسه، حيث استقبله الناخبون بهتافات: «بنحبك يا سيسي» فغادر فور الإدلاء بصوته دون تبادل للحوار مع الموجودين.

ولا يمثل موسى منافساً حقيقياً للسيسي، الذي يعتبر أنصاره أن نسبة المشاركة هي التحدي الحقيقي الذي يواجهه.

رئيس الوزراء

ودعا رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، جموع المواطنين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية، لممارسة حقهم الدستوري في اختيار رئيسهم وصياغة مستقبلهم.

وأكد إسماعيل، أنه يثق بوعي المصريين، وأن المشاركة تمثل رداً حاسماً على محاولات التشكيك والإرهاب، ورسالة واضحة للعالم بتمسك الشعب المصري بالتكاتف والوقوف إلى جانب الدولة لاستكمال مسيرتها في البناء والتنمية.

وقال رئيس الوزراء، إن الوطن نجح في تجاوز مرحلة شديدة الصعوبة خلال السنوات الأخيرة، كانت مليئة بالتحديات لاسيما على الصعيد الاقتصادي، مما فرض على الوطن مساراً غير اختياري لتحقيق الإصلاح الاقتصادي.

ولفت إسماعيل إلى أنه خلال السنوات المقبلة سنشهد استمرار جهود البناء وجني ثمار التنمية، إذ من المقرر خلالها الانتهاء من كل المشروعات القومية الكبرى الجاري العمل بها في جميع القطاعات، التي تمس حياتهم بصورة إيجابية مباشرة، وتسهم في تحسين جودتها، وتلبية متطلباتهم في مستقبل أفضل، الأمر الذي سيمثل دافعاً قوياً لأبناء الوطن للمشاركة بإيجابية، وتحدي المساعي اليائسة والخبيثة للتأثير على عزيمتهم.

المراسلون الأجانب

وتحظى العملية الانتخابية باهتمام لافت من وسائل الإعلام الأجنبية إذ سجّل 680 صحافياً تابعاً لوكالات الأنباء والصحف ومحطات التلفزيون غير المصرية أسماءهم لدى هيئة الاستعلامات لتغطية الانتخابات الرئاسية، بينهم 140 حضروا إلى القاهرة خصوصاً لهذا الغرض.

وصرح رئيس الهيئة ضياء رشوان بأنه تم تقديم كل التسهيلات الإعلامية للصحافيين الأجانب المقيمين والزائرين لتغطية انتخابات الرئاسة، والتي تشمل السماح لهم بالحضور والتصوير داخل وأمام مراكز التصويت، لمتابعة الاقتراع بشفافية دون تدخل في عملهم.

وأضاف أن الهيئة أنشأت مركزاً إعلامياً يضم كل الأدوات، بالإضافة إلى مترجمين لتسهيل عمل المراسلين، وأقامت غرفة عمليات لتلقي أي شكاوى منهم والعمل على حلها بسرعة.

إشادة أميركية

في غضون ذلك، تفقد القائم بالأعمال الأميركي بالقاهرة توماس غولدبيرغر إحدى اللجان الانتخابية بحي السيدة زينب بالقاهرة، والتقط صورة فوتوغرافية مع أحد المواطنين بعد الإدلاء بصوته ملوحاً بإصبعه المغموس في الحبر الفوسفوري، وحاملاً علم مصر. وقال غولدبيرغر للصحافيين: «إننا كأميركيين متأثرون للغاية بحماسة الناخبين المصريين ووطنيتهم».

مقاطعة «داعشية»

من جانب آخر، أصدرت مؤسسة «الدرع السني»، التابعة لتنظيم «داعش»، بياناً يدعو المصريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، متوعدة كل من يخرج ليدلي بصوته باعتباره مرتداً عن الدين.

وانتقد البيان مبادئ الدستور، كحرية التدين والاعتقاد، واعتبار الشعب هو مصدر الحكم، وحرية التعبير والإفصاح، وفصل الدين عن الدولة وعن السياسة والحياة، واعتبار موقف الأكثرية وتبني ما تجتمع عليه، وحرية تشكيل التجمعات والأحزاب السياسية وغيرها.

تأمين صارم للجان

وأحكمت الأجهزة الأمنية منذ الصباح سيطرتها الأمنية فى جميع شوارع وميادين الجمهورية حيث شددت من إجراءاتها الأمنية تحسباً لأي أعمال عنف قد تطرأ خلال اليوم الأول للانتخابات الرئاسة.

وكثفت قوات الأمن من وجودها بمداخل ومخارج ميدان التحرير وميدان المستشار هشام بركات «رابعة العدوية سابقاً» وفي محيط عدد من المنشآت الهامة والحيوية بالتنسيق مع القوات المسلحة. وطالبت قوات الأمن عدداً من المارة بإظهار بطاقاتهم الشخصية وأخضعت آخرين للتفتيش، إضافة إلى انتشار دوريات مسلحة في شوارع القاهرة لرصد الحالة الأمنية.