إعلاميون أمام القضاء بسبب برامجهم التلفزيونية

نشر في 28-03-2018
آخر تحديث 28-03-2018 | 00:04
لم تكن الإعلامية ريهام سعيد الوجه المعروف الوحيد الذي واجه اتهامات تصل عقوبتها إلى الحبس سنوات على خلفية فقرة في برنامج. خلال الفترة الأخيرة تعرّض أيضاً عدد من الفنانين لملاحقات قضائية عدة بسبب المواد التي يبثونها في برامجهم، علماً بأن معظم القضايا التي واجهتهم انتهت ببراءتهم، لكن بعدما ترددوا على أقسام الشرطة أياماً.
وسعيد التي نالت البراءة أخيراً، تبقى أكثر إعلامية قضت فترة احتجاز وصلت إلى نحو ثلاثة أسابيع.
تعرّض الإعلامي خيري رمضان للتحقيق على خلفية بلاغ قدمته الإدارة القانونية بوزارة الداخلية المصرية ضده بسبب قراءته رسالة من زوجة ضابط شرطة تشتكي فيها مرورهما بضائقة مالية لضعف راتبه.

رأت الداخلية في ذلك إساءة إلى رجالها، خصوصاً أن خيري أكّد في حديثه أن الضابط فضّل الانتقال إلى سيناء للحصول على بدلات زيادة لمساعدة أسرته التي لم تستطع الوفاء بأقساط مدارس أبنائها.

وتسبب البلاغ في احتجاز رمضان يومين في قسم الشرطة قبل إخلاء سبيله على ذمة التحقيقات التي لا تزال جارية بمعرفة النيابة، ويواجه فيها اتهامات تصل عقوبتها إلى السجن ثلاث سنوات، علماً بأن وساطات عدة قامت بها نقابة الصحافيين لمحاولة احتواء الأمر وسحب بلاغ الداخلية، إلا أن الملف لم يغلق بعد بشكل كامل حتى الآن.

ويعتبر الإعلامي أحمد موسى أحد أكثر الإعلاميين الذين تعرضوا للملاحقة القضائية بسبب آرائه وتصريحاته في برنامج «على مسؤوليتي» على شاشة «صدى البلد»، إذ صدرت في حقه أحكام عدة بالحبس بعد إدانته في قضايا سب وقذف لعدد من الشخصيات السياسية المختلفة معه في الرأي السياسي.

كان أبرز هؤلاء الناشط السياسي ممدوح حمزة، والدكتور أسامة الغزالي حرب الذي حصل على أحكام متتالية في حق موسى قبل تبرئة الأخير في آخر درجات التقاضي في قضية أثارت جدلاً كبيراً في الوسط الإعلامي، خصوصاً أن القاضي الذي حكم ببراءة موسى ضبط بعدها بأيام وهو يتقاضي رشوة مالية في قضية آخرى.

وأدينت الإعلامية دعاء صلاح بعد حلقة من برنامجها «مع دودي» عن الأم العزباء، إذ أقام أحد المحامين دعوى قضائية ضدها، صدر فيها حكم أول درجة بحبسها ثلاث سنوات قبل أن تحصل على براءة في الاستئناف. فقد دفع محاميها بكيدية الاتهامات وانتفاء اتهام التحريض على الفسق الذي استندت إليه محكمة أول درجة، مؤكداً أن البرنامج عندما يطرح قضية للنقاش يكون الهدف عرض أبعادها وليس فرضها على المشاهدين.

أما الإعلامية منى عراقي فحصلت على براءة أخيراً من محكمة أول درجة في قضية اتهامها بخدش الحياء العام خلال برنامجها «انتباه» عندما تحدثت عن العلاقة الحميمة بين الزوجين، واعتبرت أن الرجل الذي يعاني الانكسار في مشاكل حياته اليومية يحاول الانتقام من المرأة ويمارس رجولته عليها. وتسببت الحلقة بوقف الإعلامية من إدارة «المحور» التي سارعت إلى تقديم اعتذار إلى الجمهور عن المحتوى، وأوقفت النشر عبر قناتها على «يوتيوب»، بالإضافة إلى اتخاذها قراراً بإحالة مقدمة الحلقة إلى التحقيق.

أهمية اللجان

أستاذ الإعلام هشام صادق يؤكد أن ثمة إدراكاً من القضاء لأهمية الدور الذي يؤديه الإعلام في المجتمع، وبتشكيل وعيه خلال الفترة الراهنة، مشيراً إلى أن الأزمة الحقيقية ترجع إلى كون غالبية الدعاوى ضد إعلاميين تكون من أشخاص راغبين في الشهرة، ويسعون إلى أن يكونوا في دائرة الضوء عبر هذه القضايا التي تشغل اهتمام الرأي العام.

وأضاف صادق أن وجود لجنة في الهيئة الوطنية للإعلام مسؤولة عن مضمون البرامج، ولجنة من نقابة الاعلاميين تتابع التجاوزات في حق الأشخاص والمؤسسات، وتصدر عقوبات واجبة التنفيذ، يسهم في الحد من الأخبار غير الصحيحة أو الادعاءات التي تروّجها محطات تلفزيونية بهدف النيل من بعض الشخصيات، خصوصاً خلال الانتخابات.

وأكد صادق أن قرارات الإيقاف التي صدرت في حق الإعلاميين خلال الأشهر الماضية أصبحت رادعاً لآخرين كثيرين، مشدداً أن راغبي الشهرة عبر تعليقات مثيرة للجدل أو غير منطقية، كذلك تجب محاسبتهم، خصوصاً من يشترون ساعات البث من المحطات المختلفة كي يظهروا على الشاشات.

back to top