تتواصل فعاليات مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته الحادية عشرة، فقد نظمت في اليوم الثاني الجلسة الأدبية الأولى عن الشاعرة د. سعاد الصباح على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وتحدث فيهــــــــا كـــــــل من د. نـــــــــوريـــــــــــــة الـــــــرومـــــــــي، ود. نـــــــــــور الهـــدى بــــــاديس، ود. فاطمة يوسف العلي.

في البداية، قالت د. الرومي إن مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين استطاعت أن توحدنا في حب عجز عنه من عجز، لأن الشعر خلاصنا من واقعنا المرير، فأصبحت المؤسسة ملاذنا السنوي، وأضافت: "باسمكم جميعا واسمي، اسمحوا لي أن أحيي الشاعر عبدالعزيز البابطين ومؤسسته الثقافية، وكل العاملين فيها على هذا العمل الدؤوب والنشاط السنوي".

Ad

وأضافت الرومي "شرفتني المؤسسة بإدارة الجلسة، وقد غاب قمرها، الشاعرة المحتفى بها د. سعاد الصباح، وهي إن كانت غائبة فهي ماثلة أمامنا حاضرة في وجداننا، وتكريمها هذا المساء ما هو إلا تكريم للمرأة الأكاديمية والشاعرة، والأديبة الكويتية".

وقدمت د. الرومي سيرة الشاعرة للحضور، وعلقت قائلة إن سيرتها يصعب حصرها، ومن ثم قرأت ورقة كتبتها الشاعرة د. الصباح تحدثت عن بدايتها وكفاحها، وأهم المحطات التي مرت بها، ومن مقتطفات ما قرأته الرومي في الورقة عن رأي الشاعرة في الكتابة، "ولا يمكن لكاتب أن يكتب جيداً إلا إذا كان قارئاً جيداً، فالقراءة هي الوقود الذي يشعل أفكارنا، ومن دون قراءة يتحول الكاتب إلى موقد مطفأ".

صديقة العمر

وذكرت أن الصباح استمرت علاقتها بمكتبتها تزداد يوما بعد يوم، ولكنها تعرضت لحدثين مهمين في حياتها، الأول فاجعة تدمير مكتبها، أما الحادث الثاني فهو تبرعها بكتبها لمكتبة الكويت الوطنية، وقد كتبت مقالا بالمناسبة عبّرت فيه عن شعورها حمل عنوان "صديقة العمر"، مشيرة إلى أنها ككاتبة وشاعرة تحاول أن تزرع عشبة صغيرة في أرض مالحة، وكمواطنة كويتية تحاول أن تضع ثقافتها ومعرفتها في خدمة حركة التطور في بلادها. مضيفة أن الثقافة في نظرها يجب أن توضع تحت تصرف الآخرين، وإلا كانت ثقافة نظرية وفردية وأنانية.

وعن رأي د. الصباح في الشعر، قرأت د. الرومي ما قالت الشاعرة في ورقتها، وكان كالتالي: "الشعر هو الشعر أياً كان قائله، بصرف النظر عن الجنس والجنسية واللغة، الشعر عبر العصور كان وسيبقى لغة واحدة كما هي لغة العصافير التي لا تتبدل بين غصن في جبل لبناني وآخر في واد صيني".

الجودة والجدة

أما في ورقة د. باديس التي جاءت بعنوان "الكتابة وكسر القيود، محاولة في تحديد عالم سعاد الصباح الشعري"، فقد أوضحت فيها أن دراسات عدة كتبت عن الشاعرة د. الصباح تناولت شعرها بالدرس والتحليل، منها ما وقف على المضامين، ومنها من تتبع مسيرتها الشعرية من أول ديوان إلى آخر ديوان، مشيرة إلى أن من النقاد من شدته الصياغة الفنية، ومنهم من وقف على دلالة عتبات النصوص وغيرها، وعندما تتعدد طرق تناول هذه التجربة وتختلف، فإن في ذلك دلالة على أهميتها وسعيا من الباحث في كل مرة إلى البحث عن خصوصية هذا الشعر الذي شهد له معظم النقاد بالجودة والجدة والطرافة والغني. وأضافت د. باديس أن الشاعرة شغلت الناس منذ بداية أمرها ولا تزال، وتجربتها الشعرية تشد القارئ لعدة أسباب.

أما د. فاطمة العلي فقدمت ورقة بعنوان "سعاد الصباح"، وقالت فيها: "كم هي الكتابات التي تناولت المشاعر الإنسانية التي أحاطت بها، والقلوب التي تعلقت بها، وهي تغمس قلمها في مداد من قلوبنا ومشاعرنا وآمالنا وأحلامنا وطموحاتنا، ثم تعبر بإنسانيتها الرفيعة وموهبتها عن لحظاتنا الإنسانية السعيدة والتعيسة، وعن القضايا المحلية والعربية، معبّرة في الوقت نفسه عن مواقفها الإنسانية والوطنية والثقافية الثابتة، مكافحة بما تملك من حب الوطن، ومن النبل الإنساني"، وبينت د. العلي أنها أحبت الصباح كإنسانة وكمثقفة وكمبدعة، وقبل هذا كله كامرأة كويتية عربية تعد نموذجا مشرفا لكل كويتي، وقدوة تحتذى لكل امرأة كويتية.

وأضافت: "أحب سعاد كما هي، فما أجمل النبتة التي نبتت في أرض خير، وترعرت في أرض خير، وأنبتت وازينت بكل الخير، ومن باب الخير سنظل ننظر إلى المنجز القومي والعروبي الذي قدمته سعاد الصباح في الدفاع عن البيت العربي، ثقافيا وفكريا وحضاريا، وإلى ما قدمته من أجل مستقبل الأمة العربية".

أمسية شعرية

وفي الأمسية الشعرية الثانية، ألقى 6 شعراء قصائد تناثر فيها عذب الكلام والإبداع الشعري، وهم: د. إيمان الشمري، التي قدمت قصيدة بعنوان "قصصت جدائلي"، وشارك الشاعر عامر العامر بقصيدة تميزت بالقوة والمعاني التعبيرية. أما أريج رشيد فقدمت قصيدة بعنوان "حنين الديار"، وألقى عبدالله الفيلكاوي قصيدة بعنوان "أذان من القلب"، وأنشدت رابعة المومني قصيدة استخدمت فيها الأساليب الفنية التي منحت تجربتها الشعرية وهجا جماليا، وأخيرا قدم عبدالرحمن النجار قصيدة بعنوان "إلام التجافي؟".