ثاني أخطر أميركي
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
يردد كثيرون أن قرار غزو العراق كان أسوأ قرار اتُخذ في السياسة الخارجية الأميركية منذ حرب فيتنام، ولكن ليس صحيحاً أن جورج بوش الابن وكبار مستشاريه "كذبوا" بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، كما يزعم الرئيس الحالي واليسار المتشدد. أخطأ بوش ومستشاروه فهم المسائل بكل بساطة، ويدرك المحافظون خصوصاً أن هذا الحدث لا يُعتبر الأول من نوعه في سجلات الحكومة.ولكن وفي حين نشهد للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية حشداً للصناعة الأميركية قد يدفع هذه الأمة إلى أعلى المراتب بين قوى العالم، ندرك أن الرئيس الأميركي ما عاد الرجل الأقوى في العالم، فقد تفوق عليه رئيس الصين. ويعود ذلك في جزء منه إلى تخلي الولايات المتحدة عن الشراكة عبر الهادئ من دون أن تضع سياسة تجارية بديلة. تعني القوة امتلاك القدرة على تحقيق التأثير المرجو، أما نوبات الغضب والتحطيم العشوائية، فلا تُعتبر قوةً، وينطبق على الرئيس الحالي وصف ونستون تشرشل لوزير الخارجية جون فوستر دالاس: "الثور الوحيد الذي أعرفه والذي يحمل خزانة أوانيه الخزفية على ظهره". على غرار إدارة أوباما التي يهزأ بشدة من سياستها الإيرانية، يعتقد بولتون على ما يبدو أن للولايات المتحدة سلطة أن تقرر مَن يستطيع أو لا يستطيع امتلاك أسلحة نووية، لكن باكستان، التي بلغ دخل الفرد فيها 470 دولاراً حين طوّرت أسلحة نووية قبل 20 سنة (كان دخل الفرد في الصين 85.50 دولاراً حين بنت أسلحة نووية عام 1964)، أن أي دولة تعقد العزم على امتلاك أسلحة نووية تستطيع ذلك.يعكس إيمان بولتون بقدرة الولايات المتحدة على إرغام العالم على إحسان التصرف واتباع المسار الصائب ما دُعي "اضطراب السياسة النرجسية": الاعتقاد أن كل ما يحدث في العالم يحدث بسبب أمر قامت به الولايات المتحدة أو لم تقم به، لكن هذه وصفة للأوهام الدبلوماسية والمغالاة العسكرية.بالحديث عن الأوهام انهار أحدها قبل أيام: الاعتقاد أن من الممكن إحاطة الرئيس بأمان بطبقات من الإشراف الراشد، فقد وضع سلف بولتون، هربرت ماكماستر، كتاباً رائعاً (Dereliction of Duty "إهمال الواجب") عن إخفاق المسؤولين، وخصوصاً القادة العسكريين الذين كانوا يدركون جيداً ما يحدث، إلا أنهم لم يقاوموا الوقوع في كارثة فيتنام، ويُستبدل ماكماستر اليوم لأنه كان سيؤدي واجبه بشأن نزوات الأميركي الأكثر خطورة.* جورج ويل* «واشنطن بوست»