في تعليق هو الثاني من نوعه على الهجوم الصاروخي البالستي الحوثي الأخير على السعودية، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز «تصدي المملكة بكل حزم لأي محاولات عدائية تستهدف أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها»، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في الرياض أمس.

من ناحيته، أكد مجلس الوزراء السعودي أن هذا «العدوان الإجرامي من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني في دعم الحوثيين في تحد واضح لقراري الأمم المتحدة 2216 و2231».

Ad

وثمّن المجلس «نجاح وكفاءة قدرات قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي في اعتراض وتدمير الصواريخ البالستية التي تطلق بطريقة عشوائية وعبثية من الأراضي اليمنية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان في المملكة».

صواريخ

في مؤشر على صحة الخبر الذي نشرته «الجريدة» على صفحتها الرئيسية في 11 الجاري، عن بدء الحوثيين تصنيع صواريخ بالستية داخل اليمن بمساعدة من إيران وحزب الله، أكد الحرس الثوري الإيراني أمس، أن جماعة «أنصار الله» بدأت فعلاً تصنيع هذه الصواريخ دخل اليمن.

وغداة عاصفة إدانات دولية للهجوم البالستي الحوثي، الذي استهدف السعودية وقالت الرياض، إنه موقّع من طهران، نفى «الحرس الثوري» مسؤوليته عن الهجوم.

وقال يدالله جواني مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون السياسية، التابع مباشرة للمرشد الأعلى علي خامنئي، أمس، «الجميع يعلم أن طرق إرسال السلاح إلى اليمن مغلقة»، وتابع: «توصل اليمنيون إلى القدرة على إنتاج أسلحتهم الدفاعية بأنفسهم بما في ذلك الصواريخ».

وكانت «الجريدة» علمت من مصادر من الحرس الثوري أن الميليشيات الحوثية بدأت فعلاً تصنيع صواريخ بمساعدة إيران وحزب الله، لكن المصدر كشف أن عملية التصنيع تواجه عراقيل كبيرة بسبب نقص المواد اللازمة، الأمر الذي يحول الصواريخ اليمنية القديمة، التي يعاد تصنيعها، إلى صواريخ صوتية لا يمكن أن تتسبب بأذى لأنه يجري تفريغها من الرؤوس المتفجرة واستبدالها بوقود لضمان وصولها إلى مسافات بعيدة.

خالد بن سلمان

بدوره، دعا السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان، إلى محاسبة النظام الإيراني لاستمراره في خرق القانون الدولي ودعم الإرهاب في سورية والعراق ولبنان والبحرين واليمن.

وقال السفير السعودي في سلسلة من التغريدات على «تويتر»، إن النظام الإيراني يزود الحوثيين بالصواريخ، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأضاف إن سجل طهران حافل بالموت والدمار، حيث قامت بتدبير وتنفيذ تفجيرات «بوينس آيرس» الإرهابية عام 1996، وكذلك تفجيرات الرياض في 2003.

وتابع: «حاول النظام الإيراني اغتيال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في واشنطن، وقام باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، واغتال معارضيه في العواصم الأوروبية وقام بتوفير المال والسلاح للتنظيمات الإرهابية».

وأضاف في تغريدة ثالثة أنه، في الماضي حاولوا اغتيال السفير السعودي السابق في واشنطن، كما قاموا بقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وقاموا باغتيال معارضين سياسيين في عواصم أوروبية، إضافة إلى تمويلهم للميليشيات الإرهابية وإمدادها بالأسلحة الخطيرة.

وأشار إلى قيام الميليشيات الحوثية بإطلاق أكثر من ١٠٠ صاروخ بالستي بشكل عشوائي على المملكة بعد رفض جميع المبادرات السياسية لإنهاء النزاع اليمني والاستمرار في التصعيد.

وشدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته بمحاسبة النظام الإيراني على انتهاكاته المتكررة للقوانين الدولية، وقال إن «الأصدقاء والأعداء يراقبون اليوم رد الفعل الدولي بالنسبة لأحداث البارحة، وسيكون لرد الفعل تأثيره على تصرفات الدول في المنطقة على المدى الطويل».

وهددت السعودية، أمس الأول، إيران بالرد في «الوقت والمكان المناسبين». ووجهت المملكة رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الصواريخ الـ7، وطالبت، في رسالتها، «مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين وضرورة محاسبة إيران لتزويدها ميليشيا الحوثيين بالصواريخ البالستية».

جهانغيري

في موازاة ذلك، برر النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية إسحاق جهانغيري استهداف الميليشيات الحوثية أراضي المملكة، بوصفه «ردة فعل طبيعية على القصف المتواصل»، في إشارة إلى عمليات التحالف الذي تقوده الرياض لدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً.

واتهم المسؤول الإيراني الولايات المتحدة بـ»محاولة جلب الفوضى» إلى بلاده التي تعيش في «منطقة عاصفة» ولولا تدخلها في العراق وسورية وغيرها من الدول لـ«كان الوضع أصبح كارثياً».

لندن تغضب طهران

من جانب آخر، اتهمت إيران بريطانيا بـ «الرياء» بعد أن دعت لندن طهران في وقت سابق إلى وقف إمداد الحوثيين بالأسلحة واستخدام نفوذها بدل ذلك لإنهاء النزاع في اليمن وطالبت بتحقيق دولي حول كيفية وصول الأسلحة للميليشيات اليمنية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن «بريطانيا ليست في موقع يسمح له باتهام بلدان أخرى، ومن الأفضل لها إنهاء مقاربتها الانتهازية والربحية لهذه الحرب العمياء بأسرع وقت ممكن».