لست معنياً بكمّ الأسئلة البرلمانية، خاصة أن الأجوبة في معظمها سهلة جداً ولا تحتاج إلى تفكير، ومعظمها يدل على المصلحة الشخصية والانتخابية، وفي الغالب لخدمة ما هو في معظم الأحيان سببُها... لأن الوزير رفض وساطته بها!

ما يعنيني وما أعاني منه هو التراضي الحكومي في مواجهة أي تهديد بالاستجواب! فبمجرد طرح أسئلة برلمانية مكثفة على وزير ما، بنيّة استجوابه، يكون رد فعل الحكومة جباناً، بمعنى الكلمة، حيث الشجاعة التي تملكها حيال ذلك التهديد هو إما تعديل وزاري بنقل الوزير المهدد بالاستجواب إلى وزارة أخرى، أو الأسلوب الجبان الآخر وهو نقل مسؤوليات وزير إلى آخر، أو نقل مؤسسة من إشراف وزارة الى أخرى...

Ad

مثال على ذلك هو إجبار الوزير محمد الجبري على تسلم حقيبة وزارة الشباب والرياضة التي بها ملفات ساخنة وقضايا لم تحلّ إلى الآن!

لماذا؟ ألكي تنقذ الحكومة وزيرها الشاب خالد الروضان من الاستجواب؟! وهي تعلم مسبقاً أن الاستجوابات أكثرها "كَلَكْ في كَلكْ"، ولأسباب شخصية يتكسب من ورائها المستجوبون، لا أكثر ولا أقل، خصوصاً أن الوزير الفاضل الجبري "كافيه اللي فيه"، من وراء النائب محمد هايف الناقد الأساسي والمعارض لأي نوع من أنواع الترفيه، وبتركيز على تلفزيون الكويت، من مشاهد يدعي النائب هايف أنها تتعارض مع العادات والتقاليد الاجتماعية!

أما المثل الآخر فهو مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ونقلها إلى وزير آخر، لمجرد نية أحد النواب كشف ما أسماه تجاوزات إدارية ومالية!

الحاصل هو أنّ تبني الحكومة لهذا الأسلوب يجعلها دائماً محاصرة ومهددة وبلا تركيز، ونقل مؤسسة من وزير إلى آخر أو نقل وزارة إلى وزير آخر لن يغير الالتزام السياسي، الذي يجب أن تلتزم به الحكومة، وبالتالي يستطيع الفرد فهم سياسة الحكومة والتطلع لآرائها.

معركة الاستجوابات ليس بها منتصر ومهزوم، ومجابهة الطموح الشخصي للنواب لن تتم بأسلوب رخيص كهذا، بل تتم بالتعامل بأمانة مع الطرح التافه لبعض النواب، بالأدلة الدامغة أو الاعتراف بالهفوات الحكومية، بالتغاضي عن أخطاء الوزراء... بغض النظر عن كون الوزير المعني "ديلوكس" لا تريد أن تضحي به، أو "عادي" إن أرادت التضحية به.

واجهوا الاستجوابات بأمانة، واكشفوا للمواطنين مصلحة المستجوبين، ولماذا قرروا الاستجواب وتوقيته، وكذلك الاعتراف بأخطاء الوزراء والعمل على تصحيحها، والوزراء بالنهاية "أوادم" وأفراد من هذا الشعب، وليسوا أنبياء أو معصومين عن الخطأ. ومن يعمل فقد يخطئ مرة ومرتين وثلاثاً، والعبرة في التنبة للأخطاء وتصحيح مسار الأمور، أما اتباع الأسلوب الحالي فهو جبن وخوف من اللي يسوى واللي ما يسوى!