أغلقت صناديق الاقتراع في اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية المصرية أمس، التي يتنافس فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، على وقع إقبال ضعيف، على عكس اليوم الأول الذي شهد مشاركة مرتفعة نسبيا، وسط محاولات للحشد في الانتخابات المحسومة لمصلحة الرئيس السيسي وبفارق كبير.

وشهدت بعض المناطق إقبالا متوسطا في اليوم الثاني، مثل لجنة المغتربين بالعاصمة الإدارية الجديدة، التي شهدت تصويت الآلاف من العمالة المقيمة هناك على مدار اليومين الماضيين، حيث قام العمال بالتسجيل المسبق للإدلاء بأصواتهم في اللجنة وفق قرارات الهيئة الوطنية للانتخابات.

Ad

وواصل رئيس بعثة الاتحاد الافريقي لمراقبة الانتخابات عبدالله ديوب تفقد اللجان الانتخابية، حيث اكد أن البعثة تتفقد يوميا 10 لجان، مشيرا إلى أن عملية التصويت تجرى باحترافية وسهولة ولم ير خلالها أي محاولات لتوجيه الناخبين من أجل التصويت لمرشح محدد.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات إن 680 مراسلا أجنبيا قاموا بتغطية اليوم الأول من الانتخابات، واتسمت تغطيتهم بالحرية الكاملة، وهو الأمر الذي أكدته كل التغطيات الصحافية الأجنبية لليوم الأول، والتي لم يشر أي منها إلى أي عائق أو عقبة، مؤكدة عدم تضمن غالبيتها الساحقة أي انتقادات أو ملاحظات تتعلق بمخالفات أو انتهاكات شابت سير عملية التصويت.

«الوطنية» تمدد

وقررت «الهيئة» إلغاء ساعة الراحة التي تحصل عليها اللجان الانتخابية، استجابة لشكاوى الناخبين الذين اكدوا تضررهم من توقيت الراحة الذي يتزامن مع خروج الموظفين من أعمالهم، حيث كانت اللجان تغلق أبوابها ما بين الثالثة والرابعة عصرا، موجهة الشكر إلى القضاة الذين ابدوا ترحيبا لمساعدة الناخبين في الادلاء بأصواتهم على حساب وقت الراحة المخصص لهم.

وتلقت «الهيئة» استفسارات من مواطنين وشكاوى حول عدم معرفة مقراتهم الانتخابية، بينما فتحت جميع اللجان في مواعيدها الاعتيادية دون أي مشكلات، ولم تسجل أي شكاوى من المرشحين أو من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الأجنبية التي تباشر متابعة العملية الانتخابية.

وواجه بعض الإعلاميين تعنتا من عدد محدود من القضاة فيما يتعلق بدخولهم مقرات اللجان الانتخابية رغم حصولهم على تصريحات من الهيئة، وهي مشكلات فردية تم تسجيلها في منطقة المعادي، شرق القاهرة، وأكثر من لجنة بمدينة الإسماعيلية.

وقال رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق إن «الغرفة المركزية لمتابعة الانتخابات التي شكلها المجلس، تلقت عددا من الملاحظات من قبل الأعضاء الذين تفقدوا بعض اللجان، وشكاوى من بعض المواطنين، ومتابعي منظمات المجتمع المدني، وتمثلت في قصور إداري في عدد من مقار اللجان الانتخابية بالمحافظات»، على حد تعبيره.

وأضاف فايق أن الغرفة تلقت شكاوى من مواطنين ذوي إعاقة بسبب عدم توافر عدد كاف من الكراسي المتحركة للتيسير عليهم في الإدلاء بأصواتهم، مشيرا إلى أنه تمت إحالة كل الملاحظات والشكاوى الواردة إلى الهيئة الوطنية للانتخابات.

ووصف الأمين العام لمجلس الدولة المشرف على غرفة عمليات المجلس المستشار فؤاد عبدالفتاح نسب إقبال المواطنين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بمختلف اللجان بأنها «جيدة».

غياب شبابي

وواصل الشباب عزوفهم عن المشهد الانتخابي بصورة ملحوظة، حيث تصدر كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة عملية الاقتراع أمس، وسط تسهيلات من المحافظات والجهات الحكومية لتوفير وسائل نقل مناسبة لهم، سواء عن طريق القوات المسلحة أو وزارة الداخلية، إضافة إلى المحافظات التي وفرت عشرات السيارات لنقل كبار السن غير القادرين على الحركة من منازلهم لأماكن الاقتراع وإعادتهم مرة أخرى إلى منازلهم.

ورغم دخول أكثر من 6 ملايين شاب قاعدة بيانات الناخبين خلال السنوات الأربع الأخيرة، وغالبيتهم من شباب الجامعات، فإن اللجان شهدت عزوفا واضحا للشباب عن المشاركة والتصويت رغم محاولات الحشد التي قامت بها وسائل الإعلام المصرية المختلفة.

وتبنت وسائل الاعلام الرسمية والخاصة دعوات المشاركة في الانتخابات حتى ولو بإبطال الأصوات، لإظهار الاعتراض على الرئيس السيسي، باعتبار أن صيغة الابطال رسالة قوية للرئيس سيتعامل معها خلال السنوات المقبلة، بينما حجبت القنوات المختلفة فيديوهات تصويت الناخبين في حلايب وشلاتين الحدودية.

وواصل كبار السن صدارة المشهد بصورة غير مسبوقة، وأفادت غرفة عمليات وزارة الداخلية وقطاع حقوق الإنسان باستقبال مئات الاتصالات من كبار السن والمرضى وأصحاب القدرات الخاصة الذين طلبوا سرعة نقلهم لمقار لجانهم الانتخابية للمشاركة في هذا الحدث التاريخي.

وأكد كبار السن والمرضى وأصحاب القدرات الخاصة لرجال الشرطة، لدى نقلهم إلى مقار اللجان، أنه رغم تقدم العمر بهم وظروفهم فإنهم أصروا على المشاركة في التصويت، أملا في رسم حياة ومستقبل أفضل للأجيال المقبلة، داعين الشباب إلى الزحف للجان الانتخابية، وأن يرسموا مستقبلهم بأيديهم.

وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الحالات المرضية داخل اللجان الانتخابية وخارجها إلى 104، إضافة إلى وفاة ناخبة تبلغ 45 عاما مساء أمس الأول، داخل لجنة مدرسة هدى شعراوي بحلوان جنوب القاهرة، إثر هبوط حاد بالدورة الدموية عقب الادلاء بصوتها.

حشد حكومي

من جانب آخر، قامت عدة جهات حكومية بتحذير العاملين فيها حال عدم إدلائهم بأصواتهم في الانتخابات بعقوبات جزائية خلال الأيام المقبلة، مع مراجعة تصويتهم في الانتخابات من خلال الحبر الفسفوري، وتكليف المديرين المباشرين بمتابعة الأمر، وتسليم كشوف بأسماء وأماكن اللجان التي قاموا بالتصويت فيها، وهو ما تكرر في أكثر من قطاع خاصة على مستوى مديريات التربية والتعليم.

وطلبت جهات أمنية من أعضاء مجلس النواب التواجد في دوائرهم الانتخابية، وحشد المواطنين للمشاركة في عملية التصويت، وهو ما تكرر مع أعضاء ائتلاف «دعم مصر» في أكثر من مدينة، بينما تواجد العشرات أمام اللجان داعين المواطنين الى التصويت في الانتخابات.

وفي شمال سيناء، قرر المحافظ اللواء عبدالفتاح حرحور تخصيص عدد من الحافلات لنقل أبناء الشيخ زويد ورفح، المقيمين في العريش، إلى مقرات انتخابهم بالمدينتين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية وإعادتهم مرة أخرى.

مد التصويت يوماً رابعاً إشاعة

نفت الهيئة الوطنية للانتخابات، أمس، شائعات ترددت عن توجه لمد التصويت بالانتخابات الرئاسي المصرية التي بدأت أمس الأول وتنتهي اليوم، يوما رابعا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة المستشار محمود الشريف، في مؤتمر صحافي ثاني أيام اقتراع المصريين بالداخل، إنه لا صحة لما أثير عن مد فترة التصويت يوما رابعا، مؤكداً انتهاء التصويت في الساعة التاسعة من مساء اليوم الأربعاء.

وأضاف الشريف أن بعض المواقع الالكترونية أطلقت شائعات وروجت أحاديث عن مد فترة التصويت، مؤكدا أن الهيئة لم تصدر أيا من هذه القرارات وأن هذه المعلومات عارية تماما عن الصحة.