اختتم مهرجان ربيع الشعر العربي دورته الحادية عشرة، التي استمرت ثلاثة أيام، بأمسية أدبية عن الشاعرة د. ثريا العريض، بمشاركتها وابنتها د. مي الدباغ، ود. ميساء الخواجة، وأدارت الجلسة د. نسيمة الغيث، وسط حضور ثقافي وأدبي كبير.

وقبل أن تبدأ الأمسية أعلنت المديرة العامة لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية د. تهامي العبدولي أن رئيس البرتغال مارسيلو ريبالو قرر منح الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين وسام الجمهورية البرتغالية 5 أبريل 2018.

Ad

ثم انطلقت الجلسة بثناء د. الغيث على الجهود التي تقوم بها مؤسسة البابطين على المستوى الثقافي، مشيرة إلى أن سيرة د. العريض حافلة ولها مشاركات محلية ودولية، وعضوة في الكثير من المؤسسات الدولية والإقليمية.

الطريق إلى المعرفة

من جانبها، تحدثت د. العريض عن تجربتها الشعرية، وعبرت عن سعادتها بوجودها في مهرجان الشعر العربي، وقالت: "أما عني وعن الشعر فإنني باختصار ولدت شاعرة في بيت شاعر، وأديب، ومثقف، ودبلوماسي".

وأضافت: "عشقت الرسم، والكلمات، والرياضيات، ورأيت الأرقام والحروف أثرى مادة خام"، مؤكدة أن قدرة القراءة والتفكير هي الطريق إلى المعرفة، وأوضحت أن القصيدة بنظرها ليست مهارة تركيب، بل تولد شبه كاملة قصيرة أو طويلة لتجسد فكرة.

ولفتت الى أنها تعجز عن أن تحصر الشعر في تعريف غير ذاك المختصر المفيد، فالشعر هو الرسم بالكلمات ليخلد شعورا ما، وله رتم داخلي يرتبط بذلك الشعور وينقله ليعي من يسمع.

وذكرت أنها لم تقل الشعر حتى يسموها شاعرة، ولم تكتبه حتى يصفوها تحت فئة فكرية وأدبية ما، وبالتأكيد ليس حتى تقف على منبر وتلقيه مستمتعة بالأضواء، القصيدة عندها تأتي بنفسها، وتخرج نفسها متى شاءت، وتشرع أبواب التعبير كما تشق سمكة طريقها من الأعماق الى سطح الماء، واصفة تجربتها في الشعر بأنها ذاتية وإيجابية.

شاعرات الرمزية

من جهتها، قالت د. الخواجة، في ورقتها التي جاءت بعنوان "نسوية الخطاب في شعر ثريا العريض": "عد بعض الدارسين د. العريض إحدى شاعرات الرمزية المجددة اللاتي قدمن نصوصا متميزة صورت صوت المرأة الجديدة في رحلة بحثها عن كينونتها الاجتماعية الخاصة والإنسانية العامة".

وتابعت: "لقد اختارت ثريا شعر التفعيلة منهجا كتابيا، وعت أنه يمثل ما تريد، ويمكن أن يحمل صوت تمردها، ذلك التمرد الهادئ الذي لا يصل إلى حد الرفض المطلق لكنه يعمد إلى مساءلة الواقع حول المرأة وما تعيشه من تهميش وإقصاء".

ذكريات

أما د. الدباغ فقدمت ورقة بعنوان "ذكريات القارئ الأولى"، تحدثت فيها عن تجربة والدتها الكتابية، وكيف تأثرت بها، قائلة: "كنت في العاشرة من عمري عندما بدأت أمي كتابة مود يومي في جريدة الرياض، وكنت مسؤولة أن أقرأ لها المقالة بصوت عال كل يوم، لأنها كانت تكتب بخط اليد وترسله بالفاكس، كنت أقرأها بصوت عال وكانت تصححني إن ارتكبت خطأ لغويا".

ومن مقتطفات ما قالت عن تجربتها، أضافت: "صممت على أن ارتقي بمستواي من مرتبة القارئ العادي إلى أعظم قارئ قد تقابله أمي، وذلك بمضاعفة جهودي في فهم محتوى مقالاتها والتفكير بها، وأصبح طقسنا اليومي أسهل مع الوقت، حيث أصبحت أرتكب أخطاء أقل وقلة المرات التي اتحرص فيها للتصحيح".