بمناسبة اليوم العالمي للمسرح دشنت أكاديمية لوياك للفنون الأدائية "لابا" العرض الأول من مسرحية "كلمتين وبس" على خشبة مسرح الدراما في مركز جابر الأحمد الثقافي، وتهدف المسرحية إلى تخليد ذكرى الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا كشخصية كويتية أثرت الحركة المسرحية في منطقة الخليج كلها.

وتدور المسرحية، التي أخذت طابعا كوميديا هادفا مع الغناء الحي، حول قضية الفنون والثقافة والأخلاق وأهمية الحفاظ عليها من السقوط في هاوية المتاجرة والهابط من الأعمال.

Ad

وتحكي حكاية كاتبة "هيله"، التي تجسد دورها شيرين حجي، وتضطر لتوقيع عقد عمل درامي لرمضان عن حياة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وخلال أزمتها اليومية المتمثلة في فعل الكتابة تحت وطأة الاستعجال لتقديم العمل لرمضان يتراءى لها الفنان في شخصياته المعروفة في أعماله الدرامية والمسرحية، وتخوض معه في نقاشات تساعدها على اتخاذ قرار يتماشى مع ضميرها، ويرمز ظهور الفنان عبدالحسين هنا إلى صوت ضمير الأمة الذي غيبته المادة والجشع.

وفي الكتيب الخاص بالعرض، قالت فارعة السقاف عن الفنان عبدالحسين: "كان وجهه هو آخر صورة في ذهني قبل أن يسدل الستار على ليلة لم تكن كأي ليلة، ويوم لم يكن كأي يوم. كان الحادي عشر من أغسطس 2017 يوما تعالى في الندب والعويل واحمرت فيه العيون واعتصرت فيه القلوب. اليوم الذي لبست فيه الكويت بل وكل دولة من دول الخليج عباءتها السوداء. لم يكن فقيد أسرته فحسب بل كان فقيد الوطن كله. فقيد الوطن الكبير الذي يتجاوز الحدود الجغرافية، بمفهوم لا يدركه إلا من كان يحمل قلبا كبيرا كقلبه ووجودا مدركا للمعنى الأكبر للوطن كوجوده، الوطن الكبير الذي يبدأ وينتهي بالضمير".

تفاعل وانسجام

من اللحظة الأولى لرفع الستار عن العرض، بدا على الحضور ملامح التفاعل والانسجام الكبيرين مع كل مشهد، فقد تفوق نصا وإخراجا وتمثيلا وفرجة، ذلك لأن العمل اعتمد على مزج الأجناس الفنية، متضمنا الدراما والتوثيق.

وأدى الفنان أحمد إيراج دور الراحل عبدالحسين عبدالرضا بدقة واتقان، حيث خطف الأضواء وأمتع الجمهور بأدائه العالي وخفة دمه واتقانه للدور لدرجة التصديق، وامتلك خشبة المسرح بأدائه الرائع للشخصية.

وتميز أداء الفنانة شيرين حجي بخفة الدم والتلقائية، وشكلت مع إيراج ثنايا ناجحا، وتناسبت الموسيقى ناحية مع المشاهد، واتقن الغناء الفنان عبدالعزيز المسباح فغنى "أنا قلبي لك ميال"، "بلا تصبوا ها القهوة"، و"خالة شكو"، وهيله يا رمانه"، وشاركه في العزف عمر الحديري على آلة القانون، ومحمد القصبحي على آلة الكمان، وطاهر الكاشف وحمص الأرتيست على الإيقاع.

مسؤولية وأمانة

وبسؤاله عن ردة فعله على إعجاب الجمهور بالعرض، قال إيراج، لـ"الجريدة"، "كان العرض بالنسبة لي مخيفا، فهو مسؤولية وأمانة أن أوصل حس الفنان الراحل، وطول العرض كان لدي الهاجس والتساؤل بيني وبين نفسي بأنه هل سيعجب العرض الجمهور، لكن الحمد لله ذهب كل هذا في تحية الجمهور الأخيرة التي لم تكن فقط لأحمد إيراج، بل لأبو عدنان".

وعن إمكانية تكرار تجسيده شخصية أبوعدنان في أعمال أخرى، أضاف: "لا أتوقع، لأن هذا العمل حاله تتكلم بالتفصيل عن دور الفنان في تغييره المسار الفني، وتعديل مساره، وتوجيه الفنانين والمبدعين من الشباب، فهذه حالة خاصة عرضت في اليوم العالمي للمسرح، ولها خصوصية، ولا أتوقع أن أعيدها، إلا إن وجد عمل بهذا العمق والتوجه والضخامة، يمكن حينها أن أخوض مثل تلك التجربة".

وأشار إلى أنه في المشهد الأخير من العرض كان يشعر بأن أبوعدنان موجود في المكان، حيث جسد شخصية أبوعدنان الحقيقية وكانت ملامسة له.

أما المخرج رازي الشطي فقال إن العرض حمل برسائل الفنان الراحل، وكأنها رسالة من جيل إلى جيل، مشيرا إلى أن العرض يقع بين المسرح الجاد والجماهيري.

يشار إلى أن فارعة السقاف كرمت منى عبدالحسين عبدالرضا في هذه الفعالية.