أغلقت عند الساعة التاسعة من مساء أمس صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية التي استمرت 3 أيام في الداخل و3 مثلها في الخارج، وبدأ فورا فرز الأصوات، الذي من المتوقع أن ينتهي بفوز كاسح للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على أن تعلن النتيجة النهائية يوم الاثنين المقبل.وشهدت الانتخابات إجمالا إقبالا دون المتوسط، وعزوفاً واضحاً من فئات الشباب، وإقبالا من كبار السن والنساء، كما مرت من دون حوادث أمنية كبيرة، رغم هجوم الاسكندرية الذي وقع عشيتها.
وتبدأ المؤشرات الأولى للنتائج في الظهور في الساعات الأولى من صباح اليوم، مع بدء الفرز في اللجان، التي من المرجح أن تؤكد فوز السيسي على منافسه الوحيد رئيس حزب "الغد"، موسى مصطفى موسى.ولم تشهد انتخابات المصريين في الداخل التي أجريت على مدار 3 أيام بداية من يوم الاثنين، أي مفاجآت تذكر، إذ سيطرت الأجواء الهادئة في اللجان مع ضعف الإقبال عموما، بالتوازي مع تنظيم أنصار السيسي احتفالات صغيرة بالقرب من عدد غير قليل لدعوة المواطنين للمشاركة باستخدام مكبرات الصوت وترديد الأغاني الوطنية، وقالت مصادر مطلعة إن نسبة الإقبال تدور حول 40 في المئة من إجمالي عدد الناخبين، فيما رأى مراقبون أن نسبة المشاركة أقل من ذلك.وستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات نتيجة الانتخابات في الخارج، التي أجريت أيام 16 و17 و18 الجاري، في 124 دولة، مع نتائج انتخابات الداخل التي يحق لأكثر من 59 مليون مصري التصويت فيها، يوم الاثنين 2 أبريل المقبل، موعد إعلان النتائج النهائية للجولة الأولى التي قد تحسم الانتخابات إذا استطاع أحد المرشحين الحصول على 50 في المئة +1 من إجمالي الأصوات، وإلا فسيتم اللجوء إلى جولة الإعادة.
أجواء هادئة
وسادت أجواء تصويتية هادئة في اليوم الثالث والأخير، وسط جهود من أنصار الرئيس لحشد الناخبين ودفعهم للجان، فجاءت نسبة المشاركة أعلى من اليوم الثاني للانتخابات، الذي سجل أدنى نسبة مشاركة في الأيام الثلاثة، وكثفت القوى السياسية ووسائل الإعلام المحسوبة على الدولة من دعوات المشاركة وحث المصريين الذين لم يصوتوا على ضرورة النزول والتصويت.وفيما تفقد وزير الدفاع صدقي صبحي، أمس، تأمين قوات الجيش لمقار اللجان في محافظة القليوبية، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للانتخابات الرئاسية، المستشار محمود الشريف، في مؤتمر صحافي، إن "مواطني مصر الشرفاء أثبتوا قدرة المصريين على تحقيق مصيرهم بأيديهم"، مشددا على أن "مد التصويت ليوم رابع هو من الشائعات التي يرددها كارهو هذا الوطن، والذين أذهلهم هذا المظهر الحضاري، والمواطن الذي حضر بكثافة أمام صناديق الاقتراع".وأشار الشريف إلى أن تأخير فتح باب بعض اللجان لم يزد على نصف ساعة على أقصى تقدير، وأن غرفة العمليات لم تتلق شكاوى حول مسار الانتخابات الرئاسية في الأيام الثلاثة، وأن العملية الانتخابية كانت منتظمة في اللجان، ولم تسجل منظمات المجتمع المدني خروقات أو اعتراضات في اللجان، موجها الشكر إلى 18 ألف قاض أشرفوا على الانتخابات، كما وجه التحية إلى رجال الجيش والشرطة في تأمين عملية التصويت.من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، خالد مجاهد، أنه تم حصر 37 حالة مرضية داخل اللجان الانتخابية وخارجها بجميع المحافظات، أمس، ليصل إجمالي الحالات المرضية في أيام الأيام الثلاثة إلى 301 حالة، فضلا عن حالة وفاة واحدة، هي حصيلة الانتخابات.بدوره، أكد رئيس غرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء، العميد علي هريدي، انتظام عمل جميع اللجان في المحافظات خلال اليوم الثالث والأخير لعملية الاقتراع بالانتخابات، وشدد على أن الغرفة تعتبر جهة متابعة، وليست معنية بإصدار أي أرقام خاصة بنسب المشاركة في الانتخابات.حشد وهجوم
وشن عدد من أنصار النظام المصري منذ الساعات الأولى من صباح أمس هجوما على من لم يصوت في الانتخابات، ما عبر عنه صراحة مدير مكتبة الإسكندرية، مصطفى الفقي، الذي قال إن "من يمتنع عن المشاركة في الانتخابات يؤكد طواعية فقدانه لمفهوم المواطنة، ولم يعد صاحب حق في النقد أو التقييم"، مؤكدا أن الشعب انتفض للمشاركة ردا على محاولات التقليل من شأن الانتخابات.تفعيل الغرامة
وحرصت الدولة المصرية، ممثلة في الهيئة الوطنية للانتخابات على التلويح بـ "كارت الغرامة" لدفع المصريين للنزول، إذ أعلنت الهيئة، في بيان رسمي صباح أمس، أنها ستعمل على تطبيق أحكام القانون بشأن توقيع غرامة مالية لا تتجاوز 500 جنيه على الناخبين الذين يتخلفون عن الإدلاء بأصواتهم بغير عذر في انتخاب رئيس الجمهورية، مشددة على أن توقيع الغرامة أمر معمول به في عدد من دول العالم.ووجهت الهيئة الشكر والتقدير لجموع المواطنين المصريين الذين حرصوا على المشاركة، مؤكدة أن الانتخاب واجب وطني، باعتبار أنه يسهم في صناعة مستقبل مصر وتقرير مصيرها في المرحلة المقبلة.من جهته، قال رئيس الهيئة، المستشار لاشين إبراهيم، إن المشاركة الواسعة للمواطنين في الانتخابات هي الأسلوب الأنجح والأنجع لتأكيد اختيار المصريين للديمقراطية أساسا لنظام الحكم.وأشاد إبراهيم برسالة التحدي والصمود التي بعث بها المواطنون بمحافظة شمال سيناء، عبر اصطفافهم ومشاركتهم الكبيرة في العملية الانتخابية، مؤكدا أن تلك المشاركة تعني أن أهل سيناء يلفظون الإرهاب ويرفضون وجوده وتوطنه في أرضهم، وأشار إلى أن المشاركة الكبيرة لمواطني شمال سيناء في العملية الانتخابية تقطع بوجود استقرار أمني كبير في المحافظة ومستوى عال من الوعي لدى الناخبين.