واشنطن: بوتين كاذب... وروسيا وحش من أعماق البحار

• موسكو: الأميركيون يستخدمون الدعاية النازية واستخباراتنا ستحمي مصالحنا بالخارج
• بكين: طرد الدبلوماسيين سلوك غير متحضر
• إردوغان: اتهامات الغرب مجرد مزاعم

نشر في 29-03-2018
آخر تحديث 29-03-2018 | 00:04
تجمع معارض متضامن مع ضحايا حريق سيبيريا وسط موسكو مساء أمس الأول (أ ف ب)
تجمع معارض متضامن مع ضحايا حريق سيبيريا وسط موسكو مساء أمس الأول (أ ف ب)
تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو إلى مستوى غير مسبوق منذ سنوات، وتراشق البلدان بالتصريحات العنيفة وتبادلا اتهامات قاسية، على خلفية الهجوم الكيماوي في مدينة سالزبري البريطانية الذي استهدف عميلاً روسيا مزدوجاً وتحول الى أكبر أزمة بين الغرب وموسكو منذ نهاية الحرب الباردة.
صرح وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، بأن تسميم الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا، يظهر «تواصل المحاولات الروسية لتقويض وحدة الغرب».

وقال ماتيس، «إنهم يقومون بأعمال يعتقدون أن من الممكن نفيها. هكذا يحاولون كسر وحدة التحالف الغربي، وهذا هو نمط السلوك الذي تتمسك به روسيا».

ورداً على دقة الاتهامات الموجهة إلى روسيا، قال: «محاولة اغتيال رجل وابنته، أليس هذا المثال الجيد!».

وأشار إلى أن روسيا بنفسها اختارت دور الخصم الاستراتيجي للولايات المتحدة، وهي تتحمل المسؤولية عن فشل كل محاولات البلدين للتقارب.

وتابع، أن نفي الرئيس فلاديمير بوتين للمسؤولية في قضية التسميم، «لا يمكن أخذه على محمل الجد».

أضاف «أن النفي يذكر بسلوك روسيا عندما اجتاحت شبه جزيرة القرم عام 2014 وضمتها لاحقاً مستخدمة مسلحين يرتدون بزات عسكرية لا شارات عليها». وتابع أن الروس «ينزعون الشارات عن لباس الجنود ويجتاحون القرم ثم يقولون إنه لا علاقة لهم بما يقوم به الانفصاليون في شرق أوكرانيا». وأضاف «لا أعلم كيف يجرؤون على قول ذلك».

وقارنت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت روسيا بـ«وحش من أعماق البحار»، وعلّقت السفارة الروسية في واشنطن قائلة، إن مثل هذه المقارنات كانت تستخدمها الدعاية النازية.

وقالت نويرت حين سألها صحافي عما إذا كانت الانتخابات الأميركية المقبلة في نوفمبر ستكون «أكثر أمناً بعد طرد 60 دبلوماسياً روسياً.

نويرت أجابت: «نحن لا نستطيع أن نقول أن نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة ستكون في مأمن، روسيا لديها أيد طويلة، والكثير من المخالب. نحن نعتقد أنها ستواصل إظهار اهتمامها بانتخاباتنا، وكذلك بالانتخابات في البلدان الأخرى».

وحين استفسر الصحافي عن «الأيدي والمخالب»، أكدت نويرت ما عنته، مضيفة أنها تريد القول، إن روسيا «وحش من أعماق البحار».

وبعد ساعات، ظهر على حساب السفارة الروسية في واشنطن على «تويتر» اقتباس من تصريح نويرت أرفق بملصق لألمانيا النازية مناهض للبلاشفة ثلاثينيات القرن الماضي، يصور عنكبوتاً أحمر بخوذة جندي من الجيش الأحمر، يعتلي الكرة الأرضية مع توقيعين هما «البلشفية» و«المعرض الكبير المناهض للبلاشفة».

موسكو

في المقابل، أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، أمس، إن موسكو «ووفقاً للتقاليد الدبلوماسية، سترد بشكل مماثل وستراعي التناسب فيما يتعلق بأعداد الدبلوماسيين».

وأوضح نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، إن روسيا ستقيّم مستويات عداء واشنطن ولندن لروسيا قبل الرد على عملية الطرد الجماعية.

كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن «عدم اهتمام بريطانيا بالتحقيق لمعرفة من يقف وراء تسميم ضابط الاستخبارات السابق سيرغي سكريبال، يجعلنا لا نستبعد تورط الاستخبارات البريطانية في الحادث».

وأوضحت أن «السلطات البريطانية تقوم بحملة واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم بهدف تحميل روسيا مسؤولية محاولة التسميم، وتعمل على إحباط الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية الى معالجة القضية». كما أشارت إلى أن السلطات البريطانية «أظهرت عجزاً» في حماية أمن المواطنين الروس في أراضيها، معيدة إلى الأذهان حادثة تسميم العميل ألكسندر ليتفينينكو وحالتي الوفاة في ظروف مجهولة لكل من رجلي الأعمال بتار كاتسشفيلي وألكسندر بيريبيليتشي إلى جانب الوفاة الغامضة لرجل الأعمال بوريس بيريزوفسكي وخنق شريكه نيكولاي غلوشكوف، وأخيراً محاولة اغتيال سكريبال وابنته يوليا في الرابع من هذا الشهر في مدينة سالزبري البريطانية، وحذرت من أنه «في حال لم تقدم بريطانيا براهين لتبديد هذه الشكوك فإن موسكو ستقيم الحادث على أنه محاولة لاغتيال مواطنين روس وإثارة عملية استفزاز سياسية واسعة النطاق».

استفزاز قذر

بدوره، قال مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، إن من بين ممثلي البعثات الدبلوماسية الروسية يوجد ضباط استخبارات، لكن عددهم قليل وكانوا يقومون بتوفير أمن السفارات الروسية​​​.

وأكد أن طرد الدبلوماسيين الروس هو عمل استفزازي واضح من قبل الغرب. أضاف: «هذا استفزاز قذر ودنيء من مجموعة معروفة من الدول التي تعمل على تشكيل جو من الكراهية إزاء روسيا، وإن موسكو تأسف لهذا القرار»، مؤكداً أن «الرد قادم، وسيكون حازماً». وشدد ناريشكين على أن «لدى الاستخبارات الخارجية أدوات واسعة النطاق لإجراء نشاط استخباراتي يضمن حل المهام الموكلة لحماية مصالح دولتنا ومواطنينا في أي مكان في العالم».

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن روسيا «تبقى منفتحة» إزاء عقد قمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب تطرق إليها الرئيسان خلال اتصال هاتفي الأسبوع الماضي.

وقال بيسكوف، ان المقاطعة الدبلوماسية الغربية المحتملة لنهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي تستضيفها روسيا العام الجاري «لن تؤثر كثيرا» على فعاليات البطولة.

بكين وإردوغان

في المقابل، انتقدت الصين بشدة طرد عدد من الدول الغربية دبلوماسيين روس من أراضيها.

ووصفت صحيفة «غلوبال تايمز»، التي تعد لسان حال الحكومة الصينية، تصرفات الغرب بأنها «ضرب من السلوك الخشن وغير المتحضر».

وفي إسطنبول، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده «لا تنوي اتخاذ إجراءات مماثلة لمجرد أن بعض الدول تحركت بناء على مزاعم». وتابع: «من غير الوارد إطلاقاً أن نتدخل ضدهم».

الكرملين: روسيا ستبقى منفتحة إزاء عقد قمة بين بوتين وترامب... و«المونديال» لن يتأثر
back to top