بعد شهر من حادثة مشابهة خلفت أكثر من 100 قتيل من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس نجاح قواته المنتشرة في سورية في تجنب مواجهة أخرى مع المرتزقة الروس في دير الزور.

وأوضح ماتيس، في تصريح صحافي مساء أمس الأول، أن قوات رديفة للجيش السوري انتشرت الأسبوع الماضي شرق الفرات، رغم أنها تشكل إحدى مناطق خفض التوتر بالتوافق مع روسيا، واقتربت "إلى حد كبير" من مواقع الجنود الأميركيين، مشيراً إلى أنه "إثر مشاورات بين قائد الأركان الجنرال جوزيف دانفورد ونظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف انسحبت تلك العناصر وقمنا أيضاً بتراجع محدود".

Ad

وأكد ماتيس، أن "هذه المرة تم حل الأمر عبر الخط الهاتفي لخفض التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا"، مشيراً إلى أن الضباط الروس أخبروا نظراءهم الأميركيين بأن المرتزقة ليسوا تحت سيطرتهم.

ولم يحدد ماتيس تاريخ وقوع الحادث لكن رئاسة الأركان الأميركية أصدرت يوم الخميس الماضي بياناً غير واضح أشارت فيه إلى مكالمة هاتفية بين الجنرالين تناولت الوضع في سورية وموضوعات أخرى ذات اهتمام مشترك.

وفي وقت سابق، كشف المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد) مهدي كوباني، أمس الأول، عن مواصلة الولايات المتحدة العمل على إنشاء قواعد عسكرية على الأراضي السورية مثل الطبقة ورميلان والشدادي وكوباني وعين عيسى ومنبج والرقة والحسكة وتل أبيض، موضحة أنها بدأت هذه المرة ببناء قاعدة كبيرة في محافظة دير الزور الغنية بالنفط بعد تحريرها من "داعش" منذ بضعة أشهر.

وأكد كوباني، لوكالة "سبوتنيك"، أن آلات البناء تعمل حالياً في منطقة حقل العمر النفطي، قائلاً: "تبني الولايات المتحدة قاعدة عسكرية كبيرة في منطقة حقول العمر النفطية في دير الزور. ولا يمكننا تقديم معلومات حول مساحة القاعدة من منطلق الأمن. وتعمل في المنطقة حالياً آلات البناء وتقوم وحداتنا بتوفير السلامة".

غارات إسرائيل

وفي تطور لافت، كشف رئيس أركان ​الجيش الإسرائيلي​، ​غادي أيزنكوت​ عن "استئناف الغارات على مواقع في ​سورية​، بعد حادثة إسقاط المقاتلة الإسرائيلية الشهر الماضي".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن سقوط طائرة مقاتلة من طراز "إف 16" بعد إطلاق الدفاعات الجوية السورية نيرانها عليها إثر قصفها مواقع في سورية الشهر الماضي.

ومن جهة ثانية، قال أيزنكوت إن "إيران لا تجرؤ على الاقتراب من حدود إسرائيل في مرتفعات الجولان، و(منظمة) حزب الله لا تملك القدرة الصاروخية لضرب أهداف محددة في داخل إسرائيل".

وبالتزامن مع تعزيزات عسكرية في محيطها، تتضاعف الضغوط في مدينة دوما المعزولة في الغوطة الشرقية للتوصل الى اتفاق يجنبها القتال، في حين يستمر إجلاء مئات المقاتلين والمدنيين من جيب آخر في المنطقة المحاصرة.

ووسط ترقب لنتائج اجتماع حاسم، أفاد مصدر معارض بأن مبادرة "جيش الإسلام" تتمثل ببقاء مقاتليه في دوما على أن تتمتع المدينة بحماية روسية مع عودة مؤسسات الدولة إليها. إلا أن روسيا اعترضت على نقاط عدة في المبادرة بينها "إصدار عفو عام" والسماح بحرية الحركة من وإلى المنطقة.

وفي جنوب الغوطة، وعلى خطى آلاف سبقوهم وآخرين سيلحقون بهم، تجمع أمس، مقاتلون معارضون ومدنيون في حافلات تقلّهم من مدينة عربين إلى نقطة تجمع قريبة.

وأعلن مصدر عسكري سوري أمس، أن عدد المغادرين من مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية عبر الممرات الإنسانية بلغ حتى الآن 128 ألف شخص، مؤكداً أن عملية الإجلاء لاتزال مستمرة تحت إشراف روسي والهلال الأحمر السوري.

دفعة جديدة

ووصل نحو 6432 شخصاً بينهم 1521 مقاتلاً أمس تباعاً إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة إثر إجلائهم بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء من الغوطة الشرقية قرب دمشق على متن 101 حافلة، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وفي منطقة قلعة المضيق في ريف حماة، وصلت أكثر من 50 حافلة إلى باحة واسعة تجمع فيها عمال إغاثة وزعوا أغذية ومياهاً وحليباً على الركاب، الذي جرى نقلهم لاحقاً إلى مخيمات مؤقتة في محافظة إدلب المحاذية.

ولا تزال الحافلات تصل تباعاً إلى المنطقة، التي تشكل نقطة الانتقال من مناطق سيطرة النظام إلى تلك التابعة لفصائل المقاتلة. وإلى جانب عمليات الإجلاء، يستمر نزوح المدنيين من الغوطة الشرقية عبر معابر حددتها قوات النظام توصل إلى مناطق سيطرتها.

محادثات جنيف

إلى ذلك، يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا لبحث آخر تطورات الوضع وموعد وصيغة وقائمة المشاركين في الجولة العاشرة من محادثات جنيف وأجندة عملها.

ووفق نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، فإن لافروف وديميستورا، سيبحثان كذلك مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية، "كيف ستعمل وبأي تشكيلة لأنه يجب اتخاذ القرار مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري".

في المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى ضرورة إحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم منذ مارس 2011 وملاحقتهم قضائياً.

وأكد غوتيريس في تقرير بشأن تنفيذ القرار 2401 المتعلق بوقف القتال على ضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات الخطيرة بسورية، معتبراً أنه أمر جوهري لتحقيق السلام.

مركز روسي

من جهة أخرى، تحدث وزير النقل السوري علي حمود عن مقترح لإنشاء مركز توزيع للقمح الروسي في بلاده، حيث تملك روسيا حاليا أكثر من 80 مليون طن من الحبوب جاهزة للتصدير.

وقال الوزير السوري، بحسب ما نشرته صحيفة "الوطن"، إن روسيا في ظل احتياطيات القمح الكبيرة تحتاج إلى سوق تصريف، لذلك تم اقتراح بأن تكون سورية مركزاً لتوزيع القمح الروسي في منطقة الشرق الأوسط.