الناس زعلانين على تأخر رواتب العاملين في القطاع الخاص. يريدون ألا تنسى الحكومة دفع الرواتب في وقتها. وكأن الحكومة لا عمل لديها إلا متابعة شؤون هذا الشعب الذي لا يكل ولا يمل ولا يخجل من المطالبات برواتبه ومكتسباته.

وفوق ذلك، يعتب الناس على الحكومة بسبب انقطاع تيار الكهرباء، بين فترة وأخرى، ومنطقة وأخرى. ويريدون ألا يتطاير حصى الشوارع فيكسر زجاج سياراتهم. ويطمعون في أن تحل الحكومة الأزمة الإسكانية، وترفع مستوى الخدمات الصحية، وترفع مستوى التعليم، وتعالج فوضى التوظيف وبطئه، وتطبق الأحكام القضائية المتراكمة على طاولات كبار مسؤوليها، وتنتهي البيروقراطية البائسة وتُستبدل بالحلول التكنولوجية، ووو…

Ad

وكأن تصريحات الحكومات، التي لا تنقطع، عن خدمتها للشعب، والسهر على مصالحه، ونيتها تطوير البنى التحتية والفوقية وغير المرئية، لا تكفي. الناس تريد أن تطبق الحكومة فعلياً ما تقوله، وأن تتحمل كل ما سبق وأكثر، وأن تكون شوارع البلد ذات مواصفات عالمية، كجسور تركيا وطرقها الجبلية وأنفاقها البحرية.

ولو فكّر الناس قليلاً لعرفوا ثِقل هذا الحمل وكبر حجمه؛ أن تصرِّح وتنفذ ما صرحتَ به، أن تدفع رواتب الموظفين، أن تهتم بكل ما ذُكر في الفقرة السابقة. لكن من ذا الذي يقدّر المعروف! أظن أن على الحكومة إعادة تربية الشعب من جديد، كي يشكرها، ويبوس يديه ورجليه بالمقلوب، شكراً وحمداً.