ضغوط قوية على القطاع التكنولوجي في «وول ستريت»
فقد نصف تريليون دولار من قيمته في أسبوعين و141 ملياراً خسائر «بات» الصينية هذا العام
أفادت بيانات صادرة عن صحيفة «وول ستريت جورنال» أن القطاع التكنولوجي في «وول ستريت» تعرض لضغوط قوية في الآونة الأخيرة، مما تسبب في فقدان أسهم الشركات المدرجة على مؤشر «S&P» ما يقرب من نصف تريليون دولار من قيمتها.
تراجعت أغلبية مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات، أمس الأول، متخلية عن مكاسبها السابقة، بضغط من أسهم القطاع التكنولوجي التي تعرضت لخسائر للجلسة الثانية على التوالي.واستقر "داو جونز" الصناعي عند 23848 نقطة، بينما هبط "ناسداك" بنسبة 0.8 في المئة أو 59 نقطة إلى 6949 نقطة، في حين تراجع "S&P" القياسي بنسبة 0.3 في المئة أو 7 نقاط إلى 2605 نقاط.وعلى صعيد التداولات، هبط سهم "أمازون دوت كوم" (AMZN.O) بنسبة 4.4 في المئة إلى 1431.4 دولارا بعد أنباء عن استهداف إدارة ترامب شركة التجارة الإلكترونية بمعاملة ضريبية مختلفة، ولكن البيت الأبيض نفى ذلك لاحقا.
وأبلغ مسؤول في البيت الأبيض بأنه لا توجد تغييرات محددة في السياسة الأميركية حالياً فيما يتعلق بشركة أمازون.كوم، لكن إدارة ترمب تتطلع دائما إلى خيارات مختلفة.وتأتي التصريحات بعد أن ذكر موقع أكسيوس الإخباري أن الرئيس الأميركي ترامب تحدث بشأن تغير نظام معاملة "أمازون" ضريبياً، لقلقه على شركات التجزئة الصغيرة من الخروج من السوق بسبب أمازون.وإثر هذه الأخبار، هبطت أسهم أمازون.كوم بما يقترب من 5 في المئة أمس الأول، مبددة نحو 30 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة.وذكر الموقع نقلا عن 5 مصادر، قيل إنهم ناقشوا الأمر مع ترامب، أن الرئيس الأميركي تحدث عن اللجوء إلى قانون المنافسة من أجل "ملاحقة" الشركة، لقلقه على شركات التجزئة الصغيرة من الخروج من السوق بسبب أمازون.وأضاف التقرير أن ترامب يريد أيضا تغيير أسلوب المعاملة الضريبية لأمازون، وهو موضوع كان الرئيس الأميركي أثاره علنا العام الماضي، عندما دعا إلى فرض #ضريبة إنترنت على شركات التجزئة عبر الشبكة العالمية، حتى رغم أن "أمازون" تحصل بالفعل ضريبة المبيعات على البضائع التي تبيعها مباشرة للمستهلكين.في المقابل، ارتفع سهم "فيسبوك" (FB.O) بنسبة 0.5 في المئة إلى 153 دولارا، بعد أن كشف موقع التواصل الاجتماعي عن قواعد خصوصية جديدة في محاولة لتخفيف آثار فضيحة اختراق حسابات المستخدمين.وأفادت بيانات صادرة عن صحيفة "وول ستريت جورنال" أن القطاع التكنولوجي في "وول ستريت" تعرض لضغوط قوية في الآونة الأخيرة، مما تسبب في فقدان أسهم الشركات المدرجة على مؤشر "S&P" ما يقرب من نصف تريليون دولار من قيمتها.
مخاوف تنظيمية
يأتي ذلك وسط مخاوف تنظيمية مرتقبة بشأن شركات من بينها "فيسبوك"، و"غوجل"، و"تويتر" بسبب الأخبار الزائفة، واختراق البيانات واستغلال تلك المنصات لأغراض سياسية. وبلغ "S&P" ثروته في الثاني عشر من مارس لتصل قيمة الشركات المدرجة على المؤشر إلى ستة تريليونات دولار.ومع إغلاق جلسة الثلاثاء، هبطت القيمة السوقية للمؤشر بنسبة 8.8 في المئة إلى 5.5 تريليونات دولار، وجاء أغلب الانخفاض من خسائر أسهم "ألفابت"، و"فيسبوك"، و"آبل"، و"مايكروسوفت"، و"نتفليكس".وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنحو 0.5 في المئة إلى 369 نقطة. وارتفع مؤشر "فوتسي" البريطاني (+ 44) نقطة إلى 7044 نقطة، وهبط مؤشر "داكس" الألماني (- 30) نقطة إلى 11940 نقطة، فيما صعد المؤشر الفرنسي "كاك" (+ 14) نقطة إلى 5130 نقطة.وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية خلال تعاملات أمس، وهبط سهم شركة الأدوية "تاكيدا فارميكتيكال" بأكبر وتيرة في تسع سنوات.وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر "نيكي" 0.6 في المئة إلى 21159 نقطة، كما صعد المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس" 0.3 في المئة عند 1704 نقاط.وفي نهاية الجلسة، تراجع سهم أكبر شركة أدوية في اليابان "تاكيدا فارميكتيكال" بأكثر من 7 في المئة -مسجلا أكبر تراجع يومي منذ مارس 2009- بعدما أعلنت أمس أنها تخطط لتقديم عرض لشراء "شاير" المدرجة أسهمها في بورصة لندن.من جانبها، تخلت الأسهم الصينية عن خسائرها المسجلة خلال جلسة امس، لتنهي التداولات مرتفعة، بدعم من أسهم شركات العقارات، مع متابعة المستثمرين تطورات تتعلق بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.وأغلق مؤشر شنغهاي المركب الجلسة مرتفعاً 1.24 في المئة عند 3160.9 نقطة، كما أضاف مؤشر شنتشن المركب 0.9 في المئة ليسجل 1830 نقطة.وذكر مسؤولون بالإدارة الأميركية الأربعاء أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية ربما لا تطبق حتى أوائل يونيو، وفقًا لما نقلته "رويترز".كما أنهت أسهم هونغ كونغ الجلسة مرتفعة وسط تقدم ملحوظ بشأن قضايا كوريا الشمالية، حيث صعد مؤشر "هانغ سنغ" 0.2 في المئة عند 30093 نقطة.الجدير بالذكر، أن أسواق هونغ كونغ ستغلق أبوابها اليوم، إضافة إلى عدة بورصات أخرى من بينها سوق الأسهم والسندات في الولايات المتحدة بسبب جمعة الآلام.وشهدت أسهم شركات التكنولوجيا الثلاث الكبرى في الصين المعروفة اختصاراً باسم "بات" هبوطاً قوياً هذا العام، ورغم تحصين بكين للعالم السيبراني جيدا، لم يمنع ذلك نزيف المليارات من القيم السوقية للاعبين الرئيسيين فيه.وانخفضت القيمة السوقية الإجمالية لشركة "بايدو"، و"علي بابا"، و"تنسنت" بمقدار 141 مليار دولار من أعلى مستوياتها هذا العام، مع تزايد الاتجاه البيعي لأسهم نظيراتها الأميركية في جميع أنحاء العالم.ويأتي ذلك بعدما استفادت هذه الشركات بشكل كبير من طفرة في أسهم التكنولوجيا خلال عام 2017، لكنها تعاني الآن مرارة هذه الشعبية السريعة.لكن بالنسبة لـ"تنسنت" فكانت هناك دوافع خاصة وراء الهبوط الحاد للقيمة، مثل المخاوف بشأن الهوامش في المستقبل، بالإضافة لبيع أكبر مساهميها لحصته.
تخلت الأسهم الصينية عن خسائرها المسجلة خلال جلسة أمس لتنهي التداولات مرتفعة بدعم من أسهم شركات العقارات