دونالد ترامب ينقلب على بوتين
لم يمضِ وقت طويل على تملق ترامب فلاديمير بوتين، فقد أثارت تهنئته لبوتين على انتصاره في الانتخابات الأخيرة وتجاهله ذكر اعتداء غاز الأعصاب في سالزبوري غضب مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن، لكن الإدارة طردت أخيراً 60 دبلوماسياً روسياً وأقفلت القنصلية الروسية في سياتل. ويؤكّد مسؤولو الإدارة أن هذه ما هي إلا "الخطوة الأولى"، فقد تعمد الحكومة إلى نشر تفاصيل بشعة عن مكاسب مالية خبأها بوتين في الخارج، علماً أن هذه الخطوة قد تدفع الكرملين إلى الرد على ترامب، ولكن ما الذي تبدّل؟ مهما قال ترامب لبوتين ومهما كانت طموحاته فيما يتعلق بروسيا، يظل الواقع المر أنه بنى فريقاً من الصقور لا ينفك يزداد تشدداً، إذ يزمجر مايك بومبيو المرشح لمنصب وزير الخارجية في كل المسائل المرتبطة بالخصوم الخارجيين، أما بالنسبة إلى جون بولتون، فحدّث ولا حرج، وإذا أضفنا إلى ذلك نفاد الصبر المتنامي في الكونغرس، حيث يتنافس الديمقراطيون راهناً مع محافظين جدد أمثال ليندسي غراهام، محاولين التفوق عليهم في حماستهم لإدانة موسكو، نحصل على وصفة لخوض مواجهة وجهاً لوجه مع الكرملين. أما بالنسبة إلى بوتين، ذلك الحاكم المستبد الذي ينطلق في ولاية جديدة، فالمسار سيكون واضحاً، فمن المتوقع أن تبلغ العدائية بين موسكو والغرب مستوى لم نشهد له مثيلاً منذ عهد ستالين، حين رصد ذلك الحاكم السوفياتي المستبد خططاً ومؤامرات في كل زاوية من إمبراطوريته المترامية الأطراف. ولا شك أن هذه التطورات الأخيرة تحمل شيئاً من المرارة لترامب الذي يرغب بشدة في تأسيس عهد جديد من السلام والحرية مع روسيا، فقد ذكر أنتوني ترولوب أن فكرة "أبراج بارتشيستر" راودته حين كان يسير في ضواحي كاتدرائية سالزبوري، واليوم تحولت سالزبوري إلى رمز لما يُعتبر بشكل أو بآخر تجدداً لمواجهةٍ بين روسيا والغرب من غير المرجح أن تنتهي في المستقبل القريب.
* جاكوب هايلبرون* «سبيكتايتور»