يختار أعضاء حزب "الوفد"، أعرق الأحزاب الليبرالية في مصر، رئيس الحزب من بين خمسة مرشحين، في انتخابات تجرى اليوم، وسط صراع شرس بين المستشار بهاء الدين أبوشقة، الذي يشغل منصب السكرتير العام للحزب، ونائب رئيس الحزب حسام الخولي، الذي يبشر في برنامجه الانتخابي بثورة داخل "الوفد"، ويبدو الصراع محصورا بينهما رغم وجود ثلاثة مرشحين آخرين، وسيحظى الحزب برئيس جديد في كل الأحوال، خلفا لرئيسه الحالي السيد البدوي المنتهية ولايته.

وتنطلق الانتخابات داخل مقر الحزب بحي الدقي، غربي القاهرة، من 9 صباحا حتى الخامسة مساء، وسيتم بدء الفرز عقب انتهاء التصويت مباشرة، على أن تعلن النتيجة النهائية بعدها، والتي تحسم باختيار صاحب أعلى الأصوات دون اللجوء إلى قاعدة 50%+ 1.

Ad

وتأتي الانتخابات بعد نهاية ولاية السيد البدوي، الذي قضى دورتين رئاسيتين في منصبه، منذ عام 2010، ومن ثم لا يحق له الترشح لمرة ثالثة وفقا للائحة الجديدة للحزب.

ويتنافس على رئاسة الوفد سكرتير عام الحزب بهاء أبو شقة، ونائب رئيس الحزب حسام الخولي، ومساعد رئيس الحزب ياسر حسان، وعضو الهيئة الوفدية علاء شوالي، والكادر بالحزب سيد طه.

إلا أن الصراع يبدو، بحسب مراقبين، محصورا بين أبوشقة والخولي، إذ يعد الأول من قيادات "الوفد" التاريخية في العقود الأخيرة، كما أنه من المقربين من الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ تولى ابنه محمد أبوشقة منصب المتحدث باسم حملة السيسي الانتخابية، بينما يعد الخولي رائد التغيير والتجديد والتحديث بما يطرحه من أفكار في برنامجه الانتخابي من أفكار حازت تأييد كتلة لا يستهان بها من شباب الحزب.

وقال مصدر مطلع إن أبوشقة يحظى بتأييد الجيل الأكبر سنا داخل الحزب، بينما يحظى الخولي بتأييد كتلة جيل الوسط والشباب، خصوصا بعد طرحه خطة متكاملة لتطوير الحزب إداريا وماليا، لإعادته إلى قيادة الحياة السياسية في مصر، إذ حصد الحزب 45 مقعدا في الانتخابات البرلمانية عام 2015، حل بها ثالثا بعد حزبي "المصريين الأحرار" و"مستقبل وطن".

ويعد حزب "الوفد" أقدم الأحزاب المصرية وأعرقها، إذ يعود زمن تأسيسه إلى أحداث ثورة 1919، عندما قاد سعد زغلول الحراك الوطني لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني، واستطاع الحزب تشكيل أول حكومة منتخبة عام 1923، كما ظل حزب الأغلبية وصاحب الشعبية الأولى في القطر المصري تحت زعامة مصطفى النحاس باشا، حتى ألغى الضباط الأحرار بعد ثورة 23 يوليو 1952 الحزب مع بقية الأحزاب المصرية.