بعد نحو أسبوع من نعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس له بـ«ابن الكلب»، حذر السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان عباس من الاستمرار في رفض التفاوض مع تل أبيب، مبيناً أن واشنطن ستجد بديلاً له يخوض مفاوضات السلام.

وقال فريدمان، في حديث نقلته القناة العاشرة الإسرائيلية، إنه لم يحمل إهانة عباس على محمل شخصي، بل اعتبرها مضرة بالشعب الفلسطيني، وتجعل من الصعب على واشنطن خوض حوار جاد معه بشأن قضايا خطيرة.

Ad

وسارعت السلطة الفلسطينية إلى استنكار تصريحات فريدمان، وقالت إنها بمنزلة «دعوة واضحة لاستهداف الرئيس عباس»، متهمة فريدمان بـ«الانحياز الأعمى لإسرائيل، والعمل كمحامي دفاع عن المستوطنين».

ووصفت أوساط فلسطينية التصريحات السابقة بأنها تهديد أميركي مدعوم بهجوم إسرائيلي ضد عباس، لصموده وتصديه لـ«صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية».

ويأتي تلويح فريدمان الأول من نوعه بسحب الاعتراف الأميركي بعباس ممثلاً للشعب الفلسطيني، نتيجة لتوتر العلاقة بين السلطة وإدارة الرئيس دونالد ترامب، على خلفية نقل الأخيرة مقر السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

وجاء التصعيد الكلامي بين السلطة وفريدمان في وقت يشهد قطاع غزة، الخاضع لسيطرة «حماس»، والضفة الغربية، استنفاراً مع دعوة منظمات فلسطينية عدة إلى خروج مسيرات غير مسبوقة، في الذكرى الـ42 لـ«يوم الأرض»، في وقت أعلنت إسرائيل التأهب ونشرت 100 قناص عند السياج الفاصل بين مناطق سيطرتها والقطاع المحاصر، لمنع تعرض السياج للتخريب أو الاجتياح من قبل المتظاهرين.

وحمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات التهديدات العلنية الصادرة من المسؤولين الإسرائيليين بالقتل والإعدام الميداني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، عشية المسيرات، المقررة اليوم، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هاجروا منها عام 1948، وكسر الحصار المفروض منذ 2007.

وأطلق على المسيرات اسم «مسيرة العودة الكبرى»، وتستهدف للمرة الأولى الاعتصام الشعبي قبالة السياج الفاصل، وسط توقعات بمواجهات وصدامات دامية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضفة الغربية ستخضع لطوق أمني طوال أيام عيد الفصح اليهودي، اعتباراً من ليل الخميس - الجمعة حتى مساء الأحد 8 أبريل، كما سيتم غلق المعابر بين إسرائيل وغزة، في حين اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شابين فلسطينيين بزعم نيتهما تنفيذ عملية هجومية في مركز تجاري بمدينة بئر السبع.