سعت شركة "أبل" الأسبوع الماضي إلى الحد من هيمنة غوغل على سوق التعليم عبر إعلانها أسعاراً مخفضة جديدة لأجهزة آيباد وسلسلة من البرامج المحدثة الجديدة إلى المدرسين والطلاب. والسؤال هو هل حقاً خفضت أبل السعر للمدرسين بما يكفي من أجل استعادة بعض الأرضية التي تخلت عنها لمصلحة غوغل وكرومبوك.

الكثير من المدارس، وخصوصاً تلك الموجودة في المقاطعات الأقل ثراء قد اجتذبتها تطبيقات غوغل المجانية وكرومبوك غير المكلفة.

Ad

وعرضت فيسبوك أولاً طائفة من طرق غوغل للتعاون وتطبيقات الإنتاجية ثم وفرت أجهزة محتملة السعر مع حواسيب حضن متدنية التكلفة.

سعر «آيباد» ما زال 299 دولاراً

بعد الإعلان، الذي تم أخيراً عن الأجهزة قد يفاضل إداريو المدارس بين حواسيب الحضن من كرومبوك التي يكلف الواحد منها حوالي 300 دولار وأقراص آيباد التي تكلف 299 دولاراً ويشبه ذلك الصفقة ذاتها كما في السابق (خفض شاشات آيباد بحجم 9.7 بوصات إلى 299 دولاراً للمدارس في السنة الماضية) ماعدا أن آيباد يدعم الآن قلم تسجيل يكلف 80 دولاراً أخرى. كما أن لدى آيباد الجديد رقائق أسرع وعرضاً أسرع وتحديثات عادية أخرى.

وقد تستمر أبل في مواجهة صعوبة في إقناع المدارس التي تفتقر الى المال من أجل تفضيل آيباد على كرومبوك.

وقال محلل البحث التقني بوب او دونيل في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى فاست كومباني يوم الثلاثاء الماضي: "في حين يشكل تقديم أبل الجديد خطوة جيدة الى الأمام، فإنها تتجاهل الحقيقة الأساسية في أن آيباد – وخصوصاً مع إضافة القلم (بنسل) – لا يزال مكلفاً جداً بالنسبة الى معظم المدارس".

وقال محلل آي دي سي توم مينيللي شيئاً مماثلاً في رسالة إلى فاست كومباني: "قلقي الأكبر من إعلان اليوم يتمحور حول سعر الأجهزة" وفي التقدم نحو حدث اليوم تكهن الكثير من الناس أن تعلن أبل عن آيباد هبوطاً أكبر في السعر – للمدرسين على الأقل.

ويشير مينيللي إلى أن أبل بدأت باستعادة حصة في سوق التعليم (والعودة إلى النمو في أعمال آيباد بصورة عامة) بعد أن خفضت سعر شاشة آيباد من 9.7 بوصات إلى 329 دولاراً العام الماضي (و299 دولاراً للمدارس) كما أن أبل نفسها أشارت إلى أنها تود خفض السعر إلى 259 دولاراً.

وأضاف مينيللي "من المحتمل أن يحافظوا على ذلك الزخم مع هذا المنتج الذي يطرح أداء أفضل وسمات جديدة (بما في ذلك دعم أبل بنسل، وأظن أن الكثير من المدارس قد تبتعد عن هذه النسخة من آيباد إذا كان بوسعها الحصول على نسخة السنة الماضية مقابل أقل من 299 دولاراً (مثل 249 دولاراً أو أقل).

وعند النظر إلى هذه المبادرة على شكل نطاق مدرسة واسع فإن تكلفة آيباد يمكن أن تشكل إضافة "وأنا أستطيع رؤية أبل تحسن مركزها، لكنني لا أرى الكثير من المبادلات في نطاق المدارس ازاء كرومبوك أو حواسيب ويندوز مقابل آيباد الجديد، بحسب محلل مور "إنسايت & استراتيجي" باتريك مورهيد.

نظام بيئي

وفي الأجل الطويل، قد يشكل الفارق البرنامج الذي أعلنته أبل في شيكاغو، ومع الإبداع الجديد وإدارة الطبقة والتطبيقات المبتكرة تضع أبل نظاماً بيئياً متقدماً أكثر كمالاً للتعليم.

وقالت محللة "كريتيف استراتيجيز" كارولينا ميرنيسي في رسالة إلى فاست كومباني، إن "أبل تملك الآن حلاً لإدارة قاعة الصف وللعمل أيضاً بحيث يستطيع الأساتذة بطريقة فعالة معرفة إذا كانت التطبيقات التي يستخدمونها تعطي نتائج جيدة. والأكثر أهمية هو أن أبل تملك حلاً وليس سلسلة من السمات".

ويقول ميوكول كريشنا، وهو رئيس وسائل الإعلام الرقمية لدى فروست آند سوليفان، إن إعلان اليوم يمكن أن يمثل بداية لمزيد من إعادة التمركز التدريجي لعرض أبل للنظام البيئي للمدارس وقد يبدأ ذلك مع مدارس تستطيع تحمل شراء تجربة أبل "وهم ينظرون إلى الابتعاد عن المواقع التي أوجدتها غوغل في المدارس الميسورة".

التحكم بالأجهزة

عالجت أبل بطريقة حكيمة واحدة من أكثر القضايا أهمية بالنسبة الى الاداريين والمعلمين –التحكم والأمن. ويعطي مدير المدرسة الجديد رجال تقنية المعلومات في المدرسة جهازاً مركزياً يستطيعون من خلاله متابعة المستخدمين والأجهزة والمحتويات. وبات بوسع الطلاب الآن استخدام تعريف أبل الفريد للدخول إلى أي آيباد تديره المدرسة.

وكان مكون إدارة الأجهزة منذ زمن بعيد واحداً من الجوانب القوية من نظام غوغل البيئي. ويقول محلل التقنية أودونيل، "إن أدوات البرامج الجديدة مهمة بالنسبة إلى المساعدة في إدارة الأجهزة في قاعة الصف، لكن يبدو حتى الآن أن أبل تحاول اللحاق بعروض وادارة الآلات في كرومبوك من غوغل".

ويشير كريشنا من فروست آند سوليفان إلى أن تقنية التعليم شكلت سوقاً قيمته 17.1 مليار دولار في شتى أنحاء العالم السنة الماضية– وهذا ليس كثيراً مقارنة مع الكثير من أعمال أبل الأخرى. لكنه يقول، إن ثمة أشياء أخرى في الميزان تفوق مجرد مبيعات آيباد فقط.

وفي التاريخ السابق لأبل، كانت الشركة أول من أظهر للعديد من المستخدمين التحسن الهائل من بيئة "دي أو إس" إلى السطح البيني لمستخدم الصور الزاهية – بحسب كريشنا الذي أضاف أن تلك التجربة الإيجابية أوجدت الكثير من عملاء أبل الدائمين.

وذلك جزء من السبب الذي يجعل المدارس على هذا القدر من الأهمية بالنسبة إلى أبل الآن، لأنها تريد أن يعتاد الناس على طريقة أبل في سن مبكرة"، وعليك السيطرة عليهم ما دام ذلك في وسعك وقبل أن يخرجوا إلى العالم ويصبحوا مؤثرين".

ويوضح كريشنا أنه عندما يغادر الطلاب نظام التعليم ويدخلوا إلى قوة العمل يتعين عليهم في أغلب الأحيان التكيف مع نظام بيئي جديد تماماً – هو في أغلب الأحيان نظام مايكروسوفت البيئي.

ويقول إن "حاسوب أبل يعتبر آلة مارقة على الكثير من الشبكات".