يحتفي مهرجان "كان" السينمائي الدولي باليوبيل الذهبي لفيلم الخيال العلمي الأميركي البريطاني "أوديسا الفضاء"، رائعة المخرج الراحل ستانلي كوبريك.

ومن المقرر عرض الفيلم في المهرجان، يوم 12 مايو المقبل، بحضور عدد من أفراد عائلة ستانلي كوبريك، حسب بيان للمهرجان.

Ad

ويقام "كان" السينمائي، في دورته الـ71 لهذا العام، خلال الفترة من 8 إلى 19 مايو المقبل، بالمدينة التي تحمل الاسم نفسه، جنوبي فرنسا، وهو أحد أهم مهرجانات العالم.

ويعد "أوديسا الفضاء" (إنتاج عام 1968) واحداً من أهم أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما العالمية، واعتبرته مكتبة الكونغرس الأميركية في عام 1991 "عملاً ثقافياً وتاريخياً من الناحية الجمالية".

وأدى كل من كير دوليا وغاري لوكوود دور رائدي فضاء في هذه الرحلة، بينما أدى دوغلاس رين صوت الكمبيوتر "هال 9000"، الذي يسيطر سيطرة كاملة على سفينة الفضاء.

ووفق بيان "كان" يحتفل المهرجان باليوبيل الذهبي (50 عاماً) للفيلم المستوحى جزئياً من قصة آرثر كلارك القصيرة "الحارس".

ويوصف الفيلم بـ"الملحمي"، لتناوله حكاية خيالية حول سلسلة من اللقاءات بين البشر وأجسام غامضة سوداء، والتي على ما يبدو أثرت في تطور الإنسان، حيث أرسلت رحلة فضاء إلى كوكب المشتري لتتبع إشارة منبعثة من إحدى هذه الكتل الموجودة على القمر.

والفيلم بحسب وصف المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ بمنزلة الانفجار العظيم لجيله، بما حواه من مؤثرات بصرية مبتكرة وواقعية علمية.

ورشح "أوديسا الفضاء" لأربع جوائز أوسكار، منها 3 لستانلي كوبريك

(1928- 1999) الذي أخرج الفيلم، وشارك في تأليف السيناريو مع آرثر كلارك

(1917-2008).

ويعد الفيلم أو "ملحمة الفضاء" واحداً من أعظم أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما، الذي تنبأ بكثير من الأحداث التي صارت واقعا وحقيقة لاحقا.

وإضافة إلى تقديم الفيلم فلسفة عن تطور الإنسان البيولوجي والسلوكي بتعابيره الانفعالية وإشاراته الحركية منذ بدء الخليقة، فإن العمل الملحمي الخالد تابع التطورات التكنولوجية منذ أول هبوط للانسان على سطح القمر حتى وجود الأجهزة اللوحية، التي نستخدمها حالياً لقراءة الصحف الرقمية التي تنبأت بها رواية آرثر كلارك تماما كما نعرفها الآن.

ففي عام 1996 ظهرت معظم الوسائل الإخبارية على شبكة الإنترنت، وابتداء من عام 2000 أصبحت الأغلبية العظمى للصحف في العالم تستخدم الشبكة في نشر الأخبار.

ووجد كثير من النقاد أن "أوديسا الفضاء" أول إشارة تحذيرية من التكنولوجيا وأثرها، فمنذ بداية الفيلم يستخدم الإنسان الآلات لمساعدته، حتى وصل به الحال لأن تستبدله خلال مهمة كوكب المشتري.

وتسعى التكنولوجيا والأجهزة الذكية في أحداث الفيلم إلى السيطرة على شخصيات الفيلم وتدفعهم للتخلص من بعض، وهو ما يحدث فعلا الآن، حيث حذر الكثير من العلماء والخبراء أمثال ستيفن هوكينغ والون ماسك من سيطرة الذكاء الاصطناعي والروبوتات على حياة البشر.