بعد خمسة أيام من تعرض السعودية لهجوم صاروخي حوثي غير مسبوق قالت المملكة، إنه حمل توقيع إيران، دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على نظام طهران، لتفادي مواجهة عسكرية بالمنطقة.

وقال بن سلمان، في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال"، على هامش زيارته الحالية للولايات المتحدة الأميركية، إن "العقوبات ستخلق المزيد من الضغط على النظام". وأضاف: "يجب أن ننجح من أجل تفادي الصراع العسكري. إذا لم ننجح فيما نحاول أن نفعله، فعلى الأغلب سندخل في حرب مع إيران خلال الـ10 إلى 15 عاماً المقبلة".

Ad

وعن الحرب في اليمن، قال ولي العهد السعودي، إنه لولا التدخل في اليمن لأصبحت الأزمة أكبر. وتابع: "لو لم نتدخل في عام 2015، لكان اليمن مقسماً اليوم بين الحوثيين والقاعدة".

واعتبر أن إطلاق الميليشيات الحوثية 7 صواريخ باليستية على عدد من المدن السعودية "علامة ضعف، مضيفاً "يريدون أن يفعلوا أقصى ما يستطيعون فعله قبل انهيارهم".

وتأتي دعوة المسؤول السعودي لتشديد الضغط على طهران قبل انتهاء مهلة أميركية للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني أو تشديده بحلول منتصف مايو المقبل.

حاضنة ومنافسة

من جانب آخر، تطرق ولي العهد خلال حديثه للصحيفة الأميركية لعدد من الموضوعات، وقال إن جماعة "الإخوان المسلمين هي حاضنة للإرهابيين".

وتابع قائلاً: "يجب أن نتخلص من التطرف، فمع عدم وجود التطرف لن يكون هناك أي إرهابي".

وعن الإصلاحات الاجتماعية التي تم إقرارها أخيراً في المملكة، ومنها السماح للسيدات بقيادة السيارة، وافتتاح دور السينما، رأى ولي العهد، أنه لا يمكن أن يعيش الناس بالمملكة في مناخ "ليس تنافسياً".

وقال إن المناخ في السعودية دفع سعوديين لمغادرة المملكة، مضيفاً أن "هذا أحد الأسباب التي أطلقنا الإصلاحات الاجتماعية من أجلها".

إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الذي تقوده الرياض لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً العقيد الركن تركي المالكي، أن قوات الدفاع الجوي الملكي اعترضت مساء أمس الأول صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات الحوثية من داخل الأراضي اليمنية، محافظة صعدة، باتجاه أراضي المملكة.

وقال العقيد إن الصاروخ تم إطلاقه بطريقة متعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان. وأضاف: "أن العمل العدائي من قبل الميليشيات المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني بدعم الجماعة الحوثية المسلحة بقدرات نوعية في تحد واضح وصريح لقرارات مجلس الأمن بهدف تهديد أمن المملكة والأمن الإقليمي والدولي". في المقابل ادعت الميليشيات أنها استهدفت منشأة تابعة لشركة "ارامكو" السعودية في جازان بصاروخ "بدر 1".

في غضون ذلك، نفذت القوات السعودية المشتركة قبالة حدودها مع اليمن، عمليات نوعية على متاريس وثكنات تابعة للميليشيات الحوثية.

ونجحت القوات في الوصول إلى المواقع التي تحصنت فيها الميليشيات المتمردة في اليمن. وأسفرت المعارك عن مقتل العشرات من الحوثيين وأسر آخرين.

وأكد مصدر عسكري أن القوات السعودية نفذت "الخطة العسكرية الأولى" بمساندة مدفعياتها ومقاتلات التحالف قبالة منطقتي جازان ونجران، وتتأهب لتنفيذ الخطة العسكرية التالية.

وفي الداخل اليمني، واصل الجيش اليمني الضغط على عمق صعدة معقل المتمردين، وخاضع معارك مع الحوثيين في مديرية باقم ومدينة البقع.

كما يواصل اللواء أول حرس حدود التابع للجيش اليمني تقدمه نحو مديرية برط العنان في محافظة الجوف والواقعة على حدود صعدة، مع قطع كل إمدادات الحوثيين القادمة من صعدة.

وأعلن الجيش اليمن، أمس، سيطرته على مديرية القبيطة في محافظة لحج بمساندة من طيران التحالف لتأمين معسكر طيبة الاسم الاستراتيجي الرابط بين محافظتي الجوف وصعدة.

ويأتي ذلك في حين أفادت مصادر عسكرية بأن قتلى وجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي سقطوا، صباح أمس، خلال مواجهات دارت عدة ساعات بين قوات الشرعية والميليشيات بجبهة صرواح غرب محافظة مأرب المتاخمة لصنعاء.

نهم والغيل

في هذه الأثناء، أكد قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء ركن ناصر الذيباني، أن قوات الجيش اليمني تمكنت من تأمين جميع المناطق والمواقع التي تم تحريرها أخيراً وأصبحت على مشارف مديرية الغيل بمحافظة الجوف.

وكشف أن جبهة نهم ستلتحم مع جبهة الغيل قريباً، لافتاً إلى أن الميليشيات المتمردة لم يعد لديها القدرة على استعادة أي مواقع خسرتها.

ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن الذيباني قوله: "إن قوات الجيش تمكنت من تدمير معظم الأسلحة التي كدستها الميليشيات الانقلابية للدفاع عن بقائها في العاصمة صنعاء، إلى جانب خسائرها الكبيرة في المقاتلين خلال المعارك الأخيرة".

قصف وانتقاد

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مقتل أربعة من عناصر تنظيم "قاعدة الجهاد بالجزيرة العربية" في ضربة نفذتها القوات الجوية الأميركية في اليمن. وقالت في بيان: "الضربة وجهت لفرع القاعدة في اليمن، قرب محافظة البيضاء".

وذكر البيان أنه "لم يصب أي مدني في الضربة، وأن الغارة هي السابعة من نوعها هناك خلال مارس الحالي". في المقابل، انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ما وصفه بـ"زيادة الدعم" الأميركي للتحالف العربي الذي تقوده الرياض في اليمن، معتبرا أن حجم مشاركة واشنطن في التخطيط للعمليات التي تتم باليمن "يفوق التصور".