في تدبير جديد للرد على الإجراءات المفروضة عليها بسبب قضية تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال، استدعت روسيا أمس سفراء الدول المتضامنة مع بريطانيا وطردت دبلوماسييها من أراضيها لإخطارهم بالإجراءات الجوابية تجاه بلدانهم.

وغداة مطالبتها 60 دبلوماسياً أميركيا بالرحيل من أراضيها قبل الخامس من أبريل المقبل في إطار المعاملة بالمثل، دعت الخارجية الروسية موظفي القنصلية الأميركية في سان بطرسبرغ إلى إخلاء المبنى، ومقر إقامة قنصلهم في ثاني أكبر مدينة روسية، وحزم أمتعتهم، وإنهاء أعمالهم تنفيذاً لأمر الكرملين بإغلاقها.

Ad

وأمهلت الخارجية الروسية السفير البريطاني في موسكو لوري بريستو مدة شهر لتنفيذ قرارها بتقليص عدد الدبلوماسيين البريطانيين في روسيا، ليتساوى مع عدد نظرائهم الروس في بريطانيا.

وطردت "الخارجية" اثنين من الدبلوماسيين الإيطاليين وخمسة، يمثلون جمهوريات ليتوانيا ولاتفيا واستونيا السوفيتية السابقة. وهذا العدد يتطابق مع عدد الدبلوماسيين الذين طردتهم دول البلطيق، تضامناً مع بريطانيا، التي تتهم روسيا بتسميم العميل سكريبال وابنته يوليا وشرطي آخر بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" .

وبعد استدعائها، أعلنت السفيرة الهولندية لدى موسكو ريني جونس بوس، أن الخارجية الروسية أبلغتها طرد دبلوماسيين هولنديين، ردا على إجراءات أمستردام.

وفي حين أكدت وزارة الخارجية الفنلندية أن روسيا قررت طرد أحد دبلوماسييها، ذكرت وزارة الخارجية البولندية، أن موسكو ألزمت 4 من دبلوماسييها مغادرة الأراضي الروسية قبل 7 أبريل.

ونقلت وكالة الأنباء السويدية "تي تي" عن وزارة الخارجية السويدية، أن روسيا اتخذت قرار طرد دبلوماسي سويدي. وأعربت وزارة الخارجية السويدية عن أسفها، مشيرة إلى أن ذلك كان متوقعا.

ورغم قرار طرد عشرات الدبلوماسيين الغربيين، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يزال يحبذ إصلاح العلاقات مع الدول الأخرى، معتبراً أن روسيا "ليس هي من بادر الى شن حرب دبلوماسية".

ورأى البيت الأبيض، مساء أمس الأول، في قرار موسكو طرد 60 دبلوماسيا أميركيا وإغلاق قنصلية أميركية في روسيا مؤشرا إلى "مرحلة جديدة من تدهور" العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان، إنّ القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة وأكثر من عشر دول شريكة بالإضافة إلى حلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي، والقاضي بطرد عملاء استخبارات روس "شكّل رداً مناسبا على الهجوم الروسي في الأراضي البريطانية".

وشددت المتحدثة الأميركية على أن الولايات المتحدة "ستتعامل مع قرار روسيا طرد دبلوماسيين أميركيين وإغلاق قنصلية".