في مشهد غير مسبوق قابلته إسرائيل بـ «القتل والبطش»، أحيا آلاف الفلسطينيين في سائر الأراضي المحتلة أمس، الذكرى الثانية والأربعين لـ «يوم الأرض وحق العودة».

ومع تدفق عشرات الآلاف من أجل الاعتصام، للمرة الأولى، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة المحاصر ومناطق سيطرة إسرائيل المعروفة بـ «أراضي 48»، تصدى قناصة إسرائيليون لمسيرات «العودة الكبرى»، مما أسفر عن مقتل 12 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1200.

Ad

وأغلق الجيش الإسرائيلي منطقة السياج، وعزز 100 قناص، سبق أن نشرهم، بدبابات وطائرات مسيرة (درون) تستطيع إلقاء قنابل صوت وغاز مسيل للدموع على طول الشريط المحاذي للقطاع المحاصر أمس، لمنع عشرات آلاف الفلسطينيين من الاقتراب منه، أو تخريبه، خلال فعاليات إحياء «يوم الأرض» التي أُطلِق عليها «العودة الكبرى».

وأطلق جنود الاحتلال النار باتجاه متظاهرين، قرب حي الشجاعية شرق غزة، واستخدموا الغاز المسيل للدموع، لإبعاد شباب نصبوا مئات الخيام لاستضافة آلاف المعتصمين قرب السياج على مدار 6 أسابيع تنتهي بحلول ذكرى «نكبة ضياع فلسطين» في 14 مايو المقبل.

واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الجيش الإسرائيلي، في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، بينها رام الله، وأريحا، ونابلس.

ونظمت لجنة التوجيه العليا لعرب إسرائيل في «أراضي 48»، مهرجاناً شعبياً في قرية رأس جرابا المهددة بالتهجير، شرق ديمونا لإحياء «يوم الأرض».

وفي حين حمّلت إسرائيل «حماس» مسؤولية ما وصفته بـ «مسيرات الفوضى»، وهددت باستخدام القوة المميتة ضد المسيرات وتصفية قيادات الحركة، أكد رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، أن المشاركة الحاشدة بفعاليات «العودة الكبرى» دليل على تشبث الفلسطينيين بحق العودة، ورفضهم لتصفية قضيتهم، «لا بصفقة قرن، ولا بغيرها».

واعتبر هنية، في كلمة ألقاها، أمس، أن المسيرات برهنت للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولصفقته، ولكل مَن يقف معها، أنه لا تنازل عن القدس، ولا بديل عن فلسطين، ولا حل إلا بالعودة، مشدداً على أن المسيرات هي «عودة لكل فلسطين. لا تنازل، ولا تفريط، ولا اعتراف بالكيان الصهيوني على شبر واحد من أرضها».

وأضاف هنية أن «مسيرة العودة تأتي في الوقت الذي بلغت الهجمة على قضيتنا ذروتها منذ قرار ترامب إعطاء القدس للاحتلال الغاصب، والحديث المتزايد عن التحضير لما يُعرَف بصفقة القرن، ويسارع البعض للتطبيع مع الكيان، ويشتد الحصار والاستيطان والتهويد وغير ذلك».

بدورها، طالبت السلطة الفلسطينية بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف إراقة دماء الشعب الفلسطيني، قائلة، إن إسرائيل تواجه التظاهرات السلمية بـ «القتل والبطش».