الاضطرابات تزداد في الأهواز بين العرب وسلطات طهران
بعد أن هدأت، بشكل محدود، احتجاجات عرب الأهواز على إهانة خبير في برنامج سياسي على القناة الثانية بالتلفزيون الإيراني للعرب الإيرانيين، عادت الاضطرابات هذه المرة أكبر وأعنف، بعد أن رفض مسؤولو الإذاعة والتلفزيون في إيران الاعتذار للعرب، كما وعدت السلطات، إضافة إلى بثهم برنامجاً للأطفال لم يعتبر العرب قومية من القوميات الإيرانية.وتحولت الاحتجاجات في منطقة نادري، التي تعد السوق المركزي لمدينة الأهواز ومركزاً لتجمع عربها، إلى تصادم بين المحتجين والسلطات الأمنية، مساء أمس الأول، مما أدى إلى جرح العشرات من الجهتين، حسب شهود عيان.وكان التلفزيون الإيراني بث برنامجاً معروفاً باسم «كلاه قرمزي» (ذو القبعة الحمراء)، وبطلته دمية ترتدي قبعة حمراء محبوبة جداً بين الأطفال، ويطلب المعلم إلى الدمية تسمية القوميات الإيرانية، فتعدد الأخيرة جميع القوميات، وتقدم شرحاً عن كل منها، دون أن تعد العرب من بينها، رغم أنها يشكلون أكثر من 10% من الشعب الإيراني.
وحسب شهود عيان، فإن الحرس الثوري والأجهزة الأمنية اضطروا إلى سحب عناصرهم، خلال الليل، من مناطق مكتظة بالعرب في الأهواز، خاصة منطقة الملاشية، خوفاً من هجوم السكان العرب عليهم.وأضاف الشهود أن الأوضاع في هذه المدينة تحولت إلى هدوء حذر صباح أمس.وكانت الاحتجاجات في الأهواز بدأت منذ بضعة أيام، إثر بث القناة الثانية بالتلفزيون الإيراني برنامجاً عن الحرب العراقية- الإيرانية، اعتبر فيها خبير البرنامج أن بعض العرب في منطقة خوزستان تعاونوا مع الأعداء على أساس انتماءاتهم القومية، بدلاً من أن يمتثلوا لانتماءاتهم الوطنية، لافتاً إلى أن العديد من العرب الأهوازيين مازالوا عملاء للأعداء، خاصة السعودية، بسبب انتماءاتهم القومية.وتجمهر المئات من عرب الأهواز أمام مبنى القناة الثانية بمدينة الأهواز، فوعدهم مندوب المحافظة بأن تعتذر لهم القناة، ولكنها رفضت فيما بعد، معتبرة أن البرنامج لم يكن مسجلاً من قبل، وأن الخبير أبدى رأيه الشخصي، ولم يعكس سياسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانيين.وامتلأت شوارع مدينة الأهواز والمدن ذات الأكثرية العربية خلال الأيام الماضية بشعارات داعمة للقومية العربية، أشهرها شعار «أنا عربي وأفتخر بعروبتي»، واستخدموا هذا الشعار في مواقعهم على وسائل التواصل الاجتماعي.