أحيت أوركسترا بوخارست الفلهارموني بقيادة المايسترو- البروفيسور د. هوريا أندريسكو أمسيتها الثانية، مساء أمس الأول بقاعة الشيخ جابر العلي الصباح الموسيقية في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وسط حضور كبير تحدى ظروف الطقس، وتوافد على "لؤلؤة الكويت" مدفوعاً بحب الموسيقى ويحركه شغف الاستمتاع بمعزوفات كبار الموسيقيين تعانق صوت السوبرانو أماني الحجي، التي صنع حضورها الفارق في جدول الأمسية الثانية، لما تتمتع به من خامة صوت وحضور وأداء مميز يعكس الوجه المشرق للكويت، وما تملكه من طاقات بشرية في شتى المجالات.وامتد الحفل، الذي بدأ في الثامنة والنصف مساء إلى ساعتين تقريباً تخللهما فاصل قصير وكان الحضور على موعد مع قسم أول دسم بالعديد من المقطوعات العالمية، التي عزفتها الأوركسترا بإتقان وتناغم بين جميع أعضائها تحت قيادة المايسترو د.هوريا، الذي كان يلوح بكلتا يديه فينثر الأنغام لتحلق عالية بقلب الجمهور إلى أفق الإبداع وكانت البداية مع مقطوعة جورج بيزيه - لي توريادورس (أوبرا كارمن- متتالية رقم 1) ثم استمتع الجمهور بمقطوعة ليوهانز برامز - الرقصات الهنغارية، الرقصة الخامسة، في حين كان الاختيار الثالث لجاك أوفنباخ - رقصة كان كان (أوبريت أورفيوس في الجحيم- افتتاحية)
معزوفة العرَّاب
واستمرت الأوركسترا في برنامجها المميز لتشجي الحضور بمقطوعة ليوهان شتراوس الابن - المارش الفارسي جاءت بعدها معزوفة أخرى لنينو روتا - الأب الروحي (العرَّاب) أعقبتها مقطوعة ليوهان شتراوس الابن - المارش المصري في حين كانت واحدة من روائع جيوسيبي فيردي - مارش النصر (أوبرا عايدة) هي الاختيار التالي.ولم يتوقف أبداع أوركسترا بوخارست الفلهارموني عند هذا الحد وتوالت المقطوعات فاستمتع الجمهور بخاتمة الفصل الأول (باليه بحيرة البجع) لبيتر إليتش تشايكوفسكي، ثم هورا ستاكاتو لغريغوراش دينيكو لتأتي بعد ذلك مقطوعات فويرفيست بولكا لجوزيف شتراوس، ويتلقى الجمهور واحدة من إبداعات أنتونين دفورجاك وهي الرقصة السلافونية الثامنة، قبل أن يصول ويجول أعضاء الأوركسترا في واحدة من مقطوعات يوهان شتراوس الابن وهي تريتش-تراتش بولكا.رقصة طقوس النار
ويمضي الوقت ومازالت بوخارست فلهارمونيكا على وعدها بأن تكون الليلة الثانية استثنائية بكل المقاييس لتختتم القسم الأول من الحفل بمانويل ديفايا - رقصة طقوس النار (باليه الحب الساحر) ومقطوعة لجواكينو روسيني - افتتاحية ويليام تِل.دقائق قليلة مضت قبل أن يعاود أعضاء أوركسترا بوخارست فلهارمونيكا بقيادة المايسترو- البروفيسور د. هوريا أندريسكو الظهور مجدداً على مسرح قاعة الشيخ جابر العلي، ليعزفوا مقطوعة لميخائيل غلينكا - افتتاحية روسلان وليودميلا، قبل أن يستقبل الجمهور السوبرانو أماني الحجي بعاصفة من التصفيق لتخطو بثبات وتتألق على وقع أنغام أعضاء أوركسترا بوخارست فتقدم جياكومو بوتشيني - أوه ميو بابينو كارو (من جياني سكيكيني) بينما كان اختيارها الثاني جيوسيبي فيردي - ستريد لا فامبا (من أوبرا إل تروفاتوري) لتترجل من المسرح وقد تركت في القلوب ذكرى ستظل عالقة في الأذهان لسنوات.طفل قائد للأوركسترا
وتعود الأوركسترا لتستكمل برنامجها الزاخر بالعديد من المعزوفات المميزة فاستمتع الحضور بموسيقى كويتية من ألحان بسام البلوشي "بحره - سماعي كرد" ثم آه يا روح روحي خماري كويتي رؤية أحمد القلاف تلتها كونشيرتو العود، تأليف يوسف حلاوة – عزف العود: عبدالله الملا وأخيراً البوشية - ألحان محمود الكويتي، رؤية مشعل حسين.ومن الألحان الخليجية تستحضر الأوركسترا مجدداً الموسيقى العالمية لتبحر بالجمهور إلى مناطق جديدة وتحديداً تجاه روسيا لتشجي القلوب بمقطوعة لسابين باوتزا - ميدلي روسي من ثم يقود المايسترو د.هوريا أعضاء الأوركسترا لمنطقة بيتر إليتش تشايكوفسكي، لينتقوا منها رقصة البجعة الصغيرة (باليه بحيرة البجع) وأخيراً في لفتة جميلة نالت استحسان الجمهور يستدعي المايسترو هوريا طفلاً من الصالة يدعى سليمان ليتولى دفة قيادة أعضاء الأوركسترا بدلاً عنه في المقطوعة الختامية للودفيغ فان بيتهوفن - السيمفونية الخامسة (الحركة الأولى).