الفلسطينيون شيعوا ضحايا «يوم الأرض»... وإسرائيل تتوعد

الأمم المتحدة تدعو إلى «تحقيق مستقل»... والجيش الإسرائيلي يتهم «حماس» بالاستفزاز

نشر في 01-04-2018
آخر تحديث 01-04-2018 | 00:04
بعد يوم دموي شيع الفلسطينيون 16 شاباً سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات بمناسبة «يوم الأرض» في غزة، بينما عم الإضراب الشامل المحافظات الفلسطينية، في حين حمّلت إسرائيل حركة «حماس» المسؤولية عن التصعيد، وتوعّدت بضرب «المتشددين» الذين يقفون وراء استمرار العنف على طول الحدود.
في مواكب جنائزية حاشدة شاركت فيها التنظيمات العسكرية، شيّع، أمس، أهالي قطاع غزة جثامين ضحايا مسيرات "يوم الأرض" التي أطلق عليها اسم مسيرة العودة الكبرى، والمقرر أن تصل ذروتها في 15 مايو في ذكرى "النكبة".

إضراب

وعمّ الإضراب الشامل المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية حداداً على أرواح القتلى الـ 16، وجرى تعطيل المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والبنوك.

تجمعات

ولليوم الثاني على التوالي، تجمع عشرات الشبان الفلسطينيين أمس، على الحدود بين غزة وإسرائيل، لكن الهدوء كان غالباً بشكل عام بعد يوم من أعمال عنف دامية خلال أكبر تظاهرات فلسطينية منذ سنوات.

وفي جنوب قطاع غزة، قال سكان، إن القوات الإسرائيلية أطلقت أعيرة تحذيرية باتجاه مجموعة من الشبان أشعل بعضهم إطارات سيارات. وقال مسؤولو صحة، إن شخصين أصيبا، وذكر متحدث عسكري إسرائيلي أنه يتحرى الأمر.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن رسالة الشعب الفلسطيني بالأمس كانت واضحة، بأن الأرض الفلسطينية باقية لأصحابها الشرعيين، وأن الاحتلال مهما طال سيزول.

وقال البريغادير جنرال رونين مانيلي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن حماس تستخدم الاحتجاجات ستاراً لشن هجمات على إسرائيل وإشعال المنطقة. ورجح أن يستمر العنف على الحدود حتى يوم 15 مايو.

وأضاف مانيلي للصحافيين في إفادة عبر الهاتف: "لن ندع الأمر يتحول إلى منطقة فعل ورد فعل، يرتكبون فيها عملاً إرهابياً فنرد بعمل محدد بدقة. إذا استمر هذا الوضع لن يكون أمامنا سوى خيار الرد داخل قطاع غزة".

وذكر أن "جميع القتلى رجال تراوحت أعمارهم ما بين 18 و30 عاماً" مؤكداً: "نعرف أن الأغلبية العظمى منهم نشطاء إرهابيون".

وتابع أن نحو 30 ألف فلسطيني شاركوا في المسيرة، والغالبية العظمى منهم نساء وأطفال، مؤكداً أن بضعة آلاف من المشاركين تقدموا نحو السياج الحدودي.

وقال مانيلي، إذا استمر العنف على طول حدود غزة فإن إسرائيل ستوسع ردة فعلها لضرب "المتشددين" الذين يقفون وراءها.

«السلطة»

في المقابل، حمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إسرائيل مسؤولية استهداف المتظاهرين.

وقال عباس، في كلمة مسجلة بثها "تلفزيون فلسطين" الرسمي، إن هؤلاء قضوا "بنيران جيش الاحتلال في مواجهة التظاهرات السلمية الشعبية التي خرجت لإحياء هذه الذكرى، وللتمسك بحقها في تقرير المصير كباقي شعوب العالم".

وفي وقت سابق، انتقد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، تعطيل الولايات المتحدة إصدار مجلس الأمن بياناً في شأن أحداث غزة.

وقال إن الاعتراضات الأميركية في مجلس الأمن "تشكل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال".

وأعرب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن شكره لدولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً لسرعة التحرك وتقديم الطلب العاجل لعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن.

جلسة طارئة

وفشلت الجلسة الطارئة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن ليل الجمعة - السبت، بدعوة من الكويت لبحث الوضع المتدهور على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وانتهت الجلسة دون أن يتمكن أعضاء المجلس من الاتفاق على بيان مشترك.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى "تحقيق مستقل وشفاف" مؤكداً "استعداد" الهيئة الدولية لإعادة إحياء جهود السلام. وناشد غوتيريس أيضاً "المعنيين الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الإصابات، لاسيما اتخاذ خطوات يمكن أن تلحق الأذى بالمدنيين".

أسف أميركي - بريطاني

من جهتهما، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن أسفهما لموعد انعقاد الاجتماع بسبب تزامنه مع الفصح اليهودي الذي بدأ الاحتفال به مساء الجمعة، ما حال دون حضور أي دبلوماسي إسرائيلي الجلسة الطارئة التي عقدت على مستوى مساعدي السفراء.

وقال ممثل الولايات المتحدة خلال الجلسة "نشعر بحزن بالغ للخسائر في الأرواح البشرية، التي وقعت" وتابع "إن أطرافاً أشراراً يستخدمون التظاهرات غطاء لإثارة العنف، يعرضون أرواح الأبرياء للخطر".

أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون فأصدر قبيل التئام مجلس الأمن بياناً اتهم فيه "حماس" بالوقوف خلف أعمال العنف.

back to top