يتلقف اللبنانيون الأحداث العسكرية والأمنية، المتعلقة بإسرائيل ولبنان بشكل مباشر، بكثير من التوتر في الآونة الأخيرة، في ظل تزايد التقارير والتحليلات عن احتمال نشوب حرب في الإقليم.

ولم يكد تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ​غادي آيزنكوت، أمس الأول، عن "ضربة فتاكة لحزب الله في كل لبنان، وفي ​بيروت​ على وجه الخصوص"، يمر، حتى استفاق اللبنانيون 8:15 أمس على خبر سقوط طائرة تجسس إسرائيلية من دون طيار «درون» بين بلدتي برعشيت وبيت ياحون في جنوب لبنان.

Ad

ومنذ اللحظة الأولى لانتشار الخبر، بدأ اللبنانيون بالتحليل ورسم السيناريوات، فمنهم من اعتبر أن الحادث ذريعة إسرائيلية لبدء مخطط تل أبيب بالهجوم على لبنان، ومنهم من رفض تحميله "أكثر مما يستأهل"، منتظرين جلاء التفاصيل مع انقضاء ساعات النهار.

وبدأت ملامح الحادث تظهر مع مرور الوقت، فبعد وصول فرق الهندسة في الجيش اللبناني إلى مكان سقوط الطائرة ومعاينتها، عثروا على 4 صواريخ داخلها، وعملوا على تفجيرها، كما أكدت معلومات أمنية لـ "الجريدة"، أن "طائرة استطلاع إسرائيلية أغارت على مكان سقوط طائرة التجسس، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل".

ولم يتنفس اللبنانيون الصعداء إلا مع أوّل تعليق من الجانب الإسرائيلي، حين قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "تويتر": "سقطت الليلة الماضية قطعة جوية من دون طيار في منطقة مفتوحة جنوب لبنان، نتيجة خلل فني"، مضيفا: "سيتم فحص الحادث".

وانخفض منسوب التوتر في الشارع اللبناني بعد كلام أدرعي، فحادث "الصدفة" لم يكتب له أن يكون الشرارة الأولى التي "تولّع" لبنان والمنطقة، وأسباب سقوط الطائرة لا علاقة لها بذرائع ومخططات.

ربما نجا لبنان هذه المرة نتيجة "الصدفة"، عسى ألا يظهر ما يضمر من جانب تل أبيب تجاه بيروت في "صدفة مفتعلة" المرة المقبلة.

في موازاة ذلك، وبعد إعلان القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري من أرض مطار بيروت الدولي، قبل 3 أيام أن "السعودية تدرس رفع الحظر عن عودة السياح السعوديين إلى لبنان"، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، أن "الحكومة تقوم بكل الجهود الممكنة من أجل ترسيخ الاستقرار في البلاد، لتوفير الأجواء المناسبة لعودة السياح إلى بيروت وكل لبنان"، وقال: "سترون قريباً أن عدداً من الدول الخليجية سيرفع الحظر عن سفر مواطنيه إلى لبنان، مما سيساهم في تعزيز السياحة في بلدنا، بالتالي تدعيم الاقتصاد ككل".

إلى ذلك، نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس الأول، أن يكون قد "أدلى (الجمعة) بأي تصريح لأي وسيلة إعلامية. وأتى نفي بري مع بث قناة "إم.تي.في" كلاماً له يقول فيه خلال رده على سؤال عن موضوع ترشح شخص آخر إلى رئاسة مجلس النواب: "فليرشّحوا غيري لرئاسة المجلس". كما غردت الإعلامية في قناة "إم.تي.في" منى صليبا على حسابها الخاص عبر موقع "تويتر"، أمس الأول، معلنة أن ما نقلته عبر الشاشة كان "خلال دردشة معه وليس حديثاً متلفزاً، اقتضى التوضيح".