آمال : كي تكون سياسياً… يا روح أمك

نشر في 01-04-2018
آخر تحديث 01-04-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي السياسة تختلف عن تجارة الفحم، ولا تشبه زراعة البصل. التجارة طريق طويل، فيه من المطبات والمنحدرات الوعرة ما لا يعرفه الجيولوجيون. ولا يمكن اجتياز هذا الطريق، في الوطن العربي، إلا بالهمة والعزم والنفاق والدجل وتقبيل الأقدام والصبر على المكاره والرقص على طاولات الكبار ونسيان الكرامة ووو…

الأمور لا تأتي بالساهل، يا روح أمك يا معارض يا عربي. وكي تكون سياسياً معارضاً، عليك أن تنسى موضوع الأولاد، وألا تتزوج من الأساس، وأن تحيا حياة الرهبان، فمعارضتك للحكومات العربية، تعني أنك لست الوحيد الذي سيدفع الثمن، بل ستدفعه معك أسرتك الكريمة، من باب لمِّ الشمل، على طريقة العرب، في سجن واحد. إن لم تكن مقطوعاً من شجرة فابتعد عن السياسة.

وعليك أيضاً، إن أردت أن تكون معارضاً ينتقد فساد الحكومات العربية، أن تتنازل عن سمعتك التي سيتولى مهمة رسمها إعلاميو الحكومات ومرتزقتها. وتعال شوف السمعة. ستجد نفسك عميلاً سرياً لحكماء صهيون، وجليس هرتزل الشخصي ونديمه، وطبعاً مشاركاً في معركة الجمل، مرة مع هؤلاء، ومرة مع هؤلاء. وفي الصباح أنت من الإخوان المسلمين، ومساءً أنت ليبرالي تغريبي مايكليٌّ جاكسونيٌّ، وأنت من قتل المستنصر بالله الفاطمي، ومن جاء بالدولة الأيوبية إلى مصر، وتسعى إلى تقويض نظام الحكم في بلدك بالتعاون مع وكالة ناسا ووكالة إف بي آي ونقابة خذني جيتك…

لهذا يا عزيزي كن مواطناً صالحاً واخفض رأسك واسكت، حفظك الله يلعنك.

back to top