فوتوغرافيا ورقص وموسيقى وطهو على ضفاف النيل

● فعاليات متنوعة شهدتها الدورة السادسة لأكبر مهرجان هندي يقام في مصر

نشر في 02-04-2018
آخر تحديث 02-04-2018 | 00:10
الثقافة الهندية زاخرة بالتفاصيل، وعامرة بالأجواء الفنية المتنوعة، وفي مصر يترقّب المهتمون بالشأن الثقافي قدوم مهرجان «الهند على ضفاف النيل» في هذا التوقيت من كل عام للاستمتاع بعبق الثقافة الهندية ذات الطابع التراثي.
شهدت القاهرة أخيراً فعاليات الدورة السادسة من المهرجان السنوي، متواكبة هذا العام مع الذكرى السبعين لاستقلال الهند... وحظيت بإقبال جماهيري كبير.
شهدت القاهرة ومدن مصرية أخرى، أبرزها الإسكندرية وبورسعيد، حزمة فعاليات نظمتها سفارة الهند في القاهرة، جذبت إليها قطاعاً عريضاً من الجمهور المصري، الذي يعشق بطبيعته الثقافة والفنون الكلاسيكية الهندية، وذلك على مدار أيام مهرجان «الهند على ضفاف النيل»، الذي استمرت فعالياته بين 6 و17 مارس الفائت.

تنوّعت الفعاليات بين تقديم عروض هندية معاصرة للموسيقى وبين الرقصات الكلاسيكية والفنون البصرية، وامتدت لتشمل المأكولات الهندية ورياضة اليوغا، بالإضافة إلى عقد سلسلة ندوات حول الشاي الهندي باعتباره جزءاً من الثقافة الهندية التراثية، ويعتبر «الهند على ضفاف النيل» أكبر مهرجان أجنبي يُقام في مصر ويُقدم للجماهير الثقافة الهندية.

على إيقاع السارود

عازف آلة السارود أمجد علي خان، هو أحد الفنانين المتميزين في عالم الموسيقى الهندية الكلاسيكية، قدَّم عرضاً ساحراً في القاهرة والإسكندرية على مدار يومين، حتى أن أحد الحضور ويدعى السيد حماد، علق قائلاً: «أنا من عشاق الأفلام الهندية والأغاني الهندية، لكن هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أحضر فيها حفلة لهذا الموسيقار الكبير. استمتعت جداً بالعرض الذي منحني حالة من السكينة».

ويُعد أمجد على خان أحد أشهر الموسيقيين على مستوى العالم، إذ يرجع إليه الفضل في إبداع طريقة جديدة للعزف على آلة السارود. وعلى امتداد مسيرته الفنية المتميزة، التي تزيد على ستة عقود، حصد جوائز عدة من بينها «غرامي» الموسيقية الأميركية، و{كريستال» من المنتدى الاقتصادي العالمي، و{أمبسادورشيب» القومية من اليونيسيف، و{فوكوكا» الثقافية الكبرى.

وقدّم الموسيقار الهندي المعروف عروضاً موسيقية في أماكن عدة في مختلف أنحاء العالم من بينها: قاعة كارنيجي، وقاعة رويال ألبرت، بالإضافة إلى تقديمه عرضاً موسيقياً في قاعة جائزة نوبل للسلام عام 2014 في أوسلو بالنرويج.

أشخاص وأماكن

ومن أبرز الفعاليات الثقافية التي شهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً، معرض «صور الهند... أشخاص وأماكن» الذي قدم عجائب الهند من منظور مصري، تحديداً من خلال عدسة المصور الفوتوغرافي الدكتور خالد جودت، الذي يعمل في الأساس أستاذ جراحة في كلية الطب في جامعة «عين شمس» المصرية.

واتخذ جودت التصوير الفوتوغرافي هواية منذ نحو 40 عاماً وتمكن من التقاط نحو 100 ألف صورة، ويهوى بدرجة كبيرة التقاط الصور الفوتوغرافية المتعلقة بالرحلات والأسفار، بالإضافة إلى تصويره حفلات الزواج والبورتريهات.

وزار جودت الهند ثلاث مرات ووصفها بأنها قبلة المصورين في الأرض، وقال لـ{الجريدة»: «في الهند وجدت مناظر طبيعية ساحرة ذات ألوان متعددة وأماكن ثقافية تراثية ومظاهر للتعايش بين الأديان وعدد كبير من دور العبادة»، مضيفاً: «يكفي أن الهند تضمّ «تاج محل»، الذي يعد إحدى أعظم عجائب التراث المعماري في تاريخ البشرية»، مؤكداً أنه يسعى من خلال صوره الفوتوغرافية إلى إبراز ما تتميز به الهند من جمال ونقله إلى المتلقي المصري في إطار مهرجان «الهند على ضفاف النيل».

استعراضات

في مجال الفنون التمثيلية، تضمن مهرجان الهند على ضفاف النيل 2018 برنامجاً حافلاً، ضم مجموعة من الاستعراضات في دار الأوبرا المصرية وعلى خشبة مسرح «سيد درويش» في مدينة الإسكندرية الساحلية، إلى جانب عرض لراقصة البهاراتاناتيام «مالافاكا ساروكاي»، فيما أدّت فرقة «كبير كافيه»، وهي مجموعة فريدة من عازفي الموسيقى الشعبية، موسيقى صوفية وألحاناً شعبية هندية.

في إطار موازٍ، قدَّم جيل شويان، المؤلف المعروف لرقصات بوليوود، ورش عمل لتعليم الرقصات الهندية السريعة والمفعمة بالنشاط والحيوية في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، كذلك عُرضت سلسلة من الأفلام الهندية، خصوصاً التي تستهدف مختلف أنواع المشاهدين، من بينها «باهوبالي: البداية» و{باهوبالي: الخاتمة».

ولأن الطهو جزء أصيل من ثقافة أي شعب، فقد حرص القيمون على المهرجان على أن يتضمن الأخير فعاليات تعكس ثقافة الطعام لدى الهنود، وفي قاعة داخل أحد فنادق القاهرة المطلة على نهر النيل، عقد مهرجان المأكولات الهندية، واصطحب الطاهي الهندي المعروف فيكرام أودايجيري رواد الفعالية في رحلة بين المأكولات الهندية الشهية.

وخلال مؤتمر صحافي عقدته السفارة الهندية في القاهرة، إيذاناً بانطلاق فعاليات المهرجان، أعرب سفير الهند في القاهرة سانجاي باتاتشاريا، عن سعادته لانطلاق الدورة السادسة للمهرجان على التوالي، وقال: «يمثل هذا المهرجان استعراضاً رائعاً للفنون والثقافة الهندية الكلاسيكية والمعاصرة، ويعكس التغيرات الكبرى في الهند».

وتابع: «يصل المهرجان إلى الجماهير المصرية في القاهرة والمدن الأخرى لاستعراض التنوع والتطور في مجالات الموسيقى والرقص والمسرح والأفلام والحرف اليدوية والفنون وحتى الرياضات والاقتصاد الهندي لبناء جسور جديدة بين البلدين، خصوصاً بين الشباب»، لافتاً إلى أن المهرجان يستهدف تعزيز التفاهم بين الشعبين وخلق فرص تعاون جديدة». واختتم حديثه قائلاً: «أكبر مهرجان أجنبي في مصر في طريقه إلى أن يصبح أكبر وأكبر».

يُشار إلى أن سفارة الهند في القاهرة ومركز «مولانا أزاد» الثقافي الهندي ينظمان مهرجان «الهند على ضفاف النيل» بالاشتراك مع المجلس الهندي للعلاقات الثقافية، وجهات مصرية أبرزها، وزارتا الثقافة والسياحة، ودار الأوبرا المصرية، ومكتبة الإسكندرية.

خالد جودت جراح مصري عشق الكاميرا والتقط مئة ألف صورة لمعالم الهند
back to top