الكويت بطل محترف في زمن الهواة
• بداية قوية... وكبوة سريعة... وعودة مبكرة للتتويج
• هجوم فعال ودفاع قوي... وإدارة واعية تراقب وتحاسب
عن جدارة واستحقاق حقق فريق الكويت لكرة القدم لقب دوري ڤيڤا، قبل خط النهاية بأربع جولات، ليثبت أنه بطل من ذهب، قادر على البقاء في القمة، رغم قوة البطولة والمنافسين.
توَّج فريق الكويت لكرة القدم سجله في الدوري الممتاز بالنجمة الـ14، ليؤكد أنه من عيار الذهب، بعد أن تمكن من حسم البطولة قبل نهايتها بأربع جولات، وهو ما لم يحققه غيره من الأندية الكويتية إلا القادسية.وفرض الأبيض بداية قوية منذ بداية الموسم الحالي، بالفوز في جميع مباريات الدور الأول، باستثناء تعادل واحد مع السالمية في الجولة الأولى، ليصعد على قمة ترتيب جدول المسابقة.ولم يتنازل الأبيض عن الصدارة حتى مع تعثره في الدور الثاني، بعد الخسارة أمام الجهراء، والقادسية، حيث نجح في استعادة عافيته سريعا، بعد تدخل ناجح من إدارة النادي، سواء على مستوى تدعيم الصفوف في فترة الانتقالات الشتوية أو على مستوى الإدارة الفنية، فبدأت بالتعاقد مع طلال الفاضل، واستعادة فهد الهاجري، واختيار الأردني بهاء فيصل كبديل للبرازيلي فابيانو، كما استعانت إدارة الأبيض بالمدرب الخبير محمد عبدالله، ليكون البديل الناجح للأردني عبدالله أبوزمع، وهو ما مكّن الأبيض من استعادة بريقه، ليحصد ما زرعه مبكرا، ويحسم لقب الدوري، الذي سيتوج به رسميا في الجولة الأخيرة 18 الجاري، ليؤكد أنه يعمل بمنظومة احترافية وسط مجموعة من الهواة.
ومن خلال سجل الأبيض في مسابقة الدوري الممتاز حتى الجولة الـ17، التي شهدت حسمه للقب، فإن الفريق حقق الفوز في 12 مباراة، بفارق 4 انتصارات عن أقرب منافسيه فريق السالمية، وتعادل في ثلاث مباريات، وخسر في مباراتين، وسجل الكويت 39 هدفا، كأقوى خط هجوم، وتلقت شباكه 13 هدفا كأقوى خط دفاع.
استعداد مبكر
ويملك فريق الكويت عوامل كثيرة ساعدته على النجاح سواء في الموسم الحالي، أو في المواسم الأخيرة، حيث نجح الأبيض خلال الألفية الثالثة في التتويج بلقب الدوري في 6 مناسبات، مقابل 9 للقادسية، ومرة واحدة للعربي.وجاء الاستعداد مبكراً في الموسم الحالي منذ بداية يوليو، من خلال مؤتمر صحافي تم فيه تقديم مدرب الفريق الأردني عبدالله أبوزمع، والمحترفين المهاجم البرازيلي فابيانو، والسوري حميد ميدو، إلى جانب الإعلان عن التجديد مع الإيفواري جمعة سعيد، والسيراليوني محمد كمارا، بعدها انطلق الأبيض الى معسكر خارجي في تركيا، استقر خلاله الجهاز الفني على توليفته مبكرا، ليعود الى الكويت ويحرز لقب كأس السوبر على حساب منافسه التقليدي القادسية، قبل أن يسجل بداية قوية في الدور الأول من مسابقة الدوري الممتاز، وضعته على القمة بفارق 6 نقاط عن الجهراء الوصيف وقتها.ولم يركن الأبيض الى هذا التفوق، حيث خرج مجددا الى معسكر مغلق في دبي قبل بداية الدور الثاني، ليؤكد أنه لا يملك وقتا للراحة، حتى الوصول الى مبتغاه.إدارة واعية
لم تفوت إدارة الكويت، بالتفاهم من الجهاز الإداري، أي فرصة من أجل تدعيم صفوف الأبيض في الموسم الحالي، على الرغم من قدرة توليفة الفريق في الموسم الماضي على جمع كل الألقاب، فشهد الموسم الحالي خلال فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية، صفقات من العيار الثقيل، أمثال طلال الفاضل، والبرازيلي باتريك فابيانو، والحارس حميد القلاف، والأردني بهاء فيصل، إلى جانب استعادة فهد الهاجري من الاتفاق السعودي، ويعقوب الطراروة من التضامن.وعملت إدارة الكويت، بكل قوة، على تجهيز المصابين، بمنحهم فرصة العلاج والتأهيل في الخارج، فعاد سريعا يوسف الخبيزي، وطلال جازع، وكان للأخير دور بارز في المباريات الأخيرة الحاسمة.ومن خلال مراقبة إدارة الأبيض لعمل الجهاز الفني، جاء تدخلها في الوقت الحاسم، بالاستغناء عن خدمات أبوزمع، مع منحه كل مخصصاته، والاستعانة بالخبير محمد عبدالله، الذي يملك فك شفرة الأبيض في أصعب الأوقات.التزام وتفانٍ
ولا يمكن تجاهل دور اللاعبين في نادي الكويت، في ظل ما قدموه في الموسم الحالي، والمواسم الأخيرة، ويحسب لهؤلاء اللاعبين، تعاملهم الاحترافي، والتزامهم وتفانيهم في التدريبات، فمن الصعب أن يتخلف لاعب عن التدريب من دون عذر، أو أن يتمرد لاعب بسبب مخصصات مالية، وما شابه ذلك، فالكل يعمل من أجل هدف واحد، وهو تحقيق الألقاب، والصعود إلى منصات التتويج، وهو ما تحقق.