أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس، أن واشنطن «أفشلت محاولة أخرى لصياغة بيان متواضع عن مجلس الأمن»، وقال، إن سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي «أصرت على أن تقف الحامي لجرائم الحرب الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة».

واتهم عريقات واشنطن بـ «الانحياز الأعمى» لمصلحة إسرائيل، مشدداً على أن ذلك يتطلب موقفاً عربياً «لأن الإدارة الأميركية الحالية تدفع المنطقة وشعوبها إلى مربع من العنف وإراقة الدماء والفوضى».

Ad

وبصفتها ممثلة عن المجموعة العربية في مجلس الأمن، تقدّمت الكويت بمسودة بيان يدعو خصوصاً إلى «إجراء تحقيق مستقل وشفاف» في مواجهات الجمعة الماضي.

لكن مسودة البيان، التي قدمتها الكويت جوبهت باعتراض من جانب الولايات المتحدة، وبما أن بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع فإن الاعتراض الأميركي وأد المبادرة الكويتية في مهدها.

وإضافة إلى مطالبتها بإجراء تحقيق في مواجهات الجمعة، فإن مسودة البيان تدعو إلى «احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي بما في ذلك حماية المدنيين».

كذلك يدعو أعضاء مجلس الأمن في مسودة البيان «جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس ومنع المزيد من التصعيد ويشددون على ضرورة تعزيز احتمالات عملية السلام في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين استناداً إلى الحل القائم على دولتين والسلام العادل والدائم والشامل».

كما يعرب أعضاء مجلس الأمن في مسودة البيان عن «قلقهم البالغ إزاء الوضع على حدود غزة» ويجددون التأكيد على «الحق في الاحتجاج السلمي» ويعربون عن «أسفهم لفقد أرواح الفلسطينيين الأبرياء».

كما يدعو أعضاء مجلس الأمن في مسودة البيان إلى «احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي بما في ذلك حماية المدنيين».

ليبرمان

في غضون ذلك، وبينما بدأ الجيش الإسرائيلي بنشر مزيد من بطاريات القبة الحديدية (منظومة دفاع متطورة ضد الصواريخ) في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، تحسباً لحدوث تصعيد محتمل على جبهة غزة، أُصيب فلسطينيان اثنان بجراح والعشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في محيط جامعة القدس في بلدة أبوديس.

إلى ذلك، أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس، بأن 90 في المئة من المشاركين في مسيرة الجمعة الماضي، بمحاذاة السياج الأمني المحيط في قطاع غزة كانوا من عناصر «حماس» وأبناء عائلاتهم.

وقال إن «ما لا يقل عن 11 من الفلسطينيين الذين قُتلوا قبل يومين بمحاذاة السياج الأمني المحيط بالقطاع كانوا إرهابيين».

وتوعد ليبرمان الفلسطينيين، قائلاً: «في المرة القادمة سنرد بشكل أكثر حدة، وسنستخدم كل المتاح لنا».

وأشاد بإجراءات الجيش لقمع «مسيرة العودة الكبرى»، مضيفاً: «لو كنت سألخص مسيرة حماس الإرهابية، يمكن القول، إن عطلة العيد قد مرت بهدوء، ولم يصب أي جندي بجروح. لقد أدى جنودنا المهمة على أكمل وجه».

وأضاف أن «حماس» أنفقت على المسيرة 15 مليون دولار على أقل تقدير، متسائلاً: «ما كمية الأدوية التي كان من الممكن شراؤها بهذا المبلغ لمصلحة سكان غزة؟».

من ناحية أخرى، ذكر ليبرمان، أن إسرائيل لن تتعاون مع أي لجنة تحقيق دولية قد تتشكل في شأن أحداث غزة، قائلاً: «يجب أن يفهم المنافقون ممن يطالب بلجنة التحقيق، أنه لن تكون هناك أي لجنة ولن يكون هناك تحقيق دولي ولن نتعاون مع أي تحقيق من هذا القبيل».

وسبق أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في المواجهات التي شهدتها «مسيرات العودة الكبرى».

نتنياهو

من ناحيته، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كان حمل بعنف على إسرائيل معتبراً أنها تشن «هجوماً غير إنساني» على الحدود مع قطاع غزة.

وقال نتنياهو، إن «الجيش الأكثر أخلاقية في العالم لن يتلقى دروساً حول الأخلاق من شخص يقوم منذ سنوات بقصف مدنيين عشوائياً». وأضاف «يبدو أن هذا ما يفعلونه في أنقرة يوم كذبة أول أبريل».

إردوغان

إلا أن رد إردوغان جاء سريعاً اذ قال لنتنياهو «أنت ضعيف جداً، نحن نكافح الإرهابيين، لكن ذلك لا يعنيك، لأنكم دولة إرهاب».

وفي كلمة ألقاها أمام حشد من أنصار «حزب العدالة والتنمية» في ولاية أضنة، تابع الرئيس التركي: «أنت محتل يا نتنياهو وبوصفك محتلاً أنت موجود على هذه الأرض. في الوقت نفسه أنت إرهابي». أضاف: «ليس هناك من يحبك بصدق في هذا العالم. لقد كان الرد الدولي في الأمم المتحدة على خطوتك المتعلقة بالقدس واضحاً. لا يغُرَّنك امتلاكك أسلحة نووية، فهي قد لا تعمل عند الحاجة إليها».

على صعيد آخر، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية، أن نحو 275 مستوطناً متطرفاً اقتحموا باحات المسجد الأقصى صباح أمس، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية، وتلوا صلوات وشروحات تلمودية واستفزوا حراس المسجد الأقصى.

ودعت الحكومة الفلسطينية إلى تكاتف عربي وإسلامي وتحرك أممي من أجل وقف اقتحامات المستوطنين للأقصى.