لليوم السادس على التوالي، استمرت احتجاجات الأقلية العربية في خوزستان الإيرانية، وامتدت الاحتجاجات التي بدأت في مدينة الأهواز إلى مدن عربية أخرى في محافظة خوزستان لتشمل مدن آبادان، ماهشهر، كوت عبدالله، ماهشهر، شادغان وشيبان، في محافظة خوزستان، إضافة إلى بعض مناطق محافظة بوشهر مثل ديلم وكناوة ذات الأكثرية العربية.

وقامت الأجهزة الأمنية الإيرانية بإعلان الاستنفار العام، واستقدمت عناصر مكافحة الشغب من محافظات قريبة من خوزستان، خاصة مدينة خرم آباد، إضافة إلى قوات من مناطق قومية اللر في محافظة خوزستان لكبح الاحتجاجات العربية التي اندلعت على خلفية تقرير بثه التلفزيون الرسمي اتهم الأقلية العربية بالتعاون مع الديكتاتور السابق صدام حسين إبان الحرب العراقية الإيرانية، بالإضافة إلى التعاطف مع السعودية في الوقت الحالي.

Ad

وعلمت «الجريدة» من سكان أهواز أن سبب استقدام قوات من محافظات غير عربية جاء بعد رفض جنود عرب الوقوف أمام أبناء عشائرهم، وقالوا إن عددا كبيرا من الجنود العرب المسلحين التحقوا بالاحتجاجات، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية إلى استدعاء قوات غير عربية لقمع التظاهرات.

وذكر الشهود أن عدة مناطق عربية في محافظة خوزستان تصبح خارج السيطرة الأمنية ليلا، بعد أن تغادرها القوات النظامية التي تكتفي بالتواجد صباحا، إذ يسمع دوي إطلاق نار من بنادق وأسلحة رشاشة بشكل متقطع خاصة في مناطق تمركز العشائر العربية المسلحة التي واجهت قوات الأمن وتصدت بعنف لمحاولات اعتقال محتجين.

ورغم مقاومة العشائر العربية فإن الأجهزة الأمنية استطاعت اعتقال نحو 15 ناشطاً مدنياً كانوا ينسقون الاحتجاجات عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعد اقتحام منازلهم، من بينهم 3 سيدات.

وفي تطور لافت، شهدت الاحتجاجات الإيرانية، في يومها الخامس ولأول مرة، رفع لافتات حملت شعارات تطالب الولايات المتحدة والإنكليز و«الإخوة العرب» بالتدخل لإنقاذ عرب خوزستان.

وتضمنت الشعارات مطالب بانفصال المناطق العربية عن إيران، على جدران شوارع المدن العربية، ومنع الحكومة المركزية التي يهيمن عليها الفرس في طهران من «استخراج البترول من تحت أرجل العرب وتهميشهم وحرمانهم من حقوقهم». واضطرت بلديات المدن العربية إلى استخدام عمال غير عرب ليقوموا بمحو الشعارات عن جدران الشوارع صباحا، وهم مرافقون بعناصر أمنية لتأمينهم.

«الجريدة» و«تلغرام»

إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني، علاء الدين بروجردي، خبراً نشرته «الجريدة» منذ نحو أسبوع يفيد بأن المرشد الأعلى أمر بإغلاق برامج التواصل الاجتماعي، خاصة «التلغرام».

وأفاد بروجردي، في تصريح، بأن برامج بديلة لشبكات التواصل الاجتماعي سيتم عرضها بحلول نهاية الشهر الإيراني الجديد، بعد نحو الأسبوعين، بالتزامن مع بدء قطع تدريجي لـ«التلغرام» وباقي شبكات التواصل الاجتماعي وفرض استخدام برامج محلية على الإيرانيين.

وفور انتشار التصريح امتلأت الشبكات الإخبارية الإيرانية بانتقادات شديدة للقرار، وقام نشطاء على شبكات التواصل بإنشاء صفحات لمعارضة القرار الذي يهدف لتقييد حرية التعبير وفرض المزيد من القيود والرقابة على معارضي النظام.

وفي إشارة غير مباشرة إلى خبر «الجريدة»، قال النائب رمضان علي سبحاني مندوب «الشورى» في لجنة الرقابة على الإنترنت: «ما كان من ضرورة أن يقوم السيد بروجردي بالإعلان عن الخطوة قبل تنفيذها، تفاديا لإحداث بلبلة في المجتمع، لكن بعد نشر خبر على صدر إحدى الصحف العربية عن القرار الذي تم اتخاذه من جانب المراجع العليا في البلاد كان لا بد أن يوضح بروجردي موقف المجلس من الخطوة».

وعقد النشطاء مقارنة بين خطوة النظام الإيراني الحالي بشأن مواقع التواصل وقرار الملك القاجاري ناصر الدين شاه منع الإيرانيين من استخدام برقيات «التلغراف» منذ مئة وخمسين عاماً، بسبب استشارة رئيس وزرائه في ذلك الحين رجال دين.

وتحسر النشطاء على حال بلدهم بالمقارنة بالمملكة العربية السعودية التي تخطو بتحركات ولي عهدها الشاب الأمير محمد بن سلمان نحو منح مواطنيها مزيداً من الحريات.