ليس بكافر
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
وإذا كان ولا بد لغضبة، فالأولى بالنساء والرجال أن يغضبوا في الواقع مما ورد في الخطبة من نقد للدعوة القائمة حالياً (حسب أدائهم) "إلى وحدة الأديان ودعم الفلسفات الباطنية والروحانية الملحدة"، والتي هي جملة استشكالية على أكثر من مستوى. لماذا تعتقد وزارة الأوقاف بخطبائها أن الدعوة لوحدة الأديان هي ازدراء للإسلام؟ هل يتضمن حديثهم فكرة أن الإسلام لا يعترف ببقية الأديان ولا يدعو لوحدتها وتهادنها؟ هل تتهم الوزارة وخطباؤها معتنقي الفلسفات الباطنية والروحانية بالإلحاد؟ هل تكرر الوزارة الفكر الجاهل ذاته "البوذيون يعبدون صنما والهندوس يعبدون البقر؟" لماذا تضرب الوزارة في مفهوم الإلحاد والدستور الكويتي ضمن للفرد حرية الاعتقاد المطلقة، والتي، كما ورد في المذكرة التفسيرية للدستور، تتضمن الاعتقاد من عدمه؟ أعتقد حقيقة أنه إن كان ولا بد لغضبة، فالمستحق منها هو تجاه هذه الجملة الكارثية التي تضرب عددا كبيرا من البشر وتدعو لعداء الآخرين ومخالفة أحد أهم مبادئ الدستور. أما موضوع سفور المرأة وفجورها، فلا يغضب لهذا الحد، أما اعتدنا بعد على هذا الخطاب؟ ألا نتحمل مسؤوليتنا تجاهه؟ أليس من المضحك أننا نحارب لتغيير جملة، في حين أن خلفها تقف منهجية كاملة متكاملة مجهزة لتهاجمنا من كل الزوايا؟ لا تغضبنَ على الناقل، حاسبْنَ الفكرة، الفكرة الكاملة هي مكمن المشكلة والحل.