القاهرة وعمان: قمة الرياض العربية مهمة جداً
• «الجامعة»: الانتخابات الرئاسية نزيهة والفرز شفاف
• تشدد أمني في حماية «أحد السعف»
عقد وزير الخارجية سامح شكري جلسة مباحثات موسعة، بالقاهرة أمس، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، استعداداً للقمة العربية بالرياض الشهر الجاري، في وقت تعلن الهيئة الوطنية، اليوم، النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي أشادت بها جامعة الدول العربية، بينما يواصل الجيش حملته الموسعة لتطهير سيناء من الإرهاب.
ركزت مباحثات وزيري خارجية مصر سامح شكري والأردن أيمن الصفدي، بالقاهرة، على الاستعداد للقمة العربية المرتقبة بالرياض، بعد أسبوعين تقريباً، والتي وصفاها بـ "المهمة جداً"، إضافة إلى تطورات القضية الفلسطينية بعد أحداث غزة، والأوضاع في سورية وليبيا واليمن.وأرجع شكري تأجيل القمة العربية إلى موعدها الجديد بدلا من شهر مارس الماضي، كما كان مقرراً، إلى أسباب لوجستية. وقال في مؤتمر صحافي مع الصفدي بالقاهرة أمس: "القمة لم تتأخر لتباين وجهات النظر، ولكن تأخرت استجابة للسعودية، وبسبب ظروف مرتبطة بالعملية الانتخابية فى مصر، وبعض القضايا اللوجيستية التي أدت إلى هذا الإرجاء، حتى يتم ضمان المشاركة الفعالة لكل الدول العربية في القمة المهمة". وتعليقا على أحداث غزة، قال شكري إن "مصر تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني دون انقطاع، على مدى تاريخ هذه القضية الذي طال، وسوف نستمر في ذلك"، مؤكداً أن "القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية التي يسهم حلها في دحر الإرهاب وتحقيق الاستقرار"، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أنه "لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". وطالب الصفدي، خلال المؤتمر، المجتمع الدولي بمساندة الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة"، وأكد أهمية وقف استخدام القوة المفرطة من جانب إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني.
عملية سيناء
إلى ذلك، قال القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي إنه "لا تهاون مع من يحاولون النيل من أمن مصر واستقرار شعبها".وأضاف صبحي، خلال كلمته في مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة 153 من كلية الضباط الاحتياط، إن "الوطن يمر بمرحلة دقيقة من تاريخه، والقوات المسلحة ورجالها مرابطون فوق كل بقاع مصر، يحمون الوطن ويدافعون عن سلامة أراضيه، ويجتثون كل صور الإرهاب والتطرف التي تحاول زرع الشر وترويع المواطنين".وأشار إلى أن "ما يتم على أرض سيناء من محاولات الإرهاب والتطرف يمثل تحدياً رئيسياً لأمن مصر القومي وتقدمها الاقتصادي والنيل من مكانتها، إلا أن القوات المسلحة مستمرة فى مواجهة هذه التحديات بكل صلابة وقوة حتى يتم لها النصر".وفي نفس السياق، أصدرت القوات المسلحة البيان رقم 17 منذ بدء العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" للقضاء على "الجماعات التكفيرية"، وأعلن المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي، قيام القوات الجوية بـ"استهداف وتدمير عدد من الأهداف والتجمعات للعناصر الإرهابية، التي تم رصدها بواسطة معلومات استخباراتية مؤكدة بشمال سيناء، وأسفرت الضربات عن القضاء على أحد العناصر المسلحة، خلال تبادل لإطلاق النيران مع قوات المداهمة، عثر بحوزته على كميات من الأسلحة والذخائر".وكشف الرفاعي عن تنفيذ عملية نوعية بنطاق الجيش الثالث الميداني، غرب قناة السويس، أدت إلى القضاء على 5 إرهابيين بحوزتهم عدد من البنادق الآلية، مشيراً إلى قيام عناصر المهندسين العسكريين باكتشاف وتفجير 163 عبوة ناسفة تمت زراعتها لاستهداف قوات المداهمات بمناطق العمليات.إشادة عربية
وقبل ساعات من إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية المصرية رسمياً، التي انتهت بتجديد الثقة بالرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية وبأغلبية ساحقة، أشادت جامعة الدول العربية بالعملية الانتخابية التي جرت من 26 إلى 28 مارس الماضي.وقالت الأمينة العامة المساعدة لجامعة الدول العربية، السفيرة هيفاء أبوغزالة، إن بعثة متابعة الانتخابات المصرية تؤكد أنها جرت "في نطاق احترام ما نص عليه الدستور والقوانين المنظمة للانتخابات"، مشددة على أن "عملية العد والفرز للأصوات تمت وفق القانون وبشكل شفاف".وأشارت أبوغزالة، في مؤتمر صحافي أمس، إلى أن البعثة العربية رصدت وجودا مكثفا للجيش والشرطة لتأمين الانتخابات، دون أي وجود لهذه القوات داخل لجان الانتخابات. وضمت بعثة الجامعة العربية لمتابعة الانتخابات المصرية 80 متابعا ينتمون لـ19 جنسية عربية، ليس بينهم الجنسية المصرية، لضمان الحيادية، وهي أكبر بعثة دولية تابعت الانتخابات المصرية.أحد السعف
في سياق آخر، ووسط إجراءات أمنية مشددة احتفلت الكنائس المصرية، أمس، بأحد الشعانين أو "أحد السعف"، كما يسمى في مصر، وتفرض وزارة الداخلية احتياطات صارمة لحماية الاحتفالات طوال أسبوع الآلام حتى عيد القيامة الأحد المقبل، ثم احتفال "شم النسيم" في اليوم التالي.وأحد السعف أو أحد الشعانين هو ذكرى دخول المسيح أورشليم، وسمى بأحد الشعانين لأن كلمة "شعانين" هى تحريف للكلمة العبرية "أوشعنا" أو خلصنا، حيث استقبل أهالي بيت المقدس المسيح بالهتاف "خلصنا خلصنا"، انتظارا منهم للخلاص من الحكم الروماني الذي عذب وقتل آلاف الشهداء. ومن المعتاد أن يشتري المصريون، مسلمين وأقباطاً، سعف النخيل في هذا اليوم، إحياءً لذكرى دخول السيد المسيح للقدس، التي استقبله أهلها حاملين السعف. وشهد أحد السعف العام الماضي عمليتين ارهابيتين متزامنتين تم فيهما تفجير كنيستين بمدينتي طنطا والاسكندرية. وقال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في عظة ألقاها في كنيسة السيدة العذراء مريم والقديسة مارينا بالساحل الشمالي: "نفرح جميعاً في هذا اليوم ونتذكر شهداء يوم أحد السعف في العام الماضي في الإسكندرية وطنطا، نذكرهم جميعاً بالخير، وهم يصلون عنا في السماء التي ذهبوا إليها".
مقتل 6 «تكفيريين» في عمليات عسكرية بسيناء