أعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن لجنة حقوق الإنسان للبرلمانيين بالاتحاد البرلماني الدولي رفضت، بشكل رسمي وبالإجماع، الشكوى المقدمة من النائب شعيب المويزري، مشيرا الى أن الشكوى الواردة من النائب السابق عبدالحميد دشتي سيتم بتها خلال فترة وجيزة.

وأعرب الغانم، في مؤتمر صحافي عقده بالمجلس، أمس، استعرض خلاله نتائج مشاركته وأعضاء الشعبة البرلمانية في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الـ ١٣٨ الذي عقد بمدينة جنيف السويسرية الأسبوع الماضي، عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان الى سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء على رسائلهم"، مشيرا الى أن رسالة سمو الأمير الأبوية الداعمة والمساندة لكل من يعمل دفاعا عن الكويت ومكتسباتها وسام على صدورنا جميعا".

Ad

وأضاف: "شكوى الأخ شعيب المويزري تم رفضها، ونشر القرار في الموقع الرسمي للاتحاد البرلماني الدولي، والتفنيد كان موفقا من الشعبة البرلمانية، وردودنا كانت بالأدلة القاطعة والواضحة"، مشيرا الى "أن كل أعضاء اللجنة المنتخبون من الاتحاد البرلماني الدولي ويمثلون عدة دول، هي فنزويلا وبنغلادش والبحرين والأرجنتين وأفغانستان وفرنسا وبنين وسويسرا وصربيا وأوغندا، رفضوا الشكوى بالإجماع، ولن يستطيع أحد الآن أن يدعي أن كل هؤلاء تبع مرزوق الغانم".

غير صحيح

وتابع الغانم: "اللجنة نظرت في الادعاءات من جانب الشاكي، وأخذوا كل ما جاء في الشكوى، ونظرت في المعلومات التي قدمها رئيس المجلس، وبعد ذلك كتبوا قناعتهم كلجنة"، مؤكدا أنه غير صحيح ما يقوله المويزري أن رئيس مجلس الأمة والشعبة البرلمانية والوفد الموجود هناك اتهموا الأعضاء الزملاء بأنهم اعتدوا على حرس المجلس.

واعتبر الغانم أن المويزري قدم الشكوى دون أي تمعن أو إدراك لنتائجها التي لا تعود بالنفع على زملائه النواب، بل بالعكس قد تضرهم في مثل هذه الجزئيات الموجودة، مؤكدا أنه إن كان هناك متضرر من شكوى الأخ شعيب فهم الزملاء المعنيون.

وأكد أنه بسبب تلك الشكوى هناك طلبات مقدمة برسائل رسمية من الاتحاد البرلماني الدولي يطلب فيها تصوير الاحتجاج الذي تم بتاريخ ١٦ نوفمبر، وذلك لفهم السياق الذي تم فيه الاحتجاج".

وحول عدم نشر النائب المويزري نص الشكوى، قال الغانم إن هذا الأمر هو ما يثير الاستغراب وخوفه من نشر الشكوى، معتبرا أن "نشر أي شكوى هو حق الشاكي".

وعرج الغانم على شكوى النائب السابق عبدالحميد دشتي، مشيرا الى أن اللجنة ستبتها خلال فترة وجيزة.

وأوضح أن الفرق بين الشكويين يتمثل في أن شكوى النائب شعيب رفضت من حيث المبدأ، وشكوى دشتي قبلت من حيث المبدأ، مضيفا: "أعتقد أننا فندنا كل الادعاءات الواردة في شكوى النائب السابق دشتي بكفاءة واقتدار، وأنا متفائل بأنه سيتم رفضها".

مهمة محددة

وبخصوص الشكوى الثالثة، قال الغانم إنها شكوى الصهاينة في اللجنة التنفيذية للاتحاد حول "ما قمت به تجاههم في مدينة سان بطرسبرغ في روسيا، حيث إنهم فشلوا في الوصول الى مبتغاهم".

وأضاف: "كانوا يطمحون الى أن تكون هناك إدانة لما قمت به في سان بطرسبرغ، لكن اللجنة التنفيذية رفضت ذلك، وكل ما استطاعوا أن يقوموا به هو الاستشهاد بشكوى شعيب".

وأكد أن النائب المويزري لديه مهمة محددة مطلوب منه تنفيذها، وهي مهاجمة مرزوق الغانم، بدلا من طرح ما هو مفيد للناس!

وخاطب الغانم المويزري قائلا: "المفروض قبل أن يعطونك الشكوى، ويقولون لك روح قدمها، أن يعلموك ما دمت لا تبحث أن هناك شكاوى أخرى".

وأضاف: "شكواك سخيفة، وأنت تعلم أني أعلم لماذا لا تنشرها، لكن على الأقل ارجع لهم وقل لهم: يا جماعة موقفي أمام الشعب الكويتي أصبح محرجا، فأنا مقدم الشكوى وغير قادر على نشرها، ربما يسمحون لك بنشرها"، متعهدا في حال نشر المويزري الشكوى بالرد على كل ما ورد فيها.

لن أسمح

وأكد الغانم أنه لن يسمح بمحاولة استهزاء المويزري بأعضاء الوفد البرلماني، مؤكدا "أن هؤلاء ليسوا رابطة مشجعين، كما ذكر، بل هم إخواني وإخوانه وأخواتي وأخواته، سواء كانوا نوابا أو منتسبين للأمانة العامة بمجلس الأمة، وهم كويتيون وكويتيات شرفاء شاهدتهم وهم يواصلون الليل مع النهار حتى يعدوا العدة لكل النواب ويسهلوا مهمتهم".

وقال "إن الأخ شعيب ليس لديه أي موضوع، إلا أن يكرر أي إشاعة أو معلومة أو موضوع يطرح في حسابات مشبوهة يعرفها كل الكويتيين تدار من لندن، وبعض الحسابات الأخرى التي تدار من أحد المرتزقة في الكويت، وما يضعونه يكرره الأخ شعيب في المجلس".

وحول ما ذكره المويزري بأن الغانم اشتكى على 300 مغرد، قال رئيس مجلس الأمة: "أولا اللجوء للقضاء حق للجميع، وأنا كثيرون انتقدوني بقسوة، ولم أرفع عليهم قضايا، وحتى من جرح في إذا اعتذر أتنازل عنه، ولكن أتحداه أمام الجميع أن يقف على البوديوم، ويذكر 10 مغردين أنا مشتكي عليهم".

وقال: "أنت تقول لي أرتقي، بينما الفرق بينك وبين الرقي أكبر من الفرق بين رقمي ورقمك في انتخابات الرئاسة، بل إن الفرق بينك وبين الرقي أطول من المسافة بين الكويت وسور الصين الذي اذا تصدع هذا السور فستقول إنني خلف هذا التصدع".

الانتخابات انتهت

وأضاف: "أريدك أن تستوعب أن انتخابات الرئاسة انتهت، وتعايش مع الوضع، وتعلّم من أخلاق الأخ الفاضل عبدالله الرومي الذي دخل أيضاً في منافسة الرئاسة، لكن كلمة حق يجب أن تقال، بأنه رجل نظيف، لأن قلبه ليس أسود".

وأوضح أن مدرسة الاستقواء بالخارج واللجوء الى المنظمات الدولية للإساءة والأضرار بسمعة الكويت ليست جديدة، واستخدمت سابقا في المجال الرياضي، وهناك من لجأ إلى الخارج حتى يضر بالكويت، ويوقف نشاطها الرياضي.

وزاد الغانم: "وأنا أقول لكم وللأخ شعيب أن من هم مثلك مروا عليّ كثيرا، ومنهم من قضى نحبه سياسياً، ومنهم من ينتظر، فلا تعتقد أو تفرح بأنك تسبب إزعاجا لي، أو أنك الوحيد الذي تناكف الرئيس، فهذا قد يكون شرفا لك وما هو شرف لي، وأعرف كيف أتعامل مع من هم مثلك، وسأتعامل معهم بما فيه مصلحة البلد".

وحول الرسالة التي بعث بها النائب المويزري للغانم لمناقشة الموضوع في البرلمان قال الغانم: "الآن تقدم شكوى إلى البرلمان الدولي، ولا تريد مناقشتها في الكويت، ولا تريد إطلاع زملائك النواب، وبعدما تناقش وترفض بالإجماع، تأتي لمناقشتها في البرلمان الكويتي؟!"

«خلّك شجاع»

وأضاف: "فبعدما تتقدم بالشكوى وترفض الشكوى من الاتحاد البرلماني الدولي، تطلب مناقشتها في البرلمان الكويتي، وتقول لي "خلك شجاع"... الحمد لله، شجاعتي يشهد لها الشعب الكويتي، سواء في الداخل أو الخارج".

وقال: "أنت من تحتاج إلى "إبر شجاعة"، حتى تقول شكواك التي لا تستطيع نشرها، فلتنشر شكواك من أول صفحة إلى آخر صفحة أمام الناس، ولا تنتظر إذنا من البرلمان أو غيره، فأنت صاحب الشكوى منفردا، وحق النشر يعود لك منفردا، انشرها كاملة من أول صفحة إلى آخر صفحة".

وقال: "هذا شيء مؤسف، ولم أكن أتمنى أن هذا الأسلوب يكون بيني وبينك، ولكن أنت من اختار هذا الأمر، وأنت من اختار هذا الطريق، وإذا تريد المواجهة أنا حاضر، وإذا تريد أن تجنح إلى الخط العقلاني والمنطقي، وتذهب إلى المصلحة العليا والعامة، فأنا أيضا حاضر، لكن أن ترمي الاتهامات بهذا الشكل، فهذا غير صحيح أخ شعيب".

«الخارجية» لا تدافع عن «الرئيس»

استغرب الغانم اتهام المويزري لوزارة الخارجية بأنها تدافع عن رئيس مجلس الأمة، مؤكدا أن العاملين فيها يقومون بمهام كبيرة لا يعرفها كثير من الكويتيين، وليست لهم علاقة بالشكوى، ولم يشاركوا ولم يحضروا عدا الاجتماعات البروتوكولية.

وذكر أن «الأخ شعيب يذهب يمينا ويسارا، ويتهم وزارة الخارجية ويقول: سأحاسب «الخارجية» إذا دافعت عن الرئيس، وأقول له «الخارجية» لا تدافع عن الرئيس، بل تدافع عن قضايا الكويت».

وزاد: وأقول لك يا أخ شعيب: ضع يدك فوق رأسك عندما تتكلم عن أبنائنا وبناتنا المغتربين في الخارج الذين يدافعون عن سمعة الكويت، وهم جنود مجهولون، وأنا سنحت لي الفرصة أن أتعرف على الكثير منهم بحكم المهمات الرسمية».

لست مدرساً لمادة اللائحة الداخلية

وجّه الغانم المويزري إلى ضرورة مراجعة اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، للتأكد من أن طلبات المناقشة لابد أن تقدم على الأقل من 5 نواب.

وقال: «أنا رئيس مجلس الأمة، ولست مدرساً لمادة اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، وحتى النواب الشباب يعرفون اللائحة الداخلية، فأنت إذا تريد مناقشة شيء، فاذهب إلى كتاب اسمه اللائحة الداخلية الصادرة بقانون، واذهب إلى الباب الثالث، واسمه أعمال المجلس، وهذا الباب به فصل اسمه الشؤون السياسية، وفيها عدة أفرع منها الرابع اسمه طلبات المناقشة أو التحقيق، وفيه المادة 146 تشرح لك أن طلبات المناقشة لابد أن تقدم على الأقل من 5 نواب، وهذا من حيث الشكل».