الله بالنور : رسالة مفتوحة إلى سمو رئيس الوزراء

نشر في 02-04-2018
آخر تحديث 02-04-2018 | 00:19
 د. ناجي سعود الزيد سمو الشيخ جابر المبارك المحترم

تحياتي

لن أبدأ بديباجة مطوَّلة، ولن أنتهي بديباجة أطول، وسأضعها على "بلاطة"، وأختصر الموضوع كالتالي:

تمر جامعة الكويت حالياً بكارثة وطنية بمعنى الكلمة، فقد دأب عدد غير قليل من أعضاء هيئة التدريس الكويتيين وغير الكويتيين على النشر في مجلات علمية تنطلق من موقع هندي مشبوه، مستعد لنشر الأبحاث بمقابل مادي وبسرعة، ودون التحكيم العلمي المتقن المتبع في النشر الأكاديمي القويم.

هؤلاء يا سمو الرئيس، ولا نعني البريء منهم، ولكننا لا نعفيه أيضاً، لأنه كأكاديمي كان يجب عليه التأكد من جدية التحكيم، ومن مكانة تلك الدوريات قبل الإقدام على النشر بها، وللأبرياء الحق في إثبات موقفهم بأي سبيل يرونه، هناك احتمال أن بعضهم استعمل هذه البحوث للترقية بهذا الأسلوب، وهناك الكثير ممن تسلَّقوا على هذه البحوث الوهمية، للحصول على المناصب القيادية، بل تمادى بعضهم بالفخر بأنه عضو هيئة تحرير بهذه المجلات الوهمية الواهنة!

نحن أمام كارثة وطنية أثرت وستؤثر حتماً على مستقبل ومكانة الجامعة وخريجيها، وعلى هذا البلد، ومستقبل أجياله.

لذا، فإننا نأمل التصدي لهذه الكارثة الوطنية بسرعة، وذلك بتجريد الكويتيين الذين استعملوا هذه البحوث للترقية من رتبهم الأكاديمية، وإقصاء من لا يزال منهم بمنصب قيادي ورئاسة وعضوية لجان رئيسية تنظر في ترقيات وتظلمات أعضاء هيئة التدريس وغيرها.

أما غير الكويتيين فيجب إنهاء عقودهم فوراً، وكذلك حرمانهم من مكافأة نهاية الخدمة، لأنهم، ما لم يثبتوا العكس، أخلوا بميثاق العمل الجامعي، ويجب معاقبتهم.

وأنا هنا لا أتجنَّى على أي عضو من هيئة التدريس، ولكن عليه وعلى إدارة الجامعة أن يتفهموا انعكاس هذا الوضع على مكانة الجامعة، وعلى تهميش جهود مَن يعملون بجد من أجل رفعة الجامعة، ومن أجل الحصول على الترقية بجدارة.

هذا هو المختصر المفيد، والمعلومات موجودة لدى مدير الجامعة، وإن لم يُحلها للوزير، للاطلاع عليها، فهو مذنب أيضاً، ويجب عليه الاستقالة، ودمتم.

ملاحظة:

وجهت هذه الرسالة مباشرة إلى سمو رئيس الوزراء، لا إلى وزير التربية وزير التعليم العالي، ليس تجاهلاً لمنصبه، لأنه شرف ذلك المنصب، ولكن لأن الحكومة بأكملها مسؤولة عن هذه الكارثة، وعن درجات الدكتوراه الوهمية، وعن الكثير من الغش في الشهادات الجامعية والعليا!

back to top