ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 23 لدار الآثار الإسلامية، أحيت الفنانة اللبنانية تانيا صالح أمسية غنائية بعنوان «حفل سمعي بصري لتكريم الشارع والشعر العربي: (تقاطع تانيا صالح)»، أمس الأول، في مركز اليرموك الثقافي، بحضور جماهيري ملأ المسرح، تقدمهم مدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة بدار الآثار أسامة البلهان، وعضو ديوانية الموسيقى صباح الريس.

استهلت تانيا برنامج الأمسية بأغنية «كيف بروح» من كلماتها، ثم «فرحا بشيء ما» من كلمات الشاعر محمود درويش، وأعقبتها بأغنية «ليس في الغابات عدل» كلمات جبران خليل جبران، «الشرق» من كلمات بيرم التونسي، «القصيدة الدمشقية» كلمات نزار قباني، «لا سلام ولا كلام» كلمات تانيا صالح، «في بلاد الآخرين» كلمات عبدالله البردوني، «سنحلم» كلمات نازك الملائكة، «أنا ليليت» كلمات جمانة حداد وألحان خليل جدران، «الدنيا ربيع» كلمات بدر السياب وصلاح جاهين، «عجبي» كلمات صلاح جاهين، «حنغني» كلمات أحمد فؤاد نجم.

Ad

ورافقت كل أغنية خلفية من لوحات قامت صالح برسمها على جدران الشوارع والمدن التي تمر بها، لتعبِّر عن العديد من القضايا الراهنة، من خلال التقاطعات والدلالات المتناقضة أو المتوازية بين الأغاني والرسوم.

وعملت تانيا على جمع هذه الاختيارات من القصائد المغناة في ألبوم غنائي أطلقت عليه اسم «تقاطع»، معظمه من ألحانها، وهو نهج جديد اعتمدته في مشوارها الفني، وعمل سمعي بصري يزاوج بين الشعر العربي والألحان الشرقية وفن الشارع والخط العربي مع الموسيقى الإلكترونية المعاصرة، وقد عملت بنفسها على إنجاز رسومات معبِّرة عن واقعنا العربي على جدران العديد من الدول العربية.

حاولت تانيا من خلال أغنيات «تقاطع» نقل صورة عن العالم العربي الذي يقف اليوم حائرا على مفترق مسارات وتناقضات وتحديات، وهو محاولة متواضعة للمشاركة بإيجاد أرضية ثقافية جامعة تبني عليها الأجيال العربية القادمة منصات ثابتة وموحدة للانطلاق نحو غدٍ أفضل. تقول تانيا: «نحن في نهاية المطاف مهما تبدلت لهجاتنا ولكناتنا تجمعنا لغة واحدة».

يُذكر أن الفنانة تانيا جمعت ما بين الشعر والتلحين والفن التشكيلي، منذ ظهورها الأول عام 1990، في مجال الإعلانات، وهي في تجارب مستمرة بمختلف أطياف الموسيقى والشعر والفنون البصرية. عملت كمغنية مع زياد الرحباني في مسرحيتي «بخصوص الكرامة والشعب العنيد» (1993)، و«لولا الفسحة الأمل» (1994)، وشاركت في الغناء مع الكورال في عملين هما: «بما إنو» للمطرب الراحل جوزيف صقر (1996)، و«إلى عاصي» للمطربة الكبيرة فيروز (1996).

وقد بدأت مسيرتها المستقلة عام 1997، وأصدرت حتى اليوم 5 ألبومات، هي: «تانيا صالح» 2002، «وحده» 2011، «حفلة حية في د. ر. م» 2012، و«شوية صور» 2015، وأخيراً «تقاطع» 2017. كما كتبت كلمات أغنيتين لفيلم «سكر نبات» (2007) للمخرجة نادين لبكي، وفيلم «هلأ لوين» (2011)، وشاركت ريس بيك في كتابة أغنية شارة فيلم «ميراث» (2014) للمخرج فيليب عرقتنجي.

يُشار إلى أن ألبوم «تقاطع» حصد أخيراً جائزة جمعية النقاد الألمان عن فئة الموسيقى العالمية، وتأسست هذه الجمعية عام 1980، وتتألف من 156 ناقداً وكاتباً وعالم موسيقى ومحرراً، ومهمتها توفير دليل صادق للإصدارات الفنية الجديدة.