بايرن ميونيخ والتخصص في تدمير الخصوم
يعيش بايرن ميونيخ أزهى فتراته محليا، حيث بات على بعد خطوات من حصد لقب الدوري الألماني للمرة السادسة على التوالي، واستفاد العملاق البافاري من سياسة قتل الخصوم وإبعادهم عن دائرة المنافسة ليبقى وحيدا على عرش الكرة الألمانية.
يعد بايرن ميونيخ من أعظم أندية كرة القدم عبر التاريخ، كيف لا وهو الفريق الذي سطر إنجازات لا مثيل لها على الساحة المحلية وكذلك العالمية، 27 لقبا للدوري الألماني، 5 ألقاب بدوري أبطال أوروبا، والعديد من البطولات الاخرى التي يزخر بها النادي البافاري العملاق.ودائما ما يبرز أحد الأندية ليتسيد أندية كرة القدم في بلاده، على غرار يوفنتوس في إيطاليا، وريال مدريد وبرشلونة في اسبانيا، إلا أن المنافسة لا تنتهي أبدا في كل البطولات المحلية، وخاصة الكبرى (اسبانيا وانكلترا وايطاليا).لكن أمورا ما حدثت في السنوات الماضية أثرت كثيرا على حجم المنافسة بين أندية القمة، لاسيما في ألمانيا وإيطاليا، إذ أصبح يوفنتوس محتكرا للبطولة المحلية لستة مواسم على التوالي، بينما ظفر بايرن ميونيخ بالبطولة للمواسم الخمسة الماضية، ويبدو أن السادسة تواليا اصبحت قريبة جدا، وما هي إلا مسألة وقت حتى يعتلي العملاق البافاري منصة تتويج "البوندسليغا".
بالتأكيد، الفوز بالبطولات يتطلب الكثير من العمل الاداري والفني، ويجب الا يبخس حق الاندية المتوجة بالالقاب، ففوز بايرن ميونيخ بلقب الدوري الالماني يعتبر حقا اصيلا لهذا النادي العريق، لكن عند إدراك الفوارق الشاسعة بين البايرن ومنافسيه يمكن وضع الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب ابتعاد المنافسين عن المستوى المطلوب.اعتاد بايرن ميونيخ على العمل بسياسة تدمير الخصوم، ورغم تصريحات كارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ، والذي أبدى اهتمامه بدخول المستثمرين إلى البطولة المحلية لإشعال المنافسة، فإن ما يفعله الفريق البافاري خلال السنوات الماضية لا يدل على اهتمام إدارته بوجود منافسين.ودائما ما كان بايرن ميونيخ يقوم بعملية تدمير بطيء لمنافسيه، عبر إغراء نجومهم بالانضمام الى صفوفه، فعندما كان بروسيا دورتموند يقدم مستوى رائعا توج خلاله ببطولتين للدوري الالماني موسمي (2010-2011) و(2011-2012)، لم يتوان بايرن عن إفساد مخططات منافسه، حيث بدأ بإشعال الحرب النفسية مع لاعبي دورتموند وعلى رأسهم ماريو غوتزه.والأدهى من ذلك أن البايرن أطلق تلميحاته لغوتزه خلال الموسم وليس في فترة الانتقالات، كما ان هذه التلميحات جاءت قبل المواجهة الكبرى بين بايرن ودورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013، والتي أثارت غضب إدارة الأخير بسبب التأثير على نجم الفريق نفسيا قبل مواجهة مصيرية مع منافسه.ولم يتوان بايرن في ضم غوتزه عند فتح باب الانتقالات، بعد انقضاء موسم 2012-2013، وبعد فوز العملاق البافاري على دورتموند في نهائي دوري الأبطال، وفي العام الذي تلاه قام بايرن بإغراء مهاجم دورتموند الاول روبرت ليفاندوفسكي لينجح في مسعاه ويضم المهاجم الفذ، ويضرب عصفورين بحجر: تعزيز صفوفه بأفضل مهاجم في الدوري الالماني وتدمير خصمه المباشر محليا بشكل نهائي. وبالفعل، تأثر بروسيا دورتموند كثيرا بهذه الضربة القاضية، حيث اصبح الفريق، الذي كان يحقق لقب "البوندسليغا" ويبلغ نهائي دوري ابطال اوروبا، يصارع أندية الوسط دون جدوى، ليحتل المركز السابع ويفشل في بلوغ أي مسابقة اوروبية عام 2015.وفي الموسم الحالي، فرض بايرن زعامته بشكل كامل على دورتموند، وفاز في جميع المواجهات الكلاسيكية الثلاث التي جمعت بينهما، وانتهت المواجهة الاخيرة بشكل مأساوي لدورتموند، بعد ان سحقه بايرن بسداسية نظيفة.ولا شك في أن سياسة تدمير الخصوم التي اتبعها بايرن ستلقي بظلالها على مستوى الفريق الذي لم يجد ضرورة لتعزيز صفوفه بالشكل المطلوب لعلمه بضعف منافسيه محليا، الامر الذي ابعده عن مستوى عمالقة اوروبا، حيث لم يبلغ بايرن المباراة النهائية لأي بطولة اوروبية منذ 2013 عندما فاز على مواطنه دورتموند.
إسبانيا تتسيد أوروبياً
وتسيد ريال مدريد الاسباني ومواطناه برشلونة وإشبيلية البطولات الاوروبية خلال السنوات الماضية، ولعل المنافسة القوية في الدوري الاسباني بين الريال والبرشا، ودخول اتلتيكو مدريد كأحد المرشحين للفوز بالالقاب المحلية طور نوعا ما من تركيبة الفرق الكبرى من اجل مواكبة مستوى الخصوم، وعلى العكس تماما ما يحدث في المانيا وايطاليا.ولعل الأمر يتضح كثيرا عند متابعة صفقات بايرن ميونيخ ويوفنتوس كل عام، حيث يقوم الناديان بالتعاقد مع أبرز نجوم منافسيهم محليا، فنابولي الذي يحاول المنافسة هذا الموسم فقد أبرز لاعبيه لمصلحة يوفنتوس بانتقال المهاجم الأرجنتيني هيغواين الى صفوف "السيدة العجوز"، بينما يعتمد بايرن على كتيبة من نجوم الدوري الالماني ممن كانوا يدافعون عن ألوان دورتموند وشالكة وغيرهم من اندية "البوندسليغا".وقد تكون سياسة هذه الاندية الكبرى ناجحة بشكل كبير لضمان البقاء على عرش البطولات المحلية، الا ان قتل المنافسة محليا تؤثر على مستوى البطل الى حد ما، بسبب الاكتفاء والشعور بعدم الحاجة غبى تطوير مستوى الفريق.