شركات تلجأ إلى الاحتياطيات لزيادة رأسمالها وتخفيف الضغط عن مساهميها... بمباركة رقابية
في وقت اتجهت شركات الى احتياطياتها الخاصة لإطفاء الخسائر، اتجه بعض الشركات أخيرا إلى سلوك نهج جديد في عملية زيادة رؤوس الأموال، لتخفيف الضغط عن مساهميها عبر الاحتياطيات التي تم تكوينها على مدار السنوات الماضية، والتي كانت تحصل عليها بموافقة من الجمعية العامة للشركة.وقالت مصادر مطلعة لـ "الجريدة" إن بعض الشركات المتميزة في بعض القطاعات التشغيلية حصلت على موافقات رسمية من الجهات الرقابية بشأن زيادة رؤوس أموالها عن طريق الاحتياطيات، لاسيما أنها استطاعت خلال الفترة الماضية بناءها بعد قدرتها على مواصلة تحقيق الأرباح، رغم الظروف التي عاناها السوق.وأضافت المصادر أن هذه الشركات اتجهت إلى زيادة رؤوس أموالها من الاحتياطيات لتخفيف الضغط عن مساهميها، بدلا من الضغط عليهم وطلب تغطية هذه الزيادة عن طريق اكتتابات جديدة، لأنها راعت الظروف الاقتصادية التي مرت بها القطاعات الاقتصادية على مدار السنوات الماضية، سواء لأسباب فنية أو جيوسياسية، مشيرة الى أن هذه الشركات وزعت ناتج عملية زيادة رأس المال من أسهم على مساهميها.
اقتطاع مباشر
وبينت أن الاحتياطيات هي أحد بنود حقوق الملكية، وتظهر في الجانب الدائن من الميزانية، وسبب وجودها حماية المؤسسة من أي طارئ ناتج عن ظروف خارجية لم تكن الشركة تتوقعها، أي أن الاحتياطي هو كل مبلغ يحتجز من الأرباح الصافية لغير الأغراض التي يكون من أجلها المخصص، لمقابلة أغراض أو تحقيق أهداف معينة، مثل دعم المركز المالي للمشروع أو لتمويل سداد التزامات.وأفادت بأن الاحتياطي، بكل أنواعه القانونية والإلزامية والاختيارية واحتياطيات المخاطر... الخ، عبارة عن اقتطاع مباشر من أرباح الشركات السنوية وبنسب معينة تحكمها القوانين والتشريعات المعمول بها، وعند احتساب صافي الربح بعد الضريبة يتم توزيع ما تبقى من أرباح، ومنها الاحتياطيات ومكافأة مجلس الادارة ومخصص البحث والتطوير، وتوزيع الارباح على المساهمين.وذكرت المصادر أن الاحتياطيات يتم تكوينها من الأرباح لمقابلة أي مستجدات تواجه الشركة في أي وقت، بحيث يتم أحيانا استغلال الاحتياطي الاختياري برسملته، ليصبح جزءا من رأسمال المؤسسة في حالة صدور قرار برفع رأس المال مثلا، أو تسديد بعض الالتزامات الطارئة منها، نتيجة ظروف مالية واقتصادية وأحيانا سياسية معينة، أو عند اللجوء إلى عمليات إطفاء الخسائر، التي اتجهت إليه أغلب الشركات التي تعثرت، وحققت خسائر كبيرة، واضطرت إلى اللجوء للاحتياطيات لإطفاء الخسائر التي تكبدتها، رغبة في العودة مجددا الى ميزانية نظيفة تخلو من الخسائر.