القسم من خلفكم والقبر من أمامكم
للأسف على مدى عشرات السنين تعامل بعض النواب والوزراء مع القسم النيابي باستهتار بقيمته، ورأى البعض أنه «برستيج» يؤديه وهو كاشخ بالبشت، ولم يفقه بعضهم أثره إلا بعد أن ترك منصبه فنسيه الناس، فمتى يستوعب أولئك أن القسم من خلفهم قد مضى، وأن القبر والموت من أمامهم قد أقبل؟
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
وماذا عن الإخوة الوزراء؟ الوزير الذي لا يصلح وزارته، ويعلم مواطن خرابها ولا يمارس سلطاته، ويتجاهل تطبيق القوانين، ويتلاعب بالتعيينات القيادية، ويسخر قراراته لتنفيع المقربين منه وخدمة أصحاب النفوذ ليكسب دعمهم، ويتجاهل حقوق المواطنين، ولا يهتم لمصلحة الوطن ولا يحرك في وزارته أو هيئاته ساكناً، فيدخل الوزارة ثم يخرج منها دون أي أثر، بل بعضهم يدخل الوزارة في حال، ثم يتركها في أتعس حال، بسبب سوء إدارته وضعف قراراته وانشغاله بمصالحه ومنصبه وكرسيه وواسطاته، فمثل هذا الوزير هل يظن أنه قد وفّى بالقسم؟للأسف على مدى عشرات السنين تعامل بعض النواب والوزراء مع القسم النيابي باستهتار بقيمته، ورآه البعض أنه "برستيج" يؤديه وهو كاشخ بالبشت، ولم يفقه بعضهم أثره إلا بعد أن ترك منصبه فنسيه الناس، فمتى يستوعب أولئك أن القسم من خلفهم قد مضى، وأن القبر والموت من أمامهم قد أقبل، ثم يخلو بين كل واحد هو وقسمه ليعلم هل وفّى بالقسم أم خان الأمانة؟ أما العضو أو الوزير ممن تعامل بالرشوة وسقط في مستنقع شراء الذمم بكل أصنافه ولَها بتكوين الثروات من المناقصات والمزايدات، فهذا ليس ضمن حديثنا، فما ينتظره أعظم لو تفكر. والله الموفق.