أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بمنصب رئيس الجمهورية لفترة رئاسية ثانية تنتهي في 2022، وذلك بعدما تمكّن من الفوز بالانتخابات التي أجريت في الخارج والداخل خلال مارس الماضي، محققا 97.08 في المئة من إجمالي الأصوات الصحيحة، مقابل 2.92 في المئة لمصلحة منافسه الوحيد رئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، في نتيجة متوقعة لجميع المراقبين، ولكن كان لافتا أن عدد من صوتوا في الانتخابات الأخيرة أقل من "رئاسية 2014" بنحو مليون صوت.

وفي كلمة وجهها الى المصريين بعد إعلان النتيجة، قال السيسي: "أعدكم بأن أعمل لكل المصريين دون تمييز بين من أعطاني صوته ومن فعل غير ذلك".

Ad

وقال الرئيس المصري "أجدد مع الشعب عهد الشفافية، وأحدثكم بمشاعر الفخر لمشاركتم في الانتخابات".

وأشاد السيسي باصطفاف المصريين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي أجريت أيام 26 و27 و28، معتبرا أنها جسدت سعي المصريين لمواصلة مسار الحفاظ على الدولة.

وتعهد بالعمل على تحقيق رفاهية المصريين وبناء مؤسسات الدولة والحفاظ عليها، وتقدم بالشكر لمنافسه الوحيد بالانتخابات رئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، الذي خاض منافسة راقية وحضارية.

وكان رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، لاشين إبراهيم، قال في مؤتمر صحافي لإعلان النتائج الرسمية في مقر الهيئة العامة للاستعلامات بالقاهرة، أمس، إن عدد من يحق لهم التصويت بلغ 59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، وعدد من أدلوا بأصواتهم في الخارج بلغ 157 ألفا و60 ناخبا، وعدد المصوتين في الداخل 24 مليونا و97 ألفا و92 ناخبا، وأن عدد من صوتوا في الداخل والخارج بلغ 24 مليونا و254 ألفا و152 ناخبا بنسبة مشاركة 41.05 في المئة من إجمالي من يحق لهم التصويت.

وأكد إبراهيم أن عدد الأصوات الصحيحة بلغ 22 مليونا و491 ألفا و921 صوتا، بنسبة 92.73 في المئة، بينما بلغ عدد الأصوات الباطلة مليونا و762 ألفا و231 صوتا بنسبة 7.27 في المئة، وأن السيسي فاز بالمقعد الرئاسي بعدما حصد 21 مليونا و835 ألفا و387 صوتا، بنسبة 97.08 في المئة من إجمالي الأصوات الصحيحة، فيما حصل منافسه موسى مصطفى موسى على 656 ألفا و534 صوتا بنسبة 2.92 في المئة من إجمالي الأصوات.

وأجريت الانتخابات الرئاسية في الخارج أيام 16 و17 و18 مارس الماضي، في 139 مقرا انتخابيا في 124 دولة، بينما أجريت في الداخل أيام 26 و27 و28 من الشهر ذاته، في 13 ألفا و687 لجنة فرعية في جميع أنحاء الجمهورية، تخضع لإشراف 367 لجنة عامة، إلى جانب 38 لجنة للمتابعة برئاسة رؤساء المحاكم الابتدائية، وأشرف على العملية الانتخابية 18 ألفا و678 قاضيا، عاونهم 103 آلاف موظف، وفي تأمين كامل من قوات الجيش والشرطة.

وشدد رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات على أن المصريين وقفوا صفوفا أمام لجان الاقتراع، وصنعوا ملحمة للكفاح، وخاطب المصريين قائلا: "ستبقون خلف وطنكم أبدا، وإقبالكم لم يكن مدفوعا بوعد أو وعيد، ولكم منا كل التحية والتقدير"، ووصف المشهد الانتخابي بـ "ملحمة في حب مصر، جسدت نضال الشعب من أجل العدالة والديمقراطية"، وتابع: "مارس الشعب الديمقراطية بنفسه، ووقف المصريون صفوفا داخل مصر وخارجها، رافعين أعلام مصر... فأصبحت الانتخابات ملحمة بكل ما تعنيه الكلمة".

والسيسي (مواليد 1959) أحد أبناء القوات المسلحة، وسطع نجمه بعد ثورة 25 يناير 2011، عندما كان يتولى رئاسة المخابرات الحربية، ثم وزيرا للدفاع في أغسطس 2012، وقاد مع الشعب المصري والقوى المدنية والوطنية الإطاحة بالرئيس محمد مرسى، إثر ثورة شعبية في 30 يونيو 2013، ثم تقدم باستقالته من القوات المسلحة، معلنا ترشحه في الانتخابات الرئاسية 2014 التي حسمها بسهولة أمام مرشحه الوحيد القطب الناصري حمدين صباحي.

ويعد انتخاب السيسي مرة ثانية سابقة في تاريخ مصر السياسي، إذ لم يسبق أن تم انتخاب رئيس مصري في انتخابات تعددية لمرة ثانية على الإطلاق، إذ تعد الانتخابات الرئاسية الحالية هي الرابعة في تاريخ مصر، فمنذ إعلان الجمهورية عام 1953 اعتادت مصر على الاستفتاءات الصورية على بقاء رئيس الجمهورية، حتى عام 2005 عندما قرر الرئيس الأسبق حسني مبارك إجراء أول انتخابات رئاسية كسبها بسهولة، ثم أجريت أول انتخابات رئاسية تنافسية بعد ثورة 2011، في العام الموالي، وفاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسي، فيما فاز السيسي في انتخابات 2014 و2018.

مشاركة أقل

وتعد نسبة المشاركة في انتخابات 2018 التي صوت فيها 24.2 مليون مصري، أقل من مثيلتها في 2014، التي صوت فيها 25.5 مليون مصري، وهي الانتخابات التي فاز بها السيسي أيضا، بعدما حصد 23 مليونا و780 ألفا و104 أصوات، بنسبة 96.1 في المئة، بينما لم يحصل منافسه الوحيد القطب الناصري حمدين صباحي إلا على 757 ألفا و511 صوتا، بنسبة 3.9 في المئة من إجمالي الأصوات الصحيحة التي قدرت بنحو 24.5 مليون مصوت بنسبة مشاركة 47 في المئة.

وارتفع عدد الأصوات الباطلة في انتخابات 2018، حيث أبطل نحو 1.7 مليون مصري أصواتهم، في حين شهدت انتخابات 2014 إبطال مليون وأربعين ألف مصري أصواتهم.

تهانٍ بالجملة

المرشح الرئاسي موسى، أقر بخسارته الواضحة أمام السيسي، وقال في بيان رسمي إنه يتوجه بالشكر للشعب المصري لمشاركته في التصويت بالانتخابات، وإثباته للعالم أنه قادر على التصدي لكل أعداء الوطن، وكل من يحاول ممارسة الضغوط عليها.

وفور إعلان فوز السيسي برئاسية ثانية، انهالت برقيات التهاني والتأييد، إذ قاد شيخ الأزهر أحمد الطيب، التهاني في الداخل، وتقدم الطيب بالتهنئة إلى السيسي، على الثقة الغالية التي أولاها له الشعب المصري، والتي توجت بفوزه بفترة رئاسية ثانية، في انتخابات شهد لها الجميع بالنزاهة والشفافية، وبرهن خلالها أبناء الشعب بمشاركتهم الإيجابية، على وعيهم وحسهم الوطني الأصيل.

وأشاد الأزهر بالصورة الحضارية التي خرجت بها الانتخابات، وتضافر جهود مؤسسات الدولة لتمكين ملايين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في سهولة ويسر، داعيا الشعب المصري إلى التكاتف خلف قيادته ومؤسساته الوطنية.

وفيما تقدم مفتي الديار المصرية شوقي علام وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وقيادات الكنائس المصرية بالتهنئة إلى السيسي، تبارت الأحزاب والقوى السياسية ونواب البرلمان في تقديم التهنئة للرئيس على ولايته الثانية، فيما توالت التهاني العربية والدولية، إذ تقدم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الصفوف وأجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري لتهنئته بـ "الرئاسية" الثانية.

وتوالت التهاني للرئيس المصري من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن راشد، وملك البحرين حمد بن عيسى، والرئيس الصيني شي جين بينغ.

احتفالات

وفور إعلان النتائج احتشد أنصار السيسي، في عدد من الميادين والشوارع الرئيسة في القاهرة والمحافظات للاحتفال بانتصاره، وتم ترديد الأغاني الوطنية والتلويح بالأعلام المصرية، وسط مطالب للرئيس باستكمال عملية التنمية التي أطلقها فور توليه الرئاسة لأول مرة في يونيو 2014.

وينتظر المصريون الكثير من الرئيس في فترته الرئاسية المقبلة، إذ إن وعود تحقيق الرخاء الاقتصادي ستكون على رأس الأولويات، بعدما تحمل الشعب المصري إجراءات حكومية وصفها السيسي نفسه بـ "القاسية" شملت تعويم الجنيه وخفض الدعم المقدم للمحروقات والكهرباء، مما أدى إلى ارتفاع قياسي في الأسعار أدى إلى انخفاض شعبية الحكومة.

ويعد تحسين الأوضاع المعيشية الملف الأكثر حيوية أمام السيسي في الولاية الثانية، فضلا عن حل أزمة سد النهضة الإثيوبي، والذي يهدد مصدر المياه الوحيد للشعب المصري.