وسط تفاقم صراع الأجنحة داخل النظام الإيراني، أكدت مصادر إصلاحية رفيعة المستوى لـ«الجريدة» أن زعماء التيار الإصلاحي عقدوا اجتماعاً خاصاً، خلال عطلة «النوروز»، وبحثوا أوضاع البلاد الاقتصادية والسياسية، وأجمعت آراء أغلبهم على أنه آن الأوان لإنهاء «زواج المصلحة» بين الإصلاحيين والمعتدلين بزعامة الرئيس حسن روحاني، في ظل تردي تلك الأوضاع.

وكشفت المصادر أنه تقرر خلال الاجتماع أن يستقيل إسحق جهانغيري نائب الرئيس، الذي يمثل التيار الإصلاحي، من منصبه، لتولي منصب رئيس بلدية طهران الذي بات شاغراً بعد استقالة محمد علي نجفي.

Ad

وأفادت بأن جهانغيري وافق على الاقتراح وأبلغه لروحاني، الذي طلب منه تأجيل استقالته إلى ما بعد عودته من تركيا ولقاء نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، ليتسنى له أن يتشاور مع المرشد الأعلى علي خامنئي في تعيين نائب جديد له.

ويفضل قادة التيار الإصلاحي، المسيطر على مقاعد المجلس البلدي في طهران، أن يركزوا جهودهم على الارتقاء بوضع بلدية العاصمة، قبل إجراء انتخابات مجلس الشورى الجديدة مطلع العام المقبل، كي يستطيعوا السيطرة على المجلس، تمهيداً لخوض الانتخابات الرئاسية بقوة أكبر.

ويجب أن ينتخب المجلس البلدي في طهران رئيساً جديداً بدل نجفي، على أن يحظى بموافقة وزارة الداخلية والمرشد.

ويعتبر منصب رئيس بلدية طهران أحد أكثر المناصب نفوذاً في إيران، وخصوصاً أن ميزانية بلدية طهران تصل إلى ما يعادل عشرة مليارات دولار سنوياً، ويتم تدوير ما يزيد على الـ60 مليار دولار سنوياً من الأرصدة المالية فيها، وهو ما يعادل نصف ميزانية البلاد العامة.

واستطاع الإصلاحيون إيصال الرئيس الأسبق محمد خاتمي إلى السلطة، بدعم مباشر من رئيس بلدية طهران السابق غلام حسين كرباستشي، كما استطاع الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية عبر شغله منصب رئيس بلدية طهران. واستقال نجفي من منصبه قبل أسابيع بسبب تأدية فتيات رقصة أمامه، بمناسبة عيد مولد السيدة فاطمة الزهراء.