التعذيب في الوطن العربي
المشكلة في الدول المتخلفة أن التعصب والتطرف والصراع يحدث ثم التفكير في الحوار لاحقاً، وهذا عكس ما هو مطلوب ومشروع، فالشعوب المتحضرة تبدأ بالحوار قبل الصراع، وبذلك تتجنب العنف وآثاره على المجتمع.
التعذيب ظاهرة تاريخية عاشتها الشعوب عبر مراحل التاريخ من قبل القوى المسيطرة، وهي عملية انتقام وابتزاز وضغط على المعارضين لإخضاعهم بالقوة أو الانتقام منهم لأعمال قاموا بها أو يحتمل أن يقوموا بها أو قام بها أقرباء أو موالون لهم.هي نوع من الطغيان السلطوي مارستها أنظمة منذ العصر القديم إلى الوسيط فالحديث والمعاصر، والتعذيب يشمل المعارضين وأطفالهم ونساءهم لإرهابهم، وذلك نوع من التطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب، وقد أعطى السلطان لنفسه صلاحية إيذاء الناس فقط لرأيهم المخالف، أو مخالفة النظام في توجهاته، وقد تكون آراء المعارضة هي الصحيحة، وقد أثبتت الأيام أن معظمها صحيحٌ، ومن ضمن ذلك التعذيب الجسدي والنفسي أثناء الاعتقال لانتزاع الاعتراف أو مجرد الانتقام من المعارضين، ويتخذ ذلك أساليب في منتهى القسوة من الصعب علينا أن نذكر أمثلة عليها حفاظاً على مشاعر القراء، وتشمل تعذيب الأطفال والنساء، ونعرف ذلك من معاينة وسائل التعذيب المختلفة التي يتم العثور عليها بعد سقوط بعض تلك الأنظمة، وتتطور تلك الوسائل مع الوقت من نظام لآخر ومن سجن لآخر. وقد يرى البعض أن حال العرب اليوم ليس بحاجة إلى إثارة الهموم بطرح مثل هذه الموضوعات، لكن أليست مثل هذه القضايا واقعاً نعيشه وعاشته أمتنا، وفقدنا خيرة الناس من جراء تلك الممارسة، وقد وصل التعذيب حداً لا نريد سماع تفاصيله، أو صوراً عنها فتقشعر الأبدان لهولها، والسؤال كيف ولماذا يعذب الإنسان، ويكون أقسى من الحيوان ضد غريمه الحيوان، ويتهم الإنسان بأنه عاقل؟
في الحقيقة هو ليس كذلك، خصوصا عندما نتأمل ظاهرة التعذيب في مجتمعنا وفي ظل أوضاعنا، ويتم تعذيب الإنسان حتى الموت ثم يتم التمثيل بجثته! ويحدث ذلك للآلاف في سجون الدول العربية القمعية الدكتاتورية، نعم يحدث ذلك ولا يحرك ضمير العالم شعرة تجاه منعها، وهو يعلم تفاصيل ما يحصل في سجون تلك الأنظمة!لقد سقطت بعض تلك الأنظمة، لأنها دكتاتورية وظالمة، وتوقف التعذيب فترة ليبدأ من جديد تحت ظل نظام جديد بوسائل جديدة، وكثير من الشرفاء قد ذهبوا ضحية التعذيب كان بالإمكان الاستفادة من فكرهم وآرائهم لخدمة أوطانهم بيد الحقد الاثني العنصري والطائفي والطبقي الاجتماعي الذي أعمى الأعين ليكون التعذيب منهجاً في التعامل مع المعارضة في الدول المتخلفة. لقد وصل الأمر إلى الاعتداء الجنسي على الأطفال والنساء، وقد حدث ذلك بشهادات بعضهم على جماعات دينية كتنظيم داعش! الذي وجد لسلوكه ذلك مبررات ومسوغات وما أكثرها لدى مثل تلك الجماعات وما أيسرها. وفي غياب ظاهرة الحوار الفكري بين القوى المختلفة تحدث مثل تلك الانتهاكات، المشكلة في الدول المتخلفة يكون التعصب والتطرف والصراع ثم التفكير في الحوار لاحقاً، وتعاني الشعوب ظاهرة التعذيب وغيرها، ثم قد تلجأ الجماعات إلى الحوار! وهذا عكس ما هو مطلوب ومشروع لدى الجماعات، فالشعوب المتحضرة تبدأ بالحوار قبل الصراع، وبذلك تتجنب العنف وآثاره على المجتمع. وإن الحديث عن موضوع التعذيب شائك وطويل أردنا هنا إثارة هذه القضية لنلفت الانتباه إليها فهي تؤرق الكثيرين في مجتمعاتنا العربية.