إصابات الفنانين خلال تصوير أعمالهم... بين الحقيقة والادعاء

نشر في 04-04-2018
آخر تحديث 04-04-2018 | 00:06
تصدّرت إصابات الفنانين خلال التصوير الأخبار حول مسلسلات عدة اقترب إطلاقها أو تُعرض فعلاً على الشاشات. ورأى البعض في ذلك طريقة غير مباشرة لترويج هذه المشاريع.
أعلن المخرج شريف اسماعيل إصابة رامز أمير خلال تصوير المشاهد الأولى من «المعجزة» الذي تقوم ببطولته دينا الشربيني. ويتضمن العمل لقطات حركة عدة صوّرها الممثل بنفسه. كذلك ذكر مخرج «رسائل» إبراهيم فخر أن إصابة أمير عطّلت تصوير دوره في العمل مدة أسبوعين، وهو يجسد إحدى الشخصيات الرئيسة.

وكشف المخرج محمد علي إصابة يسرا في قدمها على إثر سقوطها أثناء التصوير، ما اضطره إلى تبديل جدول «بني يوسف» بعدما حصلت النجمة على راحة نحو أسبوع، وهي إجازة أرجأت تصوير دور هشام سليم، بحسب تصريح المخرج المصري.

أما لوسي فقرأنا حول إصابتها أكثر من مرة خلال تصوير «البيت الكبير»، فيما اعتذرت سلوى خطاب عن «نسر الصعيد» بعد تعرّضها لشرخ في القدم خلال تصوير «سك على اخواتك»، ما اضطر فريق العمل إلى تغيير الأحداث وإرجاء مشاهدها نحو شهر بعدما ألزمها الأطباء بالبقاء في الفراش من دون حركة.

وأعلن فريق عمل «أمر واقع» إصابة بطله كريم فهمي خلال تصوير أحد مشاهد الحركة ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

لوسي

تستنكر لوسي فكرة ادعاء الإصابة للترويج للأعمال الدرامية، مؤكدة أنها لا يمكن أن تقبل وسيلة دعائية غير محترمة. وتشير إلى أنها فعلاً تعرضت لإصابات في كواليس تصوير «البيت الكبير»، ولم تكن تسعى إلى إعلانها لكن متابعة المواقع والصحف المسلسل أدّت إلى خروج هذه الأخبار، مؤكدة أن الفنانين يتحملون الكثير خلال التصوير، ويجب أن يدرك الجمهور ذلك من خلال وسائل الإعلام.

وأضافت لوسي أن الصورة الذهنية لدى كثيرين عن العمل في الفن غير صحيحة، إذ يرون أنه رفاهية وأن الفنانين لا يخرجون من التكييف. لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، خصوصاً أن ثمة مواقف كثيرة وأياماً لا ينام فيها الفنان سوى دقائق متفرقة من أجل إنجاز التصوير، بالإضافة إلى أن اللقطات الخارجية في المناطق الريفية تكون مليئة بالنموس وقد تسبب أمراضاً لأصحاب البشرة الحساسة، وهو أمر أعانيه شخصياً... وجميعها تنازلات يقدمها الفنان من أجل إطلاق عمل بصورة جيدة على الشاشة.

رأي النقد

يقول الناقد محمد توفيق إن الإصابات التي يتعرّض لها بعض الفنانين حقيقية بالتأكيد، لكن المشكلة في من يروِّجون لها باعتبارها وسيلة للدعاية، متسائلاً عن سبب التركيز عليها تزامناً مع البدء بالتصوير بحثاً عن جهة عرض، أو مع إطلاق المسلسل لجذب أنظار الجمهور إلى الحلقات المقبلة.

وأضاف توفيق أن حالة التشكيك هذه سببها اقتصار الأخبار حول الأعمال على إصابات أبطالها، علماً بأنها لا تمنعهم من إنهاء المشاهد في مواعيدها أو العمل تحت ضغط في الأيام الأخيرة كما جرت العادة.

كذلك أشار إلى أن الصحافة تتحمّل جزءاً من المسؤولية بسبب التسرع في نشر الأخبار التي يسربها الفنانون لتسليط الضوء على أعمالهم، مؤكداً أن هذه الدعاية موجودة منذ عقود في السينما والتلفزيون، وللأسف الإصابات الحقيقية لبعض الفنانين تتعرض للتشكيك بسبب مواقف زملائهم، كما كان يحدث مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ خلال فترة مرضه، إذ اتهم بادعاء الأمر لجذب الجمهور إلى أفلامه وبيع أسطواناته.

بدوره يوضح الناقد أحمد حسان أن بعض مشاهد الحركة يسبب فعلاً إصابات للفنانين، خصوصاً الحريصين منهم على أداء المشاهد بأنفسهم، لذا من الصعب الادعاء بأنهم استخدموا هذا الأمر في الترويج لأعمالهم.

ويضيف: «يرى منتجون في كثرة الأخبار عن أعمالهم ترويجاً يضمن لها مكاناً على خريطة الإعلانات عند عرضها»، لافتاً إلى أن اهتمام الجمهور بمسلسلات الحركة يؤدي إلى تصدّر أخبارها الصحف والمواقع الفنية، وتركيز المنتجين على إبرازها.

تؤكد لوسي أن الفنانين يتحملون كثيراً من المتاعب خلال التصوير
back to top