اجتماع أميركي حاسم حول سورية يستبق «قمة أنقرة»
● «البنتاغون» تريد زيادة القوات الأميركية... و«التحالف» يبني قاعدتين عسكريتين حول منبج
● فصائل القلمون تتوحد للتفاوض... وموسكو وأنقرة تخيرانها بين الاستسلام أو المواجهة
مع اتجاه بوصلة التهجير إلى شمال شرق العاصمة دمشق وتحديداً منطقة القلمون، جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كبار مسؤولي إدارته لحسم الموقف النهائي من سورية، في وقت بدأ نظراؤه في روسيا وتركيا وإيران بوضع خططهم المستقبلية فيها.
وسط ترقب لاجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي ليحسم الرئيس دونالد ترامب موقفه من الانسحاب أو البقاء في سورية، كشفت شبكة "سي إن إن" عن خطط لوزارة الدفاع "البنتاغون" لإرسال عشرات الجنود الإضافيين إلى المنطقة.ونقلت الشبكة الأميركية عن عدة مسؤولين عسكريين وسياسيين قولهم، إن الخطط خضعت للنقاش عدة أيام، قبل إعلان ترامب، الخميس الماضي نيته سحب القوات الأميركية البالغ عددها أكثر من 2000 جندي من سورية "في وقت قريب جداً". وعلى الرغم من تأكيدات ترامب على الانسحاب "قريباً"، فإن هذا الاحتمال يبقى مستبعداً ميدانياً في الوقت الحاضر، لما سيعنيه من انتصار لروسيا وإيران، ومعارضته مع استراتيجية "إرساء الاستقرار" في المناطق المحررة إلى حين تسوية للنزاع في سورية والقضاء على "داعش"، وهي استراتيجية يدعو إليها الأوروبيون ولن يتخلوا عنها.وفي "البنتاغون"، شدد المتحدث باسمه الكومندان أيدريان رانكين غالواي على أن مهمة العسكريين الأميركيين "لم تتغير"، مضيفاً: "نواصل تطبيق استراتيجية الرئيس القاضية بالانتصار على داعش".
محور أستانة
وعلى وقع تراجع نفوذ الولايات المتحدة التدريجي، تتجه الأنظار إلى قمة رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وتركيا رجب طيب إردوغان، وإيران حسن روحاني، في أنقرة اليوم من أجل رسم تصور مستقبلي لهم في سورية.وفي أول زيارة خارجية بعد إعادة انتخابه، وصل بوتين إلى أنقرة وعقد قمة مصغرة مع إردوغان قبل اللقاء الثلاثي المرتقب لهما مع روحاني وسبقتها "سلسلة اتصالات غير مسبوقة".وأعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، بدء بعض الشركات بالفعل تنفيذ عدد من مشاريع الطاقة في سورية، دون أن يكشف أي تفاصيل عن هذه المشاريع، مؤكداً مواصلة التعاون مع دمشق "في إطار خريطة الطريق المبرمة" بين الطرفين.منبج تستنفر
بعدما كررت تركيا أخيراً تهديدها بشن هجوم على المنطقة، تسيّر قوات التحالف الدولي في شوارع مدينة منبج حالياً دوريات ترفع الأعلام الأميركية تصل إلى خطوط التماس مع الفصائل الموالية لأنقرة بينما أظهرت الصور أعمال بناء قاعدتين عسكريتين في منبج.وتعكس وتيرة تسيير التحالف دوريات تضم آليات وعربات حديثة مصفحة، إضافة إلى خنادق تستحدثها قوات مجلس منبج المحلي في الآونة الأخيرة، حالة من الاستنفار على وقع التهديدات التركية.وأكد قائد مجلس منبج العسكري محمد أبوعادل اتخاذ كل الاحتياطات لناحية الانتشار على خطوط الجبهة وأخذ التهديدات التركية جدياً.وينتشر حالياً في محيط منبج نحو 350 جندياً من التحالف الدولي معظمهم من الأميركيين والفرنسيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي تحدث عن تعزيزات جديدة للتحالف تضم عناصر من الطرفين وصلت في اليومين الأخيرين.قيادة القلمون
على وقع تحذيرات من الجيشين الروسي والسوري بشن عملية عسكرية مشابهة للهجوم الدموي على غوطة دمشق الشرقية، شكلت فصائل منطقة القلمون الشرقي بريف العاصمة أمس، قيادة موحدة تحت مسمى "القيادة العامة في القلمون الشرقي" لإدارة المفاوضات مع الجانب الروسي والنظام السوري حول مستقبل مناطق وجودها.وأصدرت القيادة الجديدة بياناً نشرته شبكة "شام"، أوضحت فيه أن الفصائل الموجودة في المنطقة، عقدت اجتماعاً تم من خلاله تشكيل قيادة موحدة للمنطقة تندرج تحتها كل التشكيلات العسكرية، وينبثق عنها قائد عام وغرفة عمليات مشتركة يرأسها عسكري ومكتب سياسي من مهامه إدارة ملف التفاوض مع الجانب الروسي والنظام السوري حول مستقبل الوجود المسلح في مدن وبلدات القلمون الشرقي.وشددت القيادة على التزامها وتمسكها بالثوابت وفق سياسة جديدة للتماشي مع التطورات الأخيرة، تتمثل في الحرص على سلامة المدن وعدم القبول بتغيير بنيتها السكانية أو تدمير بنيتها التحتية والعمرانية يعتبر من الثوابت، رافضة التهجير القسري لأي شخص، مع التزامها بالدفاع عن المنطقة ضد أي اعتداء من المتطرفين أو الميليشيات الأخرى.والسبت الماضي، تلقى ممثلون عن أهالي بلدات القلمون الشرقي، خلال اجتماع مع الجانب الروسي، رسالة من النظام تتضمن عدة خيارات، مثل الصلح وتسليم السلاح وتسوية الوضع أو الخروج من مناطقهم وإما فتح السيطرة على المنطقة بالقوة.إنذار مزدوج
ولاحقاً، أكد المتحدث باسم فصيل "قوات الشهيد أحمد العبدو" أمس، سعيد سيف أن عقيداً في الجيش الروسي وضابطاً من المخابرات الجوية السورية أبلغا المعارضين في القلمون بأنه يتعين عليهم قبول حكم الدولة أو الرحيل عن المنطقة، موضحاً أن الإنذار الموجه للفصائل تسلمه مدنيون من المنطقة المنفصلة عن الغوطة الشرقية والملاصقة تماماً للعاصمة.وفي تصريحات منفصلة، قال سيف لقناة "الحدث"، إن "رسالة واضحة أرسلت إلى فصائل الجيش الحر في المنطقة مفادها إما تسليم السلاح للحكومة السورية، كما يسميها الروس، أو مغادرة القلمون الشرقي"، مبيناً أن المعارضة قدمت اقتراحاً ينسحب بمقتضاه المسلحون من البلدات إلى المناطق الجبلية وأن يبقى المدنيون وتنتظر رد روسيا. وذلك بهدف تجنب "التهجير القسري".إخلاء دوما
ووسط أنباء نقلتها وكالة "إنترفاكس" عن وزارة الدفاع الروسية ونفاها المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عودة أكثر من 40 ألف مدني إلى الغوطة الشرقية السورية، استكمل أمس اتفاق إجلاء مقاتلي "جيش الإسلام" والمدنيين الراغبين في مغادرة دوما باتجاه جرابلس الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي.وفي خطوة تمهد الطريق أمام النظام لاستعادة المنطقة كاملة، أكدت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أمس، خروج 20 حافلة تقل 1065 مسلحاً وعائلاتهم تحت إشراف الهلال الأحمر من دوما، مؤكدة وصول 1146 مساء أمس الأول إلى ريف حماة الشمالي قادمين من المدينة باتجاه جرابلس"، في قافلة ضمت، بحسب المرصد، مدنيين جرحى إضافة إلى مقاتلين سابقين في "فيلق الرحمن" وأسرهم.
التحالف الدولي يستنفر في منبج تحسباً لهجوم تركي