إرهاق ذهني
الأزمة التي يعيشها الكثيرون من أولياء الأمور هي صنيعة حكومية خالصة يتحمل وزرها المواطنون دون ذنب سوى أن سياسة الدولة تتجسد في إفشال التعليم وجعله بيئة طاردة، ترهق الآباء ذهنيا في المقام الأول وماديا في كثير من الأحيان، ناهيكم عن بعض المشاكل الاجتماعية التي قد تترتب على هذه المشكلة.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
إن التحدي الذي أعانيه اليوم، وأعتقد أن الكثيرين يعانونه مثلي هو اختيار المدرسة الخاصة التي سينتسب إليها أبناؤنا، وأنا هنا لا أتحدث عن الشق المادي الذي بالطبع يشكل عبئاً على الكثير من الأسر، ولكنني أتحدث عن أن عملية اختيار المدرسة تعد بمثابة مقامرة فعلية، فلا يوجد معيار حقيقي لمعرفة مستوى المدرسة الخاصة سوى الكلام المتناقل وبعض الخبرات بين الناس، واتخاذ قرار مثل هذا لا يمكن أن نشرك فيه الأبناء، لأن القرار يتخذ وهم لا يتجاوزون خمس أو ست سنوات، لذلك أقول إنها مقامرة قد تتسبب في عدم اختيار الأنسب للأبناء، وما يترتب عليه ذلك طوال سنواتهم القادمة ومستقبلهم ككل. هذه الأزمة التي يعيشها الكثيرون هي صنيعة حكومية خالصة يتحمل وزرها المواطنون دون ذنب سوى أن سياسة الدولة تتجسد في إفشال التعليم وجعله بيئة طاردة، ترهق الآباء ذهنيا في المقام الأول، وماديا في كثير من الأحيان، ناهيكم عن بعض المشاكل الاجتماعية التي قد تترتب على هذه المشكلة، بالإضافة إلى الازدحام المروري الذي أصبح لا يطاق، وأحد أسبابه هو المدارس الخاصة التي تتمركز في مناطق معدودة مسببة الازدحام الخانق.ضمن نطاق التغطية: حسب أرقام الحكومة فإن تكلفة الطالب الواحد في السنة الواحدة في المدارس الحكومية تفوق تكلفة الطالب في الكثير من المدارس الخاصة في الكويت، ومع هذا فإن التعليم الحكومي يتراجع سنويا حسب مختلف التصنيفات الإقليمية والدولية.